معهد جديد لتأهيل مدرسي الديانة الإسلامية

أُنشأ في جامعة منستر "مركز الدراسات الدينية"، الذي يقدم أيضا امكانية تأهيل معلمين لتدريس الديانة الإسلامية في المدارس الألمانية. بيتير فيليب تحدث مع الدكتورمحمد سفين كاليش، أستاذ الديانة الإسلامية هناك.

الصورة: بيتر فيليب
محمد سفين كاليش

​​أنشأ في جامعة منستر "مركز الدراسات الدينية"، الذي يقدم أيضا امكانية تأهيل معلمين لتدريس الديانة الإسلامية في المدارس الألمانية. بيتير فيليب تحدث مع الدكتورمحمد سفين كاليش، أستاذ الديانة الإسلامية هناك.

تمنح حرية العبادة في ألمانيا المسلمين حق تعلم الديانة الإسلامية في المدرسة، وبالرغم من هذا الحق فقد اقتصر تدريس الديانة الإسلامية غالب الاحيان ولوقت طويل على مدارس تعليم القرآن التي يشوبها نوع من الشك الى حد ما. ويعود في غالب الأحيان سبب فشل المطالبة بتدريس الديانة الإسلامية في المدارس الألمانية حتى هذه اللحظة إلى عدم توفر كفاءات تدريسية مناسبة.

تأهيل معلمين لتدريس الديانة الإسلامية

ومن أجل تغيير الوضع القائم تم إنشاء "مركز الدراسات الدينية" في جامعة منستر من أجل تأهيل معلمين لتدريس الديانة الإسلامية. ولقد عين البروفيسور محمد سفين كاليش أستاذا للديانة الإسلامية في الكلية المتخصصة بذلك، وهو من مدينة هامبورغ في الأصل واعتنق الإسلام في الخامسة عشر من عمره. ولقد أخذ على عاتقه المساعدة في دمج واستيعاب المسلمين من أمثاله في المجتمع الألماني من خلال تعليم وتأهيل معلمين لتدريس الديانة الإسلامية.

ويبدأ الموضوع بالنسبة لكاليش عند اللغة التي يتم التدريس بها. ويقول البروفيسور: "انه على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لنا حقا أن يتم التدريس باللغة الألمانية. ليس لدي شيء ضد اللغة الأم كلغة درس. إنني أقدر اللغة التركية جدا وأتكلمها أيضا، ولكن إذا شئنا أن يصبح الدين الإسلامي جزءً من المجتمع الألماني، فعلى المسلمين في هذه الحالة تعلم الدين الاسلامي باللغة الألمانية – بما في ذلك كافة المصطلحات المتعلقة بذلك والتي يجب الألمام بها باللغة الألمانية – بحيث يستطيعون بفضل ذلك أيضا تقديم أنفسهم بأنفسهم لمحيطهم وإيجاد مكان لهم في هذا المجتمع."

"أما النقطة الثانية فهي بالطبع اننا نريد من خلال ذلك القيام هنا بتأهيل مدرسين لتدريس الديانة الاسلامية بشكل علمي حتى يصبحون علماء لاهوت، كما أننا نود أيضا التصدي من خلال ذلك للاتجاهات المتطرفة".

حاجة كبيرة لعلوم الديانة الإسلامية

لا يريد بروفيسور كاليش التنبؤ بعدد معلمي الديانة الإسلامية الذين سيأتون مستقبلا الى مركزه. وليس هناك مجال للشك بالحاجة الماسة لمدرسين مناسبين للديانة الإسلامية، حيث يقدر المرء عدد التلاميذ المسلمين والتلميذات المسلمات في المدارس الألمانية بحوالي 800000 تلميذ وتلميذة. وحتى يتسنى توفير الكم الكافي من المعلمين والمعلمات يتطلب الأمر مزيدا من الزمن.

