"المنبر الأورومتوسطي صوت مؤسسات المجتمع المدني"

في إطار النقاش الدائر حول مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، تأسس المنبر الأورومتوسطي ليكون صوتا لمؤسسات المجتمع المدني ومنبرا لمناقشة القضايا الشائكة والإشكالية التي ترهن مستقبل الضفة المتوسطية. محمد مسعاد حاور رئيس هذا المنبر السيد عبد المقصود راشيدي على هامش أعمال اللقاء الأخير للمنبر "التنقل والعيش المشترك" الذي انعقد في مدينة مارسيليا.

في إطار النقاش الدائر حول مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، تأسس المنبر الأورومتوسطي ليكون صوتا لمؤسسات المجتمع المدني ومنبرا لمناقشة القضايا الشائكة والإشكالية التي ترهن مستقبل الضفة المتوسطية. محمد مسعاد حاور رئيس هذا المنبر السيد عبد المقصود راشيدي على هامش أعمال اللقاء الأخير للمنبر "التنقل والعيش المشترك" الذي انعقد في مدينة مارسيليا بالجنوب الفرنسي.

عبد المقصود راشيدي، الصورة: محمد مسعاد
راشيدي: الاتحاد من أجل المتوسط هو استمرار لعملية برشلونة، ونحن نعمل على المطابقة بين القول والفعل.

​​ ما الرهان الذي يقوم عليه المنبر الأورومتوسطي؟

عبد المقصود راشيدي:رهاننا في هذا المنتدى هو أولا اعطاء فرصة جديدة للجيل الجديد من مكونات المجتمع المدني والأهلي للالتقاء والتعرف على بعضهم بعضا والمناقشة باستمرار في كل القضايا دون تابوهات ودون أحكام مسبقة في احترام تام لوجهات النظر للوصول إلى خلاصات وتوافقات يمكن أن تكون مصدرا للعمل المشترك بين مكونات المجتمع المدني والأهلي في حوض البحر الأبيض المتوسط. ثانيا هو أن تستوعب كل المؤسسات الأورومتوسطية أن هناك صوتا للمجتمع قوي بقدرته على تنظيم نفسه وقوي بتعدده وقوي بغناه الجغرافي والموضوعاتي و بالتالي يعتبر شريكا أساسيا في الفضاء الأورومتوسطي ويتوجب التعامل معه على هذا الأساس.

هل يمكن القول إن عملية برشلونة قد دخلت مرحلة الموت السريري؟

راشيدي: في الواقع هناك اختلاف في وجهات النظر، لكن إذا ما تعمقنا في الوثائق الرسمية منذ 1995 إلى الآن نستطيع القول إن الاتحاد من أجل المتوسط هو استمرار لعملية برشلونة، وان كان التركيز فقط على بعض الجوانب التي لا تقلق مكونات الفضاء الأورومتوسطي كالجوانب الاقتصادية أكثر من قضايا التنمية والديمقراطية وعملية السلام في الشرق الأوسط. ولا أعتقد أن العملية في طريقها للموت، بل هناك محاولة لتجديدها من الداخل وسنرى بعد الرئاسة الفرنسية هناك السويد واسبانيا و بالتالي علينا انتظار كيف ستتعامل الرئاسات المقبلة مع الهيكل العام لهذه المؤسسة.

كيف تلقيتم اعترافات سفير فرنسا في الاتحاد الأوروبي بالمفارقة بين الخطاب والممارسات؟

راشيدي: إنه جواب على كلام رئيس المنتدى الذي قال إن هناك فرقا بين الخطاب الذي يتغنى بالمجتمع المدني والأهلي ويعتبره شريكا أساسيا، لكن في الممارسة نجد هناك محاولة لإبعاد هذا المنبر الذي يجهر ببعض الحقوق وإن كانت نسبية وأن أحيانا صوت هذا المنبر هو صوت مقلق ومزعج لبعض مكونات الفضاء الأورومتوسطي. ولذلك كنت سعيدا بسماع اعتراف السيد السفير بأن هناك مفارقة بين الخطاب والواقع و بالتالي نعمل معا على عادة الأمور إلى نصابها و نعمل أيضا أن تكون هناك مطابقة بين القول والفعل.

