الفلسفة هي الأكثر مبيعا

استقطب المعرض الدولي للكتاب في تونس آلاف الزوار الذين انتهزوا هذه الفعالية الثقافية للاطلاع على ما تعرضه دورالنشر العربية والأجنبية

الفلسفة هي الأكثر مبيعا
معرض الكتاب في تونس

جاء الناشرون العرب إلى تونس بآمال كبيرة. فبعد أن أدت حرب العراق إلى كساد سوق الكتاب في بيروت وألغي معرض الكتاب الأخير في أبو ظبي، كانت التوقعات في تونس كبيرة. عرضت أكثر من 700 دار منشوراتها للبيع. استطاع الجمهور من 24 نيسان/أبريل وحتى 6 أيار/مايو أن يطلع على الإصدارات الجديدة وشراء الكتب التي لا يحصل المرء عليها عادة في المكتبات التونسية. ولأنه لا يوجد في البلدان العربية نظام توزيع قادر على أداء وظيفته فإن معارض الكتاب هي الإمكانية الوحيدة للإطلاع على الكتب المتوفرة وشرائها إن أمكن.

ما يميز القراء التونسيين هو اهتمامهم الكبير بالفلسفة. لقد بيعت بكثرة هذه السنة أيضا كتب لهايدغر وعنه ولأدورنو أو هابرماس والتي تجد اقبالا متوسطا في البلدان العربية الأخرى. ويراعي هذا الاهتمام أيضا معهد غوته في تونس في برنامجه. فقد قدم في نهاية نيسان/أبريل محاضرة عن لايبنيتس ومن المقرر إقامة فعالية عن أدورنو في الخريف القادم.

رقابة

ما هي العناوين الممنوعة؟ يطرح الناشرون العرب هذا السؤال في بداية كل معرض. إنها في تونس بصورة تقليدية جميع الكتب التي لها علاقة بالإسلام السياسي وبحقوق الإنسان. فبالنسبة لدار الساقي اللبنانية مثلا منع بيع الكتاب الصادر حديثا للإسلامي السوداني حسن الترابي. وبالنسبة لدار النشر المغربية اللبنانية "المركز الثقافي العربي" فإن أعمال الإسلاميين المعتدلين ممنوعة أيضا.

النظام الألماني نموذجا؟

الصورة: م. نجار
معرض تونس الدولي للكتاب 2003

​​كرس منظمو المعرض ندوة لمشاكل سوق الكتاب العربية. معدل طبعة الكتب العربية يبلغ منذ سنوات 3000 نسخة. إنتاج الكتب في العالم العربي هو الأدنى على الإطلاق إذا قيس بعدد السكان الذي يبلغ 280 مليون نسمة. لقد أورد الناشر التونسي عمر سعيدان بعض المشكلات الأساسية مثل تراجع عدد المكتبات، الرقابة، انعدام الرغبة في القراءة أو عدم الالتزام بقوانين حقوق الملكية الفكرية. أكد سعيدان أن الجوانب الاقتصادية لا تلعب إلا دورا ثانويا. ليست المشكلة تراجع القوة الشرائية وإنما عدم وجود اهتمام بالكتب ذات المستوى الرفيع. وقد شارك في الندوة أيضا محاضرون من ألمانيا، فقدم شتيفان ترودافيند من "المناخ العربي" عرضا لنظام التوزيع الألماني، وأوضح شتيفان بارتلميس من معرض فرانكفورت للكتاب الذي كان قد عمل في الماضي من أجل الالتزام بحقوق الطبع في العالم العربي، أهمية معارض الكتب للتوزيع. ولكن من المشكوك فيه أن يكون النموذج الألماني مثلا يحتذى به. إذ أنه لا بد من إزالة عقبات أساسية في العالم العربي خاصة تعليمات الرقابة الصارمة.

القارئ العراقي

لم تتحقق آمال الناشرين العرب في تونس. بقيت أرقام المبيعات أدنى مما كانت عليه في العام الماضي. ولكن لا داعي لليأس، ففي المستقبل القريب سيكون الطريق مفتوحا ثانية إلى سوق مرغوبة للكتاب: العراق بسكانه المعروفين برغبتهم في القراءة.

الترجمة إلى العربية: سالمة صالح
منى نجار ، قنطرة