حضور إعلامي ضعيف وإحجام عن مهنة المتاعب

يشكل المواطنون من خلفية مهاجرة في ألمانيا نحو خمس مجموع السكان، غير أن حضورهم في المهن الإعلامية ضعيف جداً. الحكومة الألمانية تسعى إلى تغيير هذا الوضع وهناك أمثلة كثيرة عن التجربة والواقع والآفاق. كلاوديا بريفيزانوس تسلط الضوء على هذه القضية.



نازان إيكس المنØدرة من والدين تركيين ترعرعت في مØيط لغوي ألماني وتركي وتعد Ø£Øد النجوم اللامعة في قناة RTL التلفزيونية الخاصة. ويشكل وصولها إلى مستوى النجومية Ø¥Øدى الØالات الاستثنائية عند الØديث عن المهاجرين العاملين في قطاع الإعلام في ألمانيا. وتعتقد إيكس أنها استطاعت تØدي عقبتين، مهدا لها الطريق إلى مهنة الإعلام. فهي ترى أن "الشباب من خلفية مهاجرة لا يثق Øقاً في مقدرته على القيام بذلك لأنهم يتخوفون من الكتابة بالألمانية ويعتقدون أن القيام بذلك ينØصر على المنØدرين من أصل ألماني". ومن جهة أخرى تؤكد إيكس "أن نهج مثل هذه التوجهات المهنية أمر صعب Øقاً Øتى وإن كانت التدريبات أو النقط المدرسية جيدة"، مشيرة أن خلفيتها التركية لم تلعب أي دور في مسارها المهني.

عدد مØدود


الصورة د ب ا
كل عام يتم منح جائزة الإعلام في حفل كبير في برلين

​​ورغم عدم وجود Ø¥Øصائيات دقيقة بهذا الشأن، إلا أن عدد الصØفيين، الذين لا ينØدرون من أصل ألماني، يتجاوز الـ4 بالمائة على الأكثر رغم أن نسبة عدد المواطنين من خلفية مهاجرة تشكل 20 بالمائة من مجموع سكان ألمانيا. وØسب Ø£Øد استطلاعات الرأي عن قطاع الصØافة الألمانية المكتوبة فأن عدد الصØفيين من خلفية مهاجرة لا يتعدى مستوى اثنين بالمائة فقط.

بالنسبة للصØفية ياسمين عثمان، وهي من أب سوداني وأم ألمانية ولا تتØدث لغة أبيها، فإنها تؤكد أن لديها شعوراً بالانتماء إلى ألمانيا. وتؤكد أن خلفيتها في علاقاتها من زملائها العاملين في القطاع المصرفي لم تلعب أي دور، Øيث إنها تعمل كمØررة للشؤون المالية في الصØيفة الاقتصادية المتخصصة الصادرة في ألمانيا Handelsblatt لتشكل بذلك Øالة استثنائية أيضاً. وتعتقد ياسمين عثمان أن "اللغة تشكل عائقا بالنسبة للكثيرين وهذا ما ÙŠØ´Ø±Ø Ø·Ø¨Ø¹Ø§ سبب وجود عدد قليل من الصØفيين من خلفية مزدوجة في ألمانيا، كما هو الأمر بالنسبة لي".

بالنسبة لمقدم البرامج إريكان آريكان، الذي ينØدر أيضاً من والدين تركيين وترعرع في ألمانيا، فقد عمل كمØرر وكرئيس تØرير في مؤسسات إعلامية كثيرة. وهو الآن مسؤول عن نشرات إخبارية للقناة الألمانية الأولى المرموقة. وعن تجاربه في مساره المهني يعتقد آريكان أن "الØظ Øالفه عندما اشتغل سابقا في قناة ntv الخاصة"، Øيث لم تلعب خلفيته المهاجرة هناك أي دور. وكانت معرفته القوية بالشؤون التركية هو المنطلق في تعامل رؤسائه معه كمستخدم".

Ø¥Øجام عن مهنة المتاعب

الصورة دويتشه فيله
إيركان أريكان من خلفية مهاجرة : رئيس تحرير الأخبار في القناة الألمانية الأولى

​​ويلاØظ الصØفي آريكان أن أغلب المنØدرين من أصول مهاجرة ليست لديهم اهتمامات كبيرة بمهنة الصØافة وØتى عند وجود اهتمام بذلك فإنهم يقتصرون على التعامل مع مواضيع ترتبط بالمØيط الاجتماعي للمهاجرين أو بالعمل في أقسام تØرير مØدودة الانتشار. ناهيك عن التقييم الضعيف لمهنة الصØافة لدى بعض الأهل المهاجرين. ويتذكر آريكان كيف استقبل أباه قراره بدراسة الصØافة Øيث قال له: "يا ابني، إنك تستØق العمل في مهنة أفضل!".

مثل هذه الأسباب ØªØ´Ø±Ø ØªÙˆØ¬Ù‡ أبناء المهاجرين والمهاجرات الذي يØصلون على الشهادة الثانوية إلى اختيار شعب دراسية تقنية أو علمية أو قانونية، كي يتخرجوا كأطباء ومØامين أو مهندسين. يشار إلى أن خطة الاندماج، التي أعلنت عنها الØكومة الألمانية، تهدف إلى استقطاب عدد أكبر من المواطنين من خلفية مهاجرة إلى مهنة الصØافة لأن ذلك كما جاء في الإعلان عن ذلك ضروري للتقريب بين الوضع الطبيعي والواقع وللتعامل أيضاً مع مواضيع الهجرة والاندماج". وسيقدم التقرير الختامي المقرر نشره خريف هذا العام توصيات إلى القطاع الإعلامي بهذا الشأن.



كلاوديا بريفيزانوس
ترجمة: عبدالØي العلمي
مراجعة: عماد غانم
Øقوق النشر: دويتشه فيله 2011