"أبطال عرب وأتراك في ألمانيا ضد قمع الفتيات باسم الشرف"

"الولد القوي يحمي شرف شقيقته وعلى البنت طاعته": فكرة مترسخة في العديد من العائلات العربية والتركية في ألمانيا. ومشروع "أبطال ضد القمع باسم الشرف" يطرح هذه القضية، عبر نقاشات ومسرحيات تربوية، على تلاميذ المدارس بهدف حث المراهقين والشباب على إعادة التفكير في التقاليد المتوارثة والصلاحيات الكبيرة التي يحصلون عليها من عائلاتهم بوصفهم "حماة لشرف الفتيات"، كمحاولة للحيلولة دون وقوع العنف ضد الفتيات في عائلات المهاجرين. هاينر كيزل يطلعنا على المزيد حول هذا المشروع البرليني.

الكاتبة ، الكاتب: Heiner Kiesel

تأخرت زينب بالعودة إلى المنزل بشكل أثار قلق والدها الذي طلب من ابنه "الاهتمام بالأمر". ينظر الابن الذي يدرس في المرحلة الإعدادية والمنحدر من أصول تركية، لنفسه كمسؤول عن شرف بنات العائلة وذلك من خلال عمل مسرحي يسلط الضوء على عادات وتقاليد يعرفها كثير من المراهقين الذين يعيشون في ألمانيا وينحدرون من أصول عربية أو تركية.

الممثلون في هذا العمل ينتمون لمشروع برليني يحمل عنوان "أبطال ضد القمع باسم الشرف". يشارك النشطاء في هذا المشروع بشكل شهري في تقديم أعمال مسرحية في مدارس برلين بهدف طرح قضايا مثل الشرف والسلطة الذكورية والهوية والمساواة وحقوق الإنسان ومناقشاتها مع تلاميذ المدارس.

اتفق التلاميذ بعد مشاهدة العمل المسرحي على أهمية "الشرف" وضرورة أن يهتم الشقيق بالحفاظ على سمعة شقيقته وحمايتها من كلام الناس السيئ عنها. حل العمل المسرحي هذه المشكلة بأن جعل البطلة "زينب" تتصل هاتفيا بوالدها لتخبره بموعد عودتها إلى المنزل.

Theaterpädagoge Yilmaz Atmaca (rechts) hört den Jugendlichen von Heroes aufmerksam zu; Foto: AP
Sie nennen sich selbstbewusst "Heroes": Die jungen Migranten aus Berlin-Neukölln engagieren sich im Kampf gegen Unterdrückung von Frauen "im Namen der Ehre" und wollen gängige Klischees und Vorurteile abbauen.

وتعمد القائمون على المشروع عدم تقديم أجوبة واضحة لهذه المشكلات كما يقول يلماظ أتماتشا، الذي انضم إلى المشروع خلال مرحلة تأسيسه قبل سبعة أعوام: "على التلاميذ تفنيد أفكارهم والوصول بأنفسهم لمخرج". انطلق مشروع "أبطال ضد القمع باسم الشرف" في وقت لم توجد فيه تقريبا مشاريع مشابهة تهتم بالحيلولة دون وقوع العنف ضد الفتيات في عائلات المهاجرين. ويهدف المشروع لحث المراهقين والشباب على إعادة التفكير في الصلاحيات الكبيرة التي يحصلون عليها من عائلاتهم بوصفهم "حماة لشرف الفتيات".

يدرك الممثل ميرت ألبايراك وهو يلعب في المسرحية دور الشقيق الذي يتحمل مسؤولية شرف شقيقته، الضغوط التي يتعرض لها الشباب المنحدر من أصول مهاجرة ويقول الشاب الذي يدرس فن العمارة: "أعرف بالطبع نوعية الضغط الذي يتعرض له الشباب خاصة وأني نشأت هنا".

ويقول رونا بيكتاس الناشط بالمشروع:" إنهم (الشباب) يتقبلونا عندما نقف أمامهم لأننا نتكلم مثلهم وشكلنا يشبههم". ويستفيد بيكتاس من عمله بالمشروع في دراسته لعلم النفس وتنمية القدرة على تفنيد كل شيء يسمعه المرء.

تعود فكرة المشروع بالأصل إلى السويد التي تقدم له أيضا الدعم المالي. وبمرور الوقت نال المشروع شهرة كبيرة وبدأ تطبيقه في مدن ألمانيا أخرى غير العاصمة برلين. حصل المشروع على التكريم عدة مرات، كما يحظى أعضاء المشروع بالتقدير على مستوى عائلاتهم. مثلما يقول رونا بيكتاس:"أنحدر من عائلة ليبرالية تفخر بما أقدمه"، في الوقت نفسه يقول ميرت ألبايراك إن البعض مازال لديه الخوف من أن يكون الأمر كله قائم على فكرة رفض ثقافة الأبوين.

 

 

 

هاينر كيزل

ترجمة: ابتسام فوزي

تحرير: عباس الخشالي

حقوق النشر: قنطرة 2014