وبالرغم من ذلك، أعاد ناريندرا مودي -بمساعدة وتحريض من قبل قادة قوميين هوياتيين يشابهونه بالفكر- تعريف فكرة نهرو عن العظمة من خلال تأطيرها بإطار القومية الهندوسية بدل القومية الهندية، وهو نهج يسمح له بالتراجع عن الوعود والالتزامات الأخلاقية والسياسية والقانونية لأسلافه.
وقد يكون ترمب شجّع مودي عبر إرسائه سابقة في انتهاك القانون الدولي من خلال اعترافه بالضم الإسرائيلي الأحادي الجانب للقدس الشرقية التي احتُلَّت من الأردن ومرتفعات الجولان التي تم الاستيلاء عليها من سوريا، إضافة إلى تأييده الفعلي للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وعلى الأرجح، كذلك فعل الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي كان قادراً على ضمان التزام العالم الإسلامي بالصمت، بل وتأييده، في بعض الحالات، لحملة القمع الوحشية التي قام بها ضد الأتراك المسلمين في شينجيانغ، فيما يشكّل أكثر الاعتداءات مباشرة على العقيدة في الذاكرة الحديثة.

تهدد التحركات القومية الهوياتية في كشمير، وشينجيانغ والأراضي المُحتلّة من قِبَل إسرائيل، على المدى القريب و/أو البعيد، بإشعال نزاع عنيف، بما في ذلك مواجهة بين القوى النووية في الهند وباكستان واضطرابات جماعية شعبية. ففي اللحظة التي خفّفت فيها الهند من حظر التجول الذي فرضته الحكومة، اندفع آلاف الكشميريين إلى الشوارع احتجاجاً على إلغاء الحكم الذاتي.
ويمكن أن تكون الانقسامات في العالم الإسلامي، حول كيفية الاستجابة للحركات القومية الهوياتية في النزاعات الطويلة المدى التي تشمل المجتمعات المسلمة، سيفاً ذا حدين للزعماء الإسلاميين والعرب، الذين يمنحون الأولوية بشكل متزايد لما يرون أنه مصلحة قومية لبلادهم على حساب التضامن الإسلامي والدفاع عن الأمة، أي مجتمع المؤمنين المسلم.
وفي وقت لاحق، سعى وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات العربية المتحدة "أنور بن محمد قرقاش" إلى جعل الإمارات متماشية مع غالبية الدول الإسلامية التي دعت إلى حل سلمي وضبط النفس. إن استجابات العالم الإسلامي المتنوعة للأزمات المتعددة التي تستهدف حقوق المسلمين، لا توحي بالضعف فحسب، بل أيضاً باستعداد متزايد للتضحية بالقضايا على مذبح المصلحة القومية المتصوّرة والمزايا الاقتصادية.
والسؤال المطروح هو ما إذا كان هذا النهج سيُؤيَّد شعبياً لو لم تكن حرية التعبير في العديد من البلدان الإسلامية مقموعة بشكل كبير. ويكمن الخطر في أن عدم قدرة القادة على قياس الرأي العام أو استعدادهم لتجاهله سيعود في نهاية المطاف ليطاردهم.
جيمس م. دورسي
ترجمة: يسرى مرعي
حقوق النشر: موقع قنطرة 2019
د.جيمس م. دورسي محاضر بارز في معهد راجاراتنام للدراسات الدولية في جامعة نانيانغ التكنولوجية الدولية، وباحث بارز في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، ومدير مشارك لمعهد "ثقافة المشجّعين" بجامعة فورتسبورغ.
تعليقات القراء على مقال : ترامب ومودي ونتنياهو...سياسات هوياتية تقوض أسس القانون الدولي
ما يهم ترمپ هو كم من الأسلحة سيتم التجارة بها في المنطقة و إضعاف دولها بغية تقوية نفوذ امريكا و تسهيل تحكمها بمقدراتها.
Hassan Saleh27.08.2019 | 02:51 Uhrترمپ تاجر حصن حد التهور. عسا تهوره يقضي عليه، مع أنه محصن بقوى كبيرة متحكمة في الاقتصاد و السلطة في اميريكا.