يهود يصلون في كنيس يهودي شمال المغرب. غيتي إميجيس

الحوار بين الأديان في المغرب
التعايش بين الديانات في المغرب...خطوات إيجابية

كان يعيش في المغرب حوالي ربع مليون يهودي، قبل أن يهاجر الكثير منهم منذ خمسينيات القرن الماضي إلى إسرائيل. الصحفية هند السباعي الإدريسي تلقي نظرة على التعايش المشترك بين المسلمين واليهود في المغرب حالياً.

شهد المغرب، مثله مثل دول أخرى من الشرق الأوسط، حراكاً شعبياً لم يصل إلى حد الثورة، لكنه طالب بالإصلاح الحكومي، مما أدى إلى تغييرات عديدة منها الاستفتاء على دستور جديد يحدّ من صلاحيات العاهل المغربي وانتخابات أدت في نهاية الأمر إلى فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي.

بينما تَخوَّف العديد من الناس من أن حزباً سياسياً إسلامياً لن يحترم معتقدات المواطنين غير المسلمين، يبيّن المغرب التزامه بتشجيع العيش المشترك بين الشعب المغربي من كافة الخلفيات الدينية تحت راية حزب العدالة والتنمية.

أرض للسلام

يُعدّ المغرب من بين أكثر دول المنطقة استقراراً وتعايشاً بين مختلف الديانات والثقافات المكونة للنسيج الاجتماعي المغربي.

فقد عاشت مدينة فاس العريقة والمصنفة من طرف منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي الإنساني، حدثاً مهماً في 13 شباط/فبراير، وهو افتتاح الكنيس اليهودي " صلاة الفاسيين " بعد ترميمه.

مدينة فاس. picture-alliance
عاشت مدينة فاس العريقة والمصنفة من طرف منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي الإنساني، حدثاً مهماً في 13 شباط/فبراير، وهو افتتاح الكنيس اليهودي " صلاة الفاسيين " بعد ترميمه.

​​وقد ترأس الحفل رئيس الوزراء وقائد حزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران، والذي أشار "أن الحدث يكرس هوية المغرب كأرض للسلام والتسامح والتعايش السلمي بين مختلف معتنقي الديانات السماوية ودرساً للقرن 21 يوجهه المغرب لبقية العالم".

كنيس "صلاة الفاسيين" يصنف من بين أقدم المعابد اليهودية بفاس، اذ يعود تاريخ بنائه إلى القرن 17 والمتواجد بالمدينة العتيقة بحي الملاح، ويُعتبر من المعالم التاريخية للثقافة اليهودية المغربية.

وكان الكنيس قد لعب دوراً هاماً في الحياة الدينية والروحية للطائفة اليهودية التي كان يقدر عددها بـ 30 ألف نسمة، وهم الآن ما بين ثلاث آلاف وسبع آلاف نسمة.

وفيما غادر أكثرية اليهود المغرب عندما تأسست دولة إسرائيل، فقد وجه العاهل المغربي رسالة في حفل افتتاح الكنيس لمن تبقى من الحاخامات وممثلي الطائفة اليهودية المغربية، دعى فيها إلى ترميم كافة المعابد اليهودية في مختلف المدن المغربية، لتصبح. ليس فقط مكانا للعبادة. وإنما أيضا فضاء للحوار الثقافي.

حوار بين الأديان


رئيس الوزراء وورئيس حزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران.  غيتي إميجيس
أشار رئيس الوزراء وورئيس حزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران، لدى افتتاح الكنيس اليهودي " صلاة الفاسيين " بعد ترميمه إلى "أن الحدث يكرس هوية المغرب كأرض للسلام والتسامح والتعايش السلمي بين مختلف معتنقي الديانات السماوية ودرساً للقرن 21 يوجهه المغرب لبقية العالم".

​​

وفي هذا الإطار، يشهد المغرب نشاطات أخرى يشجعها الملك وحزب العدالة والتنمية، وأحدث الأمثلة على هذا كان حدث تحت عنوان "تعايش وحوار الأديان بالمغرب" تم فيه اجتماع ثلاثة رجال دين يمثلون الديانات السماوية الثلاث، وهم: رئيس الكنيسة الكاثوليكية بالمغرب، ورئيس الطائفة اليهودية بالمغرب، ورئيس المجلس العلمي المحلي لأنفا، وهي قضاء من الدار البيضاء، وذلك في 31 كانون الثاني/يناير 2013 في "صقالة" التاريخية بمدينة الدار البيضاء.