هذا وسيتطلب الأمر أيضا التغلب على الكثير من الأحكام المسبقة. وذلك على الجانبين: على الجانب الألماني حيث يتم دائما ربط الاسلام بالارهاب دون تمعين وتمحيص، ولكن أيضا على الجانب الاسلامي حيث مازال الشك والريبة يخيمان على الموقف من محاولات الدولة في التعامل مع موضوع الاسلام.

الدعم من الجهتين

ومن أجل هذا الغرض فقد أقام المركز مجلسا استشاريا، يشارك به ممثلو مختلف الهيئات الإسلامية في ألمانيا. وكان من شروط البروفيسور الحصول على الدعم من قبل الدولة لهذا المشروع. وهو مسرور بموقف الطرف الاسلامي أيضا، حيث يقول في هذا الصدد:

"إنني أتمتع أيضا بدعم الهيئات الإسلامية الرئيسية، التي تعرف تمام المعرفة، بأني لا أتفق مع بعض المواقف السلفية هنا وهناك، ولكنها تثق بي شخصيا تمام الثقة. وتعرف هذه الجهات بأنني مسلم أطبق العبادة، ولديهم الاهتمام بنسمات حياة جديدة في بعض المجالات وبرؤية الامور من زاوية أخرى".

أما نسمات الحياة الجديدة – فليس بالضرورة أن يستسيغها الجميع. وستواجه بعض الجهات المحافظة والمجموعات الرافضة لدور الدولة إشكالا في هذا الخصوص. ولكن هذه الجهات ليست تلك التي يتوجه المركز اليها. ان الشرط الأساسي لدراسة التأهيل كمدرس للديانة الإسلامية هو بالطبع الالتزام بالقانون الدستوري الالماني.

ويؤكد كاليش على ذلك مرارا ثم يقول، بأن ذلك يجب أن يكون طبيعيا، ولكن بسبب كيل الاتهامات المتبادل من مختلف الأطراف، يجب التأكيد على الأمر باستمرار وبشكل علني ومفتوح.

ما زال موعد الشروع بتدريس الديانة الإسلامية غامضا

بداية سيتم الشروع في الفصل الشتوي القادم بجامعة منستر بدورات تأهيل المعلمين لتدريس الديانة الإسلامية. أما الشروط التخصصية فهي أن يكون الشخص مؤهلا مسبقا كمعلم أو قد شرع في دراسة لهذا الغرض. وبالطبع أيضا أن يكون الطالب أو تكون الطالبة مسلم أو مسلمة.

وليس من المعروف حتى الآن كيف سيتم في المستقبل تنظيم تدريس الديانة الإسلامية في المدارس. لكن هذا الأمر ليس من ضمن اختصاصاته، كما يقول كاليش. يجب أن يتم التحاور على ذلك بين وزارة الثقافة والهيئات الإسلامية:

"في الحقيقة ما زال من غير المعروف حتى الآن متى سيبدأ تدريس الديانة الإسلامية في المدارس. وما زالت هناك حاليا بعض الخلافات القانونية. أما في ولاية نوردراين – فيستفالين فهناك تدريس "الاسلامياتِ"، حيث سيتمكن المعلمون المؤهلون من طرفنا بالعمل هناك على الأقل".

وماذا سيقول بدوره لطالبة ترتدي غطاء الرأس وتريد حضور محاضراته؟ يجيب كاليش قائلا بأنه لا يعارض ذلك – لا يقول ذلك من خلال الميكروفون -، إنه لا يعتبر الحجاب تعبيرا عن التطرف. ولكنه لا يستطيع بالطبع أن يعد طالبة محجبة بالعمل كمعلمة موظفة في مدرسة حكومية.

ولكن ما يمكنه أن يعد به من الآن هو: أنه سيبذل جهده في الأطر السياسية الهامة كخبير في الشؤون الإسلامية من أجل مزيد من الليبرالية في التعامل مع الحجاب.

بيتير فيليب، دويتشه فيلله 2004
ترجمة مصطفى السليمان