ما الرابط المشترك الأكبر الذي يجمع مكونات هذا المنبر؟

عبد المقصود راشيدي يلقي خطاباً في أحد الندوات
"التنقل والعيش المشترك": محور للقاء يشير إلى أن الجنوب لا يمكن أن يكون شرطياً للشمال، فمصالح كل منطقة مختلفة، كما أن أحداً منهم لا يمكن أن يكون بديلاً عن الآخر.

​​ راشيدي: لابد من التذكير أن مكونات هذا المنبر التقت فيما بينها لعشرات السنين، أي منذ انطلاق عملية برشلونة، و كان الاختلاف قويا وكانت الاستراتيجية متباينة. ولكن منذ مطلع 2000 هناك محاولات لتقريب وجهات النظر بين مكونات المجتمع المدني في الظفة المتوسطية من خلال مثياق بينها يتقاسم العديد من القيم، منها الدفاع عن الحق في التعبير وحرية الرأي، واحترام الاختلاف والتعدد والمساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي يمكن أن تتعايش بسلام مع جيرانها. هذا هو الميثاق الذي يجمع بيننا اليوم.

ولكن، أليس هناك أيضا من اختلافات جوهرية بين مكونات المجتمع المدني في الشمال والجنوب؟

راشيدي: بلى، لمكونات المجتمع المدني في دول الجنوب قلق وانشغال تبعا لسياقات عملها ببلدانها، منها انعدام حرية التعبير وغياب الديموقراطية الحقيقية وغياب المساواة في أغلب بلدانها وهناك انتقاد للغرب باعتبار حديثه المستفيض حول هذه القضايا وفي الوقت نفسه يتعامل مع هذه الدول حسب مصلحته الاقتصادية والسياسية متجاوزا هذه الأمور. وهناك أيضا انتقاد آخر يهم تعقيدات الفيزا والتأشيرات. أما مكونات المجتمع المدني في الشمال فتتناول قضايا محددة بمهنية عالية واحترافية كبيرة. ويعمل في هذه المناسبات على تسويق برامجه بالبحث عن ممولين لتنفيذ هذه البرامج في الجنوب. وهناك اليوم قناعة مفادها ألا أحد يمكن أن يكون بديلا عن الآخر وأن جميع المشاريع في جنوب الضفة الجنوبية يجب أن تمر عبر قنوات المجتمع المدني بناء على الندية. ولقد حققنا في الخمس سنوات الآخيرة جزءا كبير من هذه الانتظارات ونحن لا زلنا في البداية لتأسيس تقاليد شراكة حقيقية والقضاء على الشك بيننا والتعاطي مع الأشياء على أساس احترام الحساسيات الموجودة.

ما ردكم على النقد الذي يرى أن هذا النوع من اللقاءات يركز فقط على الضفة الشمالية في حين أن الضفة الجنوبية مغيبة تماما؟

راشيدي: في الواقع أن الحديث عن هذه الأمور غير مغيب تماما، لكن محور هذا اللقاء هو" التنقل والعيش المشترك" ويعني هذا ضمان الحقوق واعتبار أن الجنوب لا يمكن أن يكون شرطيا للشمال، ويعني ذلك أنه إذا أردنا أمنا واستقرارا يجب حل القضية الفلسطينية ويجب المساهمة في تنمية الجنوب. كما يجب أن نعطي في المستقبل قيمة مضافة لعملنا عبر كتيبات وحلقات تكوينية لعدد محدود من المشاركين حتى نعطي لأنفسنا قيمة أكبر ويكون عملنا ذا مصداقية على الساحة المتوسطية.

هناك تغيب لقضايا مهمة مثل قضايا المهاجرين وهجرة الأدمغة؟

شعار الاتحاد من أجل المتوسط والذي أطلق في عام 2008
يرى رشيدي في الاجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط فرصة أمام المجتمع المدني/ الأهلي في المنطقة الأورومتوسطية ليتحدث عن قضاياه.

​​ راشيدي: طبعا نحن لم نتطرق إلى كل المواضيع. لكن بشكل عام فإن المنبر يطرح قضية العلاقة بين الدول المستعمرة في الشمال ومستعمراتها في الجنوب. ونتوخى ألا يظل الاستفادة من هذه الثروات لصالح الشمال فقط. يجب أن تتحول قيمتها المضافة إلى فائدة البلد المنتج و الشيء نفسه بالنسبة لثروات المهاجرين حيث تنحصر المساهمة بشكل أساسي في التنمية المحلية لبلدانهم وتبرز قيمتها على المستوى الفردي والعائلي والمحيط القريب. لا نلاحظ تطورا مهيكلا ومؤسساتيا لهذه العمليات. ومن جهتنا سنتطرق إلى هذا الموضوع في المستقبل لنساهم في إعطاء أجوبة مناسبة على هذه المواضيع.

إلى أي حد يمكن لهذا النوع من اللقاءات أن يساهم في حوار ثقافي بين الشمال والجنوب؟

راشيدي: بالتأكيد لقاءات من هذا النوع تقرب بين فاعلين جمعويين في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتشكل فرصة للتعرف على الآخر بشكل متبادل وتقربنا جميعا من الاستماع إلى أصواتنا المتعددة أن نسمع لأفكارنا التي هي أحيانا صادمة في بعض القضايا، ولكنها جعلت اليوم من النسيج الجمعوي المتوسطي كتلة بشرية و فكرية لها قدرة على التقارب. لقد تمكنا في السنوات الخمس الأخيرة من تكوين جيل لم يكن يناقش بعضه بعضا في السابق، وهاهم اليوم يلتقون ويناقشون بعضهم بعضا. وأعتقد أنه من إيجابيات هذه اللقاءات هو التقاء فعاليات متعددة للتحاور فيما بينهم على اختلاف مرجعياتهم للوصول إلى ثقافة التوافقات واحترام الآخر. ومن الضروري أن يتطور هذا العمل في المستقبل.

أجرى الحوار محمد مسعاد
قنطرة 2008

قنطرة

آسيا بن صالح علوي:
معايير مزدوجة في تفسير القانون الدولي »وحقوق الانسان«
آسيا بن صالح علوي ورومانو برودي تُعد عملية برشلونه منذ منتصف التسعينات أهم مدخل للاتحاد الأوروبي للإنفتاح على بلدان حوض المتوسط. السلام والتجارة والمجتمع المدني هي الأهداف المركزية لهذه العملية. حوار مع أستاذة القانون الدولي في جامعة محمد الخامس آسيا بن صالح علوي

حوار مع الباحث عمرو حمزاوي:
"التحول الديمقراطي يبدأ من رحم المجتمعات العربية"
يرى عمرو حمزاوي، كبير الباحثين بمعهد كارنيغي للسلام في واشنطن، أن عملية التحول الديموقراطي في المجتمعات العربية يجب أن تكون نتاج حراك اجتماعي مؤسساتي مدني من خلال عملية ديناميكية داخلية تدفع نحو التأسيس لثقافة الديمقراطية نهجا وممارسة مع ضرورة توافق العوامل الإقليمية والدولية لإنجاح هذه التجربة. بسام رزق في حوار مع الباحث حمزاوي.

المشروع الفرنسي لتشكيل اتحاد متوسطي:
حنين إلى نفوذ قديم- فهل »يصمد أمام أمواج المتوسط؟«
بعد تسوية الخلافات الألمانية-الفرنسية حول "اتحاد يضم دول حوض البحر الأبيض المتوسط" من شأن المؤتمر التأسيسي الذي سينعقد في تموز/ يوليو 2008 في باريس أنْ يُظهِر فيما إذا كان من الممكن اعتبار هذا الاتحاد خطة مستقبلية مترابطة للتعاون الأورو-متوسطي. تحليل إيزابيل شيفر.