"الخوف يشبه الجوع، فهو شعور يأتي بكل بساطة"

نزاع نووي وكلمات رنانة. إن ما يصدر عن إيران في الشهور الماضية يدعو إلى القلق. ولكن شيرين عبادي لا تزال تمارس عملها هناك، السيدة التي منحت قبل عامين جائزة نوبل للسلام. حوار أدارته كاترين اردمان مع المحامية شيرين عبادي في طهران.

شيرين عبادي، الصورة: دويتشه فيله
"إن الخوف يشبه الجوع، فهو شعور يأتي بكل بساطة، سواء أراده الإنسان أم لم يرده، وليس في الإمكان القيام بشيء ضده."

​​نزاع نووي وكلمات رنانة. إن ما يصدر عن إيران في الشهور الماضية يدعو إلى القلق. ولكن شيرين عبادي لا تزال تمارس عملها هناك، السيدة التي منحت قبل عامين جائزة نوبل للسلام لجهودها في مجال حقوق الإنسان. حوار أدارته كاترين اردمان مع المحامية شيرين عبادي في طهران.

لقد حصلت على جائزة نوبل للسلام قبل عامين، هل استفدت شخصيا من من ذلك؟

شيرين عبادي: لقد زادت ثقتي بالنفس.

هل زاد احترام قادة السياسة لك منذ ذلك الحين؟

عبادي: لا، لم يتغير رأي القيادة السياسية ولا موقفها، فمنذ حصولي على جائزة نوبل للسلام قُدمت للمحاكمة ثلاث مرات.

كان المؤتمر الصحفي عن السجناء والسجن الانفرادي هو الدافع وراء مثولك أمام محكمة الثورة، وكانت هناك نية أن يعقد مثل هذا المؤتمر مرة كل شهر. هل تحقق ذلك؟

عبادي: إن المؤتمر الصحفي يُعقد مرة كل شهر، والمؤتمر التالي سوف يعقد بعد بضعة أسابيع، ولا يمكن أن يمنعني أحد من أداء عملي. وحتى لو أُلقي القبض عليّ وشُنقت فسوف يواصل أصدقائي المسيرة.

إنك تدافعين عن أمثال الصحفي السجين أكبر غانجي. لقد قام أولا بالإضراب عن الطعام وكان هناك أمل بالإفراج عنه، ولكنه لا يزال سجينا. ماذا تعرفين عن حالته الصحية؟

عبادي (وهي تنظر بجدية): لقد مُنعت للأسف من الاتصال بموكلي بعد أن قام بالإضراب عن الطعام في شهر مايو/أيار الماضي، ولا أستطيع زيارته ولا أعرف شيئا عن صحته.

هل تخافين على حياتك؟

عبادي: لقد تلقيت تهديدات مرات عديدة، وتعرضت لاعتدائين، وقد ذكرت ذلك في مذكراتي التي سوف تنشر قريبا. إن الخوف يشبه الجوع، فهو شعور يأتي بكل بساطة، سواء أراده الإنسان أم لم يرده، وليس في الإمكان القيام بشيء ضده. نعم، إنني أحس أحيانا بالخوف، ولكني تعلمت على مدى السنين أن أقاوم الخوف، وأن أحول بين تأثيره على عملي.

إن الدفاع عن حقوق الإنسان كان يعني بالنسبة لكِ الكفاح من أجل الوصول إلى حقوق أكثر للمرأة، وكان من أكبر انجازاتك تقرير حق المرأة في حضانة الأطفال. كم عدد النساء اللآتي حصلن على حق حضانة أطفالهن حتى الآن؟

عبادي: إن القانون قد تغير - لحسن الحظ –، ومن الممكن أن نقول بأن 80% من الحالات كان القضاء يقر فيها للأمهات بالحضانة. وهذا هو الأصح لأن الأطفال يحتاجون إلى الأمهات أكثر من الآباء، وأنهم يحظون بعناية أفضل عند الأمهات.

إن المتشددين الإيرانيين يريدون تعميم لبس الشادور مرة أخرى. هل هناك أمل في نجاح ذلك؟

عبادي: هناك مجموعة تريد ذلك، ولكني على يقين أن النساء لن يتقبلن هذا. لقد طرحت هذه المسألة للنقاش مرات عديدة، ولكنها لم تدخل في حيز التنفيذ. ولكن هناك محاولات متكررة للحد من حقوق النساء، وقد قام وزير الثقافة والشؤون الدينية بإصدار توجيه إلى النساء في الوظائف الحكومية أن يتركن عملهن في السادسة والنصف بعد الظهر حتى يتمكن من رعاية أطفالهن.

