العلاقات العربية-الألمانية

الإمارات العربية المتحدة كانت ضيف الملتقى الاقتصادي العربي الألماني السابع في برلين، وهي الشريك التجاري العربي الأول مع ألمانيا، تتبعها السعودية

الصورة: ماركوس كيرشغيسنر

​​

انعقد في برلين الاسبوع الماضي "الملتقى الاقتصادي العربي الألماني السابع" في حضور أكثر من 600 رجل أعمال وسياسي نصفهم من البلدان العربية والنصف الآخر من المانيا. وتدعو إلى الملتقى سنويا غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية.

وحضر جلسة افتتاح المؤتمر وزير الاقتصاد والتجارة الاماراتي الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي على رأس وفد ضم عددا كبيرا من المسؤولين ورجال الأعمال، كما شارك وكيل وزارة الاقتصاد الألمانية الدكتور الفرد تاكه ورئيس مجلس ادارة الغرفة الوزير السابق كارل ديتر شبرانغر وأمينها العام عبد العزيز المخلافي، إضافة إلى ممثلي اتحادات غرف التجارة الألمانية والعربية. وفي ختام الجلسة وقّع الوزير القاسمي ووكيل وزارة الاقتصاد الألمانية الفرد تاكه اتفاقا للتعاون بين الامارات والمانيا لتنفيذ مشاريع كبيرة في مجالات الكهرباء والنقل والمواصلات والتكنولوجيا، منها بناء شبكة سكك حديد في دولة الامارات يكون لها موقع استراتيجي في المنطقة.

وفي كلمته عن التعاون التجاري بين ألمانيا والدول العربية قال تاكه:
"رغم المعاناة الاقتصادية والسياسية التي عاشتها المنطقة العربية في السنوات الماضية ارتفعت واردات ألمانيا من البلدان العربية إلى 2 ، 7 مليارات يورو، ولكن الصادرات الألمانية إلى هذه البلدان بلغت في نفس الفترة الزمنية 6 ، 14 مليار يورو، الأمر الذي ساهم إلى حد كبير طبعا في تعزيز علاقاتنا الاقتصادية".

وشدد وكيل وزارة الاقتصاد الألمانية على أن بلاده تعتبر التبادل الاقتصادي والاستثماري مهمة مركزية لدفع التطور المشترك في العلاقات مشيرا إلى حاجات الدول العربية القصوى إلى التطور الصناعي والزراعي وبناء البنى التحتية في مختلف المجالات وتنمية قطاع البيئة. وقال إنه يرى آفاقا جيدة للاستثمارات الألمانية في قطاعات النفط والغاز والصناعات البتروكيميائية والتكنيك والتكنولوجيا والخدمات حيث تلعب السياحة دورا متناميا، وكذلك قطاعات الصحة والتعليم والاتصالات.

وبعدما أعرب عن ارتياح حكومته من تشكيل حكومة عراقية مؤقتة وتعيين رئيس جديد، شدد على ضرورة حل الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني كما تقترحه الرباعية الدولية. وأكد أن موضوع تعميق الحوار مع العالم العربي، خصوصا على خلفية قضية العراق، سيطرح على قمة الدول الصناعية الثماني التي ستعقد في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل. وحيا تاكه وجود وفد كبير من رجال الأعمال العراقيين في الملتقى.

وتحدث رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية كارل ديتر شبرانغر الذي تسلم وزارة التعاون الاقتصادي والانماء في التسعينات فقال:
"محط الأنظار هذا العام بلدان: العراق المثير للقلق و"البلد النموذجي" الامارات. ويتوجب على العراق أن يقف من جديد على قدميه من أجل ارساء تعايش سلمي مستدام. وأول إشارة إلى مثل هذا التطور واقع أن الصادرات العراقية إلى ألمانيا تضاعفت العام الماضