ما زالت الحكومة المركزية غائبة

قد يدخل الصومال والتسونامي طي النسيان، لأن نسبة الضحايا والخراب في منطقة القرن الإفريقي تعد ضئيلة إذا ما قورنت بالضحايا والدمار في آسيا. ولكن سكان المناطق الساحلية في الصومال ما زالوا يعانون من تبعات الكارثة الطبيعية. تقرير أندريا شميت.

قد يدخل الصومال وتسونامي طي النسيان، لأن نسبة الضحايا ومدى الخراب في منطقة القرن الإفريقي تعد ضئيلة إذا ما قورنت

إمرأة صومالية واقفة أمام خراب سببه طوفان تسونامي، الصورة: أ ب
قامت منظمات دولية بمساعدة المتضررين من التسونامي.

​​بالأعداد الكثيرة من الضحايا والدمار الشديد في آسيا. ولكن سكان المناطق الساحلية ما زالوا يعانون من تبعات الكارثة الطبيعية. تقرير أندريا شميت.

يعتبر الصومال البلد الوحيد خارج القارة الآسيوية الذي تعرض بشدة للطوفان المدمر في السادس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول عام 2004. وفي منطقة القرن الإفريقي، على بعد 4500 كيلومترا من بؤرة الموجات الزلزالية في المحيط الهندي، قامت أمواج تسونامي قبل عام بتدمير مناطق كبيرة من شواطئ الصومال.

ومن المستحيل الوقوف على عدد الضحايا في بلد تعمه الفوضى والحرب الأهلية. وأغرق الطوفان مناطق سكنية بأكملها وحطم القوارب وهدم البيوت، مما أدى إلى فقدان الناس كل متاعهم ومقومات حياتهم، ولكن المنظمات العالمية قامت بتقديم مساعدات عاجلة.

وحسب تقديرات المنظمات الخيرية فإن عدد الضحايا على خط الشاطئ التي يبلغ طوله 650 كيلومترا وصل إلى 300 فردا. وكان عدد من لحقهم ضرر مباشر من الكارثة حوالي 33 ألف شخص. أما الآثار التي خلفها طوفان تسونامي فكانت وخيمة للغاية لبلد كالصومال الذي يعيش الآن في أزمة. فالصومال كان لا يزال يعانى من آثار الطوفان الذي سببته الأمطار الغزيرة بعد فترة جفاف طويلة حتى جاءت كارثة تسونامي في السادس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول.

وكان "برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة أولى منظمات الإغاثة التي قدّمت من مقرها في نيروبي مساعدات فورية. ويصف نائب مدير "برنامج الغذاء العالمي" في البلد السيد ليو فان دير فلدن، الوضع في منطقة بونتلاند المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال شرق الصومال قبل عام:

"كانت شبه جزيرة هافون أكثر المناطق تضررا وتكاد قد تكون أغرقت تماما، فالبيوت قد تهدمت وأساسيات الحياة المعيشية للناس من قوارب ومعدات الصيد اكتسحها الطوفان. وأصبح مورد رزقهم مهددا لأن طوفان تسونامي أنهي موسم الصيد مبكرا الذي عادة ما يستمر من نوفمبر/تشرين الثاني حتى مايو/أيار".

مساعدات سريعة

إن الكثير من الصيادين الذين كانوا يصطادون بقواربهم في تلك الآونة لم يعودوا من صيدهم، ولم يدمر الطوفان قرى بأكملها فقط بل دمر أيضا الطرق التي كانت أساسا في حالة سيئة. وقد حاولت منظمات الإغاثة نقل المواد الغذائية والأدوية والأغطية إلى المناطق النائية بالسفن أولا ثم بالشاحنات ذات الدفع الأمامي والخلفي على الطرق التي جرفتها المياه.

وعلى الرغم من صعوبة تلك الظروف إلا أن الشحنة الأولى من المساعدات استغرقت عشرة ساعات. ويقول السيد ليو فان دير فلدن الذي كان مع "برنامج الغذاء العالمي" في المنطقة:

"أعتقد أن الناس كانوا في غاية السعادة لأن مؤسسة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) و"برنامج الغذاء العالمي" قاموا بتقديم المساعدات الأولية منذ البداية وحتى اليوم، وتيقن الناس أنهم غير منسيين في حين أن مساعدات إعادة الإعمار تحتاج إلى فترة طويلة في المستقبل".

وإلى جانب "برنامج الغذاء العالمي" ومؤسسة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) قام "برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية" ومنظمات محلية غير حكومية مثل منظمة "عيد مسلم" بإعادة بناء البيوت والمدارس وترميم الطرق.

كما قاموا بصناعة القوارب وأحضروا معدات صيد جديدة. وكان على الصيادين الصوماليين أن يتغلبوا على خوفهم من المياه بسسب فيضان تسونامي، لأن حياتهم تعتمد على صيد السمك الجاروفي وجراد البحر لتصديرها إلى دبي.

ويصف ليو فان دير فلدن الوضع الحالي بقوله: "بدأ الآن موسم الصيد من جديد، وهناك تقارير تقول بتراجع كمية الأسماك وجراد البحر بنسبة كبيرة بعد طوفان تسونامي وأن حجم جراد البحر أصبح صغيرا عن ذي قبل. ولكننا نأمل أن يتحسن الوضع كما كان من ذي قبل".

ولا ينبغي على الصوماليين في المناطق التي أصابها الطوفان أن ينتظروا إعانة من الحكومة المركزية الصومالية، فأمراء الحرب لا يزالون أصحاب الكلمة ولا همّ لهم إلا تأمين وضمان مصادر ربحهم الوفير.

بقلم أندريا شميت
ترجمة عبد اللطيف شعيب
حقوق طبع النسخة العربية قنطرة 2005

قنطرة

رجوع أصحاب الكفاءات إلى الصومال
يتخلى الكثير من الصوماليين عن حياة آمنة ودخل ثابت في الخارج ويعودون إلى بلادهم لتقديم المساعدة لشعبهم في شتى المجالات مثل بناء المستشفيات والعمل على احلال السلام ودعم ثقافة الحوار بدلاً من لغة السلاح. تقريربتينا رول

لاجئون أفارقة في اليمن
عشرات الآلاف من اللاجئين، لا سيما من الصومال، يتوافدون سنويا إلى اليمن عن طريق البحر. وعلى الرغم من استقبالهم وإيوائهم إلا أنهم لا يجدون أملا في المستقبل هناك، ولهذا تريد غالبيتهم السفر إلى أوروبا.