ما يربط كشمير وشينجيانغ والجولان والقدسترامب ومودي ونتنياهو...سياسات هوياتية تقوض أسس القانون الدولي
كما يسمح لهم بتنحية الدبلوماسية وفكرة الأمم المتحدة كما عرفها العالم منذ صلح وستفاليا عام 1648 وتجاهل حقوق الإنسان والدينية والأقلية والإثنية والقومية.
وقد مكّن الزعماء الإسلاميون والعرب من هذا الاعتراف، بتخليهم عن أي تظاهر بالتضامن الإسلامي والمصداقية في التشدّق بالكلام المعسول الانتقائي بشكل متزايد لمحنة إخوتهم في الدين و/أو في الإثنية.
فأفعال وسياسات السادة مودي وترمب ونتنياهو هي أفعال هؤلاء القادة القوميين الهوياتيين الذين يحددون حدود بلادهم استناداً إلى ادّعاءات تاريخية: تمثيل قومية هوياتية بدل تمثيل أمة تقرَّرَتْ حدودها عبر ترسيم حدود وسكان ولغة معترف بها وبهم دولياً، إضافة إلى رفض حقوق الآخرين.

إذ قال نهرو في عام 1952 "كشمير ليست ملكاً للهند أو لباكستان. إنها ملك للشعب الكشميري. حين انضمت كشمير إلى الهند، أوضحنا لزعماء الشعب الكشميري أننا سنلتزم في نهاية المطاف بنتيجة الاستفتاء العام. فإن قالوا لنا أن نخرج، لن أتردد في الانسحاب من كشمير. وقد أخذنا هذه المسألة إلى الأمم المتحدة وأعطينا كلمة شرف بالتوصل إلى حل سلمي. وبوصفنا أمة عظيمة، لا يمكننا التراجع عنها".
كما أشار مودي إلى معرفته أنه كان يلعب بالنار في ما أطلق عليه ذات مرة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون اسم "أخطر مكان في العالم". ولتوقّعه أن خطوته هذه ستُرفض من قِبَل الجالية المسلمة في الهند، التي كانت بالأساس في موقف دفاعي كنتيجة للاعتداءات القومية الهندوسية، أرسل مودي عشرة آلاف جندي إلى كشمير قبل قرار الإلغاء، واحتجز أعداداً كبيرة من الزعماء السياسيين، وأمر السياح بمغادرة الإقليم، وأغلق المدارس وقطع خطوط الهاتف والإنترنت.
ومما لا شك فيه، فإن توقيت خطوة مودي، من المرجح أن يكون مدفوعاً بالعرض الأخير لترمب بالتوسط في نزاع كشمير الذي رفضته الهند فوراً ومفاوضات الولايات المتحدة مع طالبان التي قد تؤدي لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وربما إلى سيطرة طالبان. ومن شأن هذين التطورين تقوية باكستان، خصم الهند اللدود.
تعليقات القراء على مقال : ترامب ومودي ونتنياهو...سياسات هوياتية تقوض أسس القانون الدولي
ما يهم ترمپ هو كم من الأسلحة سيتم التجارة بها في المنطقة و إضعاف دولها بغية تقوية نفوذ امريكا و تسهيل تحكمها بمقدراتها.
Hassan Saleh27.08.2019 | 02:51 Uhrترمپ تاجر حصن حد التهور. عسا تهوره يقضي عليه، مع أنه محصن بقوى كبيرة متحكمة في الاقتصاد و السلطة في اميريكا.