صديق فلسطيني للرئيس باراك أوباما

يعتبر المثقَّف الفلسطيني رشيد خالدي منذ فترة طويلة وريثًا لإرث المفكِّر والمؤرِّخ الفلسطيني الأمريكي، إدوارد سعيد الذي توفي في عام 2003. والآن يُشاع عن رشيد خالدي أنَّه صديق للرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما. رودولف شيميلّي يعرِّفنا به.

رشيد خالدي، الصورة: أ.ب
رشيد خالدي أستاذ التاريخ العربي في جامعة كولومبيا ومحرِّر "مجلة الدراسات الفلسطينية" ومؤلِّف لكتاب "زرع الأزمة - الحرب الباردة والهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط"

​​ يعدّ رشيد خالدي لدى أوساط المثقَّفين العرب منذ فترة طويلة وريثًا للمفكِّر والمؤرِّخ الفلسطيني، إدوارد سعيد الذي توفى في عام 2003. فقد ورث رشيد خالدي منصبه في تدريس التاريخ العربي المعاصر في جامعة كولومبيا الأمريكية، كما أنَّه يعتبر لدى أوساط الأكاديميين - مثلما كان إدوارد سعيد في السابق - مدافعًا مقبولاً به عن القضية الفلسطينية.

ولكنَّ الآن يُشاع عنه أنَّه أيضًا صديق للرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما. ويقول رشيد خالدي عن أوباما: "كان زميلي في جامعة شيكاغو وجارًا لي وكذلك صديقًا لأسرتي". قد وفَّرت عليه هذه الشهرة قبل فترة قصيرة مضايقات في مطار تل أبيب كثيرًا ما يتعرَّض لمثلها هناك ذوو الأسماء العربية. وقضى رشيد خالدي أسبوعين في القدس، حيث عاشت عائلته منذ القرن الخامس عشر وحيث كان عمّه في الثلاثينيات رئيسًا لبلديتها، وذلك قبل أن يعزله الانتداب البريطاني من منصبه وينفيه إلى سيشيل (وأصبح عمّه فيما بعد رئيسًا للوزراء لدى العاهل الأردني، الملك حسين).

سمح الإسرائيليون لرشيد خالدي بالسفر إلى الضفة الغربية ولكن ليس إلى غزة. وقبل أن يعود إلى أمريكا زار بيروت، حيث بدأ في السابق دراسته في الجامعة الأمريكية التي عمل فيها فيما بعد في فترات متقطعة بالتدريس.

حرب كلامية وسخة من قبل الجمهوريين

إدوارد سعيد، الصورة: ا.ب
: يعتبر رشيد خالدي لدى أوساط الأكاديميين - مثلما كان إدوارد سعيد في السابق - مدافعًا مقبولاً به عن القضية الفلسطينية

​​ ولد رشيد خالدي في نيويورك في عام 1948 الذي تم فيه تأسيس دولة إسرائيل. وأصبح والده الذي كان ما زال طالبًا والمتزوِّج من امرأة لبنانية مسيحية والذي يحمل الجنسية السعودية فيما بعد موظَّفًا لدى هيئة الأمم المتَّحدة.

وأثناء حملة باراك أوباما الانتخابية استخدم الجمهوريون علاقته مع رشيد خالدي في حرب كلامية وسخة ضد أوباما. وشارك أوباما مع رشيد خالدي قبل فترة طويلة في مأدبة طعام قارن فيها أحد المتحدِّثين المستوطنين الإسرائيليين في المناطق المحتلة بالإرهابيين التابعين لأسامة بن لادن. وقال إنَّ المستوطنين وأتباع بن لادن "مصابون بالعم الأيدلوجي"؛ وهذا كان كافيًا من أجل اعتبار المرشَّح الديمقراطي، أوباما "صديقًا للفلسطينيين يكره إسرائيل".

وتخرَّج رشيد خالدي في جامعة ييل الأمريكية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة أوكسفورد. وبالإضافة إلى عمله الأكاديمي هو عضو في اللجنة الأمريكية متعدِّدة الأديان من أجل السلام في الشرق الأوسط والتي تصف نفسها بأنَّها "جمعية تتألَّف من يهود ومسيحيين ومسلمين للحوار والتربية والعمل السلمي". وفضلاً عن ذلك يعمل رشيد خالدي محرِّرًا لمجلة الدراسات الفلسطينية.

واقع سياسي مرير

وهو ينظر إلى الأوضاع في الشرق الأوسط بتشاؤم. ويقول إنَّ الشعب الفلسطيني سئم النزاع ما بين حركة حماس الأصولية المتطرِّفة وبين حكومة حركة فتح ومنظَّمة التحرير الفلسطينية. ويجب - حسب قوله - على منظَّمة التحرير الفلسطينية قبل أن يتمكَّن الفلسطينيون من التحوّل إلى شريك في تسوية محتملة مع إسرائيل أن تعقد "تصالحًا تاريخيًا" مع حماس. ويجب من ناحية أخرى أن يتم إقرار هذا التصالح من خلال استفتاء عام.

ويقول رشيد خالدي إنَّ حلَّ الدولتين لم يعد في الحقيقة بعد الواقع الذي خلقته أربعة عقود من الاحتلال الإسرائيلي إلاَّ مجرَّد "خيال وهمي". ورشيد خالدي يصف سياسة جورج دبليو بوش في الشرق الأوسط بأنَّها "كارثة".

رودولف شيميلّي
ترجمة: رائد الباش
حقوق الطبع: زود دويتشه تسايتونغ/قنطرة 2009

رودولف شيميلّي خبير في شؤون الشرق الأوسط ومراسل منذ فترة طويلة لدى صحيفة "زوددويشته تسايتونغ".

قنطرة

إرث إدوارد سعيد في الخطاب الفكري العربي
في حقل تجاذبات التسخير العقائدي
نشر إدوارد سعيد كتابه الأساس "الاستشراف" قبل ثلاثين عامًا. وتحول الكتاب لدى الأكاديميين الغربيين إلى بيان إنهاء الاستعمار النظري؛ لكن كيف تم استقبال إرث إدوارد سعيد الفكري في العالم العربي؟ الباحث الألماني ماركوس شميدتس يقدم إجابةً عن هذا السؤال.

العالم الإسلامي والغرب:
الدين والهوية في المقام الأول
دراسة جديدة لمعهد الشرق الألماني تتناول العلاقات المتوترة للعالم الإسلامي بالغرب بعد عمليات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول. سيغريد فات تقدم أهم نتائج الدراسة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

معهد الدراسات الشرق أوسطية في جامعة كولومبيا الأمريكية