الموسيقى وحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية
السعودية - موسيقى عالمية ​​بدلا من انتقاد النظام؟

في السعودية معجبون كُثُرٌ بالموسيقى العالمية. ولكن هل على نجوم الموسيقى السفر إلى المملكة لإقامة حفلات موسيقية؟ أم أنهم بذلك يدعمون بشكل غير مباشر سياسات يصفها حقوقيون بالقمعية؟ نرمين إسماعيل والتفاصيل.

تثير إقامة حفلات فنية في السعودية جدلاً واسعاً بين مؤيد ومستنكر، وتثور تساؤلات كثيرة حول الغاية منها، خصوصا وأنها تأتي وسط اتهامات للمملكة بانتهاكات لحقوق الإنسان، فما الغرض من هذا "الانفتاح" المفاجئ للمملكة المحافظة؟

لم تمضِ أيام على إعلان مغنية الراب الأمريكية نيكي ميناج انسحابها من حفل مقرر لها في السعودية، دعماً لحقوق المرأة والمثليين، وذلك بعد جدل واسع حول زيارتها، حتى عاد الجدل من جديد حول إقامة حفلات لفرق موسيقية عالمية في المملكة.

ففي نفس الأسبوع الذي أعلنت فيه ميناج إلغاء حفلتها المقررة ضمن فعاليات مهرجان جدة، أقامت فرقة سوبر جونيور الكورية حفلاً موسيقياً في المهرجان نفسه، لتكون أول فرقة كورية تعقد حفلاً موسيقياً من هذا النوع في المملكة. 

وبعد استضافة هذه الفرقة الكورية المعروفة في مجال موسيقى K-Pop، وهي موسيقى مصحوبة باستعراضات راقصة، أعلن مدير هيئة الترفيه السعودية أنهم تواصلوا مع فرقة كورية أخرى مشهورة بتقديم النوع الموسيقي نفسه، وهي فرقة BTS. ومن المقرر أن تعقد الفرقة أولى حفلاتها في السعودية في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وتثير إقامة هذه الحفلات في السعودية تساؤلات حول غاية قيادة المملكة من ذلك، خصوصاً أنها تأتي مع استمرار انتقادات المنظمات الدولية للرياض بشأن ملفات حقوق الإنسان.

فبعد إلغاء نيكي ميناج لحفلها، أكدت منظمة العفو الدولية في تغريدة لها على أن ذلك "يجب أن يكون تذكيرًا للسلطات بأن تتوقف عن انتهاك حقوق الإنسان في داخل وخارج البلاد".

غايات سياسية واجتماعية

وتحتجز السعودية ناشطات لاتهامات تتعلق بنشاطهن في مجال حقوق الإنسان والتواصل مع صحفيين ودبلوماسيين أجانب في قضية لاقت اهتماما عالميا بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018.

 

 

وترى سوزانا كولبل، الكاتبة الصحفية في مجلة دير شبيغل الألمانية والمطلعة على الأوضاع في السعودية، أن إقامة الحفلات الموسيقية في السعودية تشير إلى أن المملكة تريد أن تظهر نفسها بصيغة جديدة، وتتابع: "موسيقى البوب والتجارة والسياسة تتحد هنا".

وتؤكد كوليل أن لإقامة هذه الحفلات في السعودية غايات سياسية واقتصادية بالإضافة إلى الجانب الاجتماعي، وتوضح: "لهذه الحفلات وظيفة اجتماعية لكي يعيش الشباب كبقية شباب العالم (...) وتسعدهم وترضيهم لينفسوا عن أنفسهم، فلم يكن هناك شيء مسموح به في المملكة".

وتضيف الكاتبة: "لكن لها جوانب سياسية أيضاً وهي إرسال إشارات واضحة بدحر التطرف والتوجه إلى الغرب (...) وهذه الحفلات سياسية لأنها كسرت التقاليد التي كانت ترى الموسيقى شيئاً يستحق الشجب".

ورغم أن ولي العهد السعودي يريد أن يجعل المجتمع منفتحاً، كما ترى كوليل، إلا أنها تشير إلى أن السعودية "لن تنفتح سياسياً"، وتضيف: "من الواضح أن السعودية ستبقى دكتاتورية تصدر قوانين لا يمكن التظاهر ضدها، ومن يعترض عليها يواجه عقوبات كبيرة".

جدل على مواقع التواصل

ويبدي سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي سعادتهم بإقامة حفلات للفرق الموسيقية الكورية في السعودية، ويرجون أن تستمر.
اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة

تعليقات القراء على مقال : السعودية - موسيقى عالمية ​​بدلا من انتقاد النظام؟

يوجد في الدوله الاسلاميه وفي زمن الخليفه علي ابن

عباس الكناني31.07.2019 | 07:57 Uhr