اجتمع هؤلاء القادة على طاولة واحدة وتحدثوا عن واقع تعايش الأديان وأجابوا عن الأسئلة حول هذا الموضوع. وقد شاركهم في هذا الحوار مجموعة شباب مغربي من مختلف المعتقدات الدينية، وقد طرحوا العديد من الأسئلة حول الديانات الإبراهيمية الثلاث، والتي تمت الإجابة عليها في جو حضاري بدون تعصب ولا مشاحنات.

سأل العديد من الناس عن حرية الدين في المغرب. فبينما يعتبر مخالفاً للقانون أن يرتدّ المسلمون عن الإسلام، إلى أن القادة الثلاث أكدوا على أهمية تقبل كافة الأديان والسماح لأتباعها ممارسة تقاليدهم الخاصة بهم.

وشرح القائد المسلم أن "لا إكراه في الدين" (القرآن الكريم 256:2) وأنه يتوجب ممارسة هذا في الحياة اليومية عن طريق تقبّل التنوّع واعتناقه.

جيل جديد

يعتبر الشباب أهم عنصر بالمجتمع، ويشكل تعويدهم على الحوار والتعايش وتقبّل الآخر بكل اختلافاته الدينية والأيديولوجية والثقافية خطوة هامة لأي مجتمع يسعى إلى التغيير الإيجابي.

من خلال نشاطات كهذه، يقوم المغرب بتهيئة جيل جديد يتمتع بمقدرة أكثر على العيش المشترك مع الآخر.

 

هند السباعي الإدريسي
تحرير: علي المخلافي
حقوق النشر: كومون غراوند نيوز 2013

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة

تعليقات القراء على مقال : التعايش بين الديانات في المغرب...خطوات إيجابية

حضاره الاندلس ما قامت الا علي تلك التعايش وهذه هي النظره الثاقبة للأمور وتجاوز الخلافات الطائفيه والنعرات، التي تؤدي الي التناحر والدمار مثلما حصل في التاريخ ومازال يحصل وفي بورما أقرب مثال والله الموفق لكم علي تلك اللفته للعالم ان يتعلموا من اخواتنا المغاربه وشكرا اخوك من ليبيا بنغاري.

المسماري أحمد12.12.2013 | 22:19 Uhr

يجب الحافظ على العلاقات الجيدة بين الأديان.

ROMAYSSA16.02.2014 | 11:05 Uhr

very good

haytam19.02.2014 | 19:59 Uhr

موافق

حليمث02.03.2014 | 15:56 Uhr

يجب ان يتعاوم المسلموم مع بعضهم صحيح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هاجر10.03.2014 | 20:19 Uhr

جميل جدا

لمياء 17.03.2014 | 19:16 Uhr

حقا لقد استفدت وبالاخص ان الموضوع كان هو التعايش بين الاديان في البلد العريق الاصيل المغرب الدي لازال يسكن قلبي حبه فهو يسري في دمي حقا لو ان الجميع يعرفوننا عن هدا البلد الاصيل فلديه احدات تاريخية تستحق ان يعرفها كل شخص وكل فرد في هدا المجتمع بالاخص وبالتحديد عن موضوعكم فان المغرب له ديانة اسلامية على العموم رغم دلك وضع كنائس واحتضن معه جميع سكان من مختلف جهات العالم ولن ننسا مساعدته الكبيرة في ضمان راحة لاجئي سورية الدي ساعدهم بالاطعمة والمال والطب وكل احتياجاتهم فقد ساهم على العموم في محولات شتى وعقد اتفاقيات مع دول اخرا وانا ابلغ رسالة للمجتمع ان تقف هده الحروب وسفك الدماء فقد خلقتم من طين وستعودون اليه لديكم حقوق كما الاخرين فانتم بالتالي اخوة برغم اختلاف الوانكم واجناسكم فلا احد يختلف عن الاخر بمعيار درة لدلك لما يا ناس يا بشر تطمعون في احتلال بلاد لنهبها وانتم لا حاجة لكم بها اصلا فقط لاتبات نفسكم شجاعتكم قوتكم لا تم لا

سمر21.04.2014 | 21:17 Uhr

اساوبونا الملاعب و النقصو فالمواد الغدائية راحنا جيعانين وبنكيران قدم الاستقالة

abdellah28.04.2014 | 21:35 Uhr

اشكركم جدا على هدا الموضوع القيم جداااا

abdellah28.04.2014 | 21:37 Uhr

الصفحات