"إسرائيل بحاجة إلى شخصية قيادية قوية"

يشتكي داعية السلام الإسرائيلي المعروف أوري أفنيري من عدم وجود شخصية قيادية قوية في إسرائيل قادرة على التوصّل إلى اتِّفاق سلام مع سوريا والفلسطينيين. لينا هوفمان تحدَّثت إلى أوري أفنيري في عيد ميلاده الخامس والثمانين حول الأوضاع السياسية في إسرائيل.

يشتكي داعية السلام الإسرائيلي المعروف أوري أفنيري من عدم وجود شخصية قيادية قوية في إسرائيل قادرة على التوصّل إلى اتِّفاق سلام مع سوريا والفلسطينيين. لينا هوفمان تحدَّثت إلى أوري أفنيري في عيد ميلاده الخامس والثمانين حول الأوضاع السياسية في إسرائيل.

داعية السلام أوري أفنيري، الصورة: د.ب.ا
افنيري متشائم من تحقيق السلام في الشرق الأوسط في الوقت المنظور

​​كيف تقيِّم الأوضاع السياسية الراهنة في إسرائيل بعد استقالة رئيس الوزراء إيهود أولمرت؟

أوري أفنيري: الأوضاع السياسية في إسرائيل مرتبكة جدًا في الوقت الراهن. ولا أحد يعلم ماذا سيحدث الآن لأولمرت. فإمّا أنَّه سوف يبقى لبضعة أشهر رئيس الوزراء الرسمي، أو سيتم عزله بعد أسبوع أو أسبوعين. لذلك فإنَّ الأوضاع السياسية غامضة.

من المحتمل أن تصبح وزيرة الخارجية الحالية تسيبي ليفني أو وزير الدفاع شاؤول موفاز خليفة لأولمرت في منصبه. فكيف ترى التطوّرات في إسرائيل في حال تولي أحدهما رئاسة الوزراء؟

أفنيري: لكلاهما ماضٍ وخلفية متشابهان. ولكن وعلى خلاف تسيبي ليفني فإنَّ المرء يعرف بخصوص شاؤول موفاز مع من يتعامل؛ فموفاز متطرّف يميني يؤمن بالقوة العسكرية.

وتقييم تسيبي ليفني يعتبر أمرًا صعبًا للغاية، ذلك لأنَّ تجاربها ما تزال قليلة جدًا. ومن الصعب جدًا القول من هي ليفني في الحقيقة وماذا تفكِّر على أرض الواقع؛ كما أنَّها لم تتول حتى الآن منصبًا قياديًا، كون منصب وزير الخارجية في إسرائيل لا يحظى بأهمية كبيرة. ولذلك لا يستطيع أحد معرفة كيف ستكون حكومة تسيبي ليفني.

بماذا يمكن للسياسة الأوروبية وبصورة خاصة ألمانيا أن تؤثّر في هذه العملية؟

أفنيري: أوروبا وبصورة خاصة ألمانيا لا تؤثّر حاليًا في أي شيء، إذ إنَّ أمريكا تحدِّد السياسة في الشرق الأوسط. فالأوروبيون والألمان كانوا وما يزالون يتبعون خطى أمريكا في الشرق الأوسط. ولهذا السبب فإنَّ الدور الأوروبي ومع الأسف غير مهم.

ما الآثار التي يمكن أن يتركها عقد اتِّفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل على محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل؟

أفنيري: من الصعب الحديث عن ذلك؛ غير أنَّني أميل إلى الاعتقاد بأن آثار اتِّفاقية السلام سوف تكون إيجابية. وفي الوقت نفسه لا أستطيع تصوّر التوصّل إلى مثل هذه الاتِّفاقية. فالسلام مع سوريا سوف يعني ضرورة أن يتم إخراج المستوطنين اليهود من مرتفعات الجولان.

أولمرت وليفني، الصورة: أ.ب
"تسيبي ليفني سوف تحتاج إذا تولت رئاسة الحكومة إلى وقت طويل من أجل تأسيس سلطة تمكِّنها من اتِّخاذ قرارات حاسمة"

​​
ومن أجل اتِّخاذ مثل هذا القرار يحتاج المرء إلى حكومة قوية جدًا، إلى قيادة قوية ورئيس وزراء قوي. وكلّ هذا غير موجود لدينا في إسرائيل. وأولمرت غير قادر على الإطلاق على القيام بمثل هذه العملية.

لقد قال شاؤول موفاز إنَّه لا يفكِّر قطّ في التخلي عن المستوطنات. ولا شكّ في أنَّ تسيبي ليفني سوف تحتاج إذا تولت رئاسة الحكومة إلى وقت طويل من أجل تأسيس سلطة تمكِّنها من اتِّخاذ مثل هذا القرار. وأنا متشائم جدًا في هذا الصدد.

من هي الشخصية الإسرائيلية التي من الممكن أن يكون بوسعها إجراء محادثات سلام كهذه؟

أفنيري: هذا الأمر مختلف فيه كثيرًا، فحاليًا لا توجد لدينا شخصية قيادية كبيرة تمتلك التأثير والسلطة من أجل عقد اتِّفاقية سلام كهذه. وفي إسرائيل تسود معركة داخلية شديدة؛ حيث يُعدّ المستوطنون المقيمون في مرتفعات الجولان أكثر شعبية وشهرة من المستوطنين المقيمين في الضفة الغربية. وكذلك يمثِّل الانسحاب من هذه المنطقة عملاً سياسيًا وأخلاقيًا ونفسيًا. وأنا لا أستطيع تصوّر وجود أحد قادر في المستقبل القريب على فرض مثل هذا القرار.

ما هي آمالك بصفتك أحد دعاة السلام نظرًا إلى الأوضاع السياسية في إسرائيل؟

أفنيري: يجب علينا من دون شكّ فعل المزيد. وهذا يعني أيضًا أنَّه لا بدّ لنا من إعادة النظر في سياساتنا وإستراتيجياتنا. والمهمة التي تواجهنا صعبة جدًا، لن تكون من دون ريب مهمة سهلة. وإذا تم على سبيل المثال انتخاب أوباما في الانتخابات التي ستجرى في أمريكا، فربما سوف يتغيّر القرار الأمريكي. ومن الممكن أيضًا للسياسة الأمريكية الجديدة أن تشجّع إسرائيل على الإقدام على المزيد من السلام.

أجرت الحوار: لينا هوفمان
ترجمة: رائد الباش
دويتشه فيله 2008

يعتبر الكاتب الإسرائيلي وناشط السلام، أوري أفنيري من أشهر دعاة السلام والحوار بين العرب والإسرائيليين. ويعدّ من أبناء الجيل الذي عايش تأسيس دولة إسرائيل، كما أنَّه شارك في حرب عام 1948. ومنذ أكثر من خمسين عامًا يدعو بصفته محررًا لصحيفة "هذا العالم" الأسبوعية وكونه نائبًا سابقا في الكنيست ومؤسّسًا لحركة "غوش شالوم" (كتلة السلام)، إلى إقامة دولة فلسطينية. وفي عام 2001 حصل مع زوجته، راحيل، على جائزة نوبل للسلام.
قنطرة

يوري أفنيري حول صراع الشرق الأوسط
الحرب بالأساطير!
يعمل الكاتب الإسرائيلي يوري أفنيري منذ عقود من أجل إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وقيام دولتين. حاورته سيلكا بارتليك حول مشكلة مركزية في صراع الشرق الأدنى المستمر: إختلاق الأساطير من قبل الفلسطينيين والإسرائيليين.

جوائز وقيادات:
العناد والشجاعة
منح منتدى ليف كوبيليف في كولونيا جائزة السلام وحقوق الإنسان إلى الفلسطيني سري نسيبة والإسرائيلي أوري أفنيري. أولريكه فيسترينغ تعرّف بناشط السلام الإسرائيلي.

بالميرا للنشر وأرشيف الشرق الأوسط
الدفاع عن ثقافة الشرق.. دفاع عن العقلانية
قليلة هي دور النشر الأوربية، والألمانية التي تتعامل مع الإسلام والثقافة الشرقية من موقف الحوار والتكامل ووالاخلاص في محاولة في الفهم، ومن بين هذه الدور تتميز دار بالميرا. تقرير من مارتين تسيرنغر.