الملتقى الالماني العربي الجديد في أسيوط

يسعى معهد غوته إلى الخروج من المدن المصرية الرئيسية وتوسيع نشاطه في الصعيد بهدف دعم الحوار مع المصريين المهتمين بالثقافة الألمانية هناك. تقرير نيللي يوسف من أسيوط

شعار الملتقى
شعار الملتقى

​​يسعى معهد غوته إلى الخروج من المدن المصرية الرئيسية والنزوح إلى المناطق الجنوبية في الصعيد بهدف دعم الحوار مع المصريين المهتمين بالثقافة الألمانية هناك. تقرير نيللي يوسف من أسيوط

في خطوة جديدة من ألمانيا لدعم الحوار بين الثقافتين الألمانية والعربية قام معهد غوته في القاهرة بإنشاء مشروع بالتعاون مع جامعة أسيوط في صعيد مصر عبارة عن الملتقى الالمانى – العربي الذي تم افتتاحه بمركز تعليم اللغة الألمانية الذي انشىء بجامعة أسيوط عام 1983 وحضر الافتتاح يوهانس ايبرت المدير الاقليمى لمعاهد غوته بالشرق الأوسط، مارتن كوبلر السفير الالمانى بالقاهرة، هاينز واكر يندر كورن نائب سفير سويسرا بالقاهرة ومحمد رأفت محمود رئيس جامعة أسيوط.

استطاعت جامعة أسيوط توفير مكانا للملتقى الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وأفرادا للعمل فيه حسبما نص اتفاقها مع معهد غوته، بينما كان على المعهد إمداد الملتقى بكافة وسائل الإعلام من جهاز تليفزيون وأجهزة كمبيوتر بالإضافة للأثاث والكتب.

وبدأ التعاون بين معهد غوته وجامعة أسيوط منذ افتتاح مركز تعليم اللغة الألمانية بها لنشر وتعميق ثقافة الدول الناطقة بالألمانية في إطار خطة الجامعة لإثراء الوعي الثقافي لطلابها ولمختلف أفراد محافظة أسيوط للانفتاح في ظل هذا المجتمع المنعزل المنغلق الذي كان يسيطر عليه الإسلاميين لسنوات طويلة.

وتجدر الإشارة إلى أن الجو الاجتماعي في المدينة شهد تغيرا ملحوظا خلال السنوات الماضية، والذي انعكس أيضا على العلاقة بين الشباب والفتيات فى الجامعة. فقد أصبحت علاقاتهم أكثر تحررا من السابق بصورة لم تكن معهودة من قبل. فنجد الفتيات والشبان يقفون معا ويصفقون على احدى الاغانى الشبابية وتتعالى ضحكاتهم. ومعظم البيوت فى اسيوط يتوفر لديها الآن دشا لاستقبال القنوات التلفزيونية، وهذا ايضا كان غريبا فى فترات مضت وكان من يحضر على عمارته دش يعد منحرفا من وجهة نظر الآخرين حيث انه يجلب الفساد الى المنزل.

قوافل ثقافية في القرى

ولعبت جامعة أسيوط التي أنشأت عام 1957 مركز ثقل هام لنشر الوعي الثقافي بين أبناء المحافظة حيث تقام بها الأنشطة الثقافية المختلفة من حفلات موسيقية وندوات شعرية والمؤتمرات العلمية الموجهة لكافة الفئات العمرية وتنظيم أسابيع ثقافية مع الدول الناطقة بالألمانية أو مع الوفود الأجنبية.

وتوفر الجامعة الدعم المادي لهذه النشاطات الثقافية والطلابية والدعم أيضا من خلال الكوادر العلمية، بالإضافة لوجود قصور الثقافة التي يتردد عليها الشباب والذي تقوم مرتين سنويا بالتعاون مع الجامعة بإرسال قوافل ثقافية لمختلف قرى المحافظة تحت إشراف المتخصصين والمسؤولين يعسكرون بهذه القرى لمدة أسبوع لعمل لقاءت وندوات ثقافية وعلمية وطبية مع الأهالي و تطبيق مشروعات محو الأمية.

ومن الواضح أن جامعة أسيوط ساهمت في تغيير المجتمع الاسيوطي من مجتمع صعيدي قبلي منغلق له تقاليد صارمة إلى مجتمع أكثر انفتاحا، حيث أن الجامعة بها الآن أكثر من 60 في المائة طالبات.

وعبّر الطلاب عن رغبتهم في الانفتاح على ثقافات جديدة ومن هنا يأتي دور المراكز الأجنبية في أسيوط حيث هناك مركز لتعليم اللغتين الإنكليزية والفرنسية ويمارسان عمليهما منذ أكثر من 23 عاما، بالإضافة لمركز تعليم اللغة الألمانية.

الملتقى لكافة الفئات المختلفة

وبالرغم من مساحة الملتقى الصغيرة إلا انه يتميز بالشكل الجذاب حيث انه يضم حوالي 300 مرجع وكتاب في شتى التخصصات فهناك كتب عن ألمانيا ومدنها، نماذج مهمة من الأدب الالمانى المعاصر وهناك كتب عن التاريخ والمجتمع الالماني بالإضافة لعدد من الجرائد اليومية والأسبوعية والمجلات الألمانية المختلفة وشرائط الفيديو والاسطوانات الموسيقية وحوالي 200 عمل مترجم إلى اللغة العربية للذين لا يتقنون اللغة الألمانية.

وقالت إليزابيث بيروت من معهد غوته لقنطرة أن المعهد اختار أسيوط لإقامة هذا الملتقى الأول في سلسلة ملتقيات قادمة لان جامعتها تعد بالنسبة للمؤسسات الألمانية أهم شريك في صعيد مصر، ولوجود اهتمام كبير هناك بالثقافة واللغة الألمانيتين. فمركز تعليم اللغة الألمانية، الذي يقوم بالتدريس فيه هيئة موفدة كمنحة من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي، كان هو المحرك الأول لإرساء تقاليد انعقاد الأيام الثقافية بأسيوط والذي بدأت في 1983 بتنظيم أسبوع ثقافي المانى تشارك فيه كافة الهيئات الألمانية الثقافية والعلمية بالقاهرة و الذي أصبح يقام بصورة دورية بأسيوط.

النزوح إلى الجنوب

وأراد معهد غوته من خلال هذا الملتقى الخروج من العاصمة والمدن الرئيسية بالنزوح إلى مناطق الجنوب البعيدة في مصر بهدف خلق شبكة مع مختلف محافظات مصر.

ويأمل مسؤلو المعهد في أن تكون خطوتهم القادمة في أسوان لأنها محافظة بعيدة ويودون تعريف السكان هناك بلثقافة واللغة الألمانيتين.

بقلم نيللي يوسف، قنطرة 2004

المزيد من المعلومات هنا