وهذا بالنسبة للصحفيات يعد حرمان لهن من وظائفهن، فكل امرأة لها الحق في أن تحدد بنفسها موعد رجوعها إلى البيت. وبغض النظر عن ذلك فالنساء مظلومات بالفعل، فعلى الرغم من أن نسبة الطالبات 63% من مجموع الطلاب، إلا أن نسبة البطالة بينهن أربعة أضعاف البطالة بين الرجال.

هل سيصبح دفاعك عن حقوق النساء في إيران أكثر أهمية في ظل الحكومة المحافظة؟

عبادي: لم يكن الدفاع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان سهلا يوما ما، وربما تكمن حلاوة العمل في صعوبته، فعندما يحصل المرء على شيء بسهولة ودون عناء فلن يستطيع أن يحس بقيمته.

لقد قلتِ قبل عام في فينا: "لو عشت تحت حكم الشاه لما كنت هنا". إن الثورة أعطت مزيدا من الحرية السياسية للجميع. كيف ترين ذلك بعد تغيير الحكومة؟

عبادي: لم أغير رأيي، وإن تواجدنا هنا وتناقشنا بحرية لأحسن دليل على ذلك. إننا نتمتع اليوم بمزيد من الحرية السياسية بالمقارنة بعصر الشاه، ولكن عصر الشاه كان يتميز بمزيد من الحرية الشخصية والاجتماعية. فعلى الرغم من حرية اختيار أسلوب الحياة إلا أننا لم نكن نستطيع توجيه أي نقد ولو بسيط إلى النظام.

أما عن الحكومة الحالية فيمكنني أن أقول بأن الإيرانيين سوف يقومون بحماية ما يملكون ولن يسمحون بسلبهم ما أحرزوا من انجازات، إنهم كافحوا كثيرا من أجل ذلك.

تتجه إيران بسياستها الخارجية إلى العزلة بسبب تمسكها بالبرنامج النووي، ولكن القوى الإصلاحية ترى أن إيران لها الحق في تخصيب اليورانيوم. ما هو تعليقك على ذلك؟

عبادي: إنني لست خبيرة في الطاقة الذرية ولست موظفة في الحكومة. وأستطيع أن أقول بصفة شخصية أن البشرية ليست بحاجة إلى قنبلة ذرية، لا الولايات المتحدة ولا إيران ولا إسرائيل. إن هناك عديدا من الدول تملك القنبلة الذرية. ولنأخذ فرنسا على سبيل المثال، هل هناك قلق عالمي لأن فرنسا تملك قنبلة ذرية؟ لا، ولماذا؟

لأن فرنسا بلد ديمقراطي وتخضع لرقابة دائمة من قبل الشعب. ولن يسمح الشعب للدولة أن تسيء استخدام القنبلة الذرية. ولنا أن نتصور وجود هذه القنبلة في أيدي صدام حسين! كيف كنا نضمن عدم إعطائه القنبلة للإرهابيين قبل الإطاحة به بقليل؟ وإنني أرى أن جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير كافية، ودليل على ذلك كوريا الشمالية.

فالوكالة الدولية لا تستطيع دائما الرقابة والإشراف عليها كي لا تعطيها للآخرين. ولهذا أرى أنه من الأفضل وجود رقابة شعبية بدلا من هيئة رقابة دولية. وأتمنى أن توجد في يوم من الأيام وكالة لتعزيز الديمقراطية، فهذه الوكالة ستكون لها أهمية أكبر من الإدارات الحكومية الحالية.

أجرت اللقاء كاترين اردمان
ترجمة عبد اللطيف شعيب
حقوق الطبع قنطرة 2005

قنطرة

الصحفي أكبر غانجي في خطر
يعتبر الصحفي الايراني أكبر غانجي، المعتقل منذ أكثر من خمس سنوات، أحد أهم أفراد المعارضة الايرانية. ولقد قام على أثر الإفراج عنه لفترة قصيرة في بداية حزيران/يونيو بمواصلة اضرابه عن الطعام الذي بدأه قبيل ذلك. وقد نقل في اليوم الـ 36 من اضرابه عن الطعام الى مستشفى ميلاد الحكومي في طهران بحجة اصابته بفسخ غضروفي. تقرير بهمان نيرومند

مناضلة شجاعة
كان فوز شيرين عبادي المناضلة من أجل حقوق الإنسان بجائزة نوبل للسلام 2003 مفاجأة كبيرة. كتايون أميربور الباحثة الإيرانية في الدراسات الإسلامية قدمت الآن سيرة ذاتية لعبادي.عرض بقلم الصحفية فيرا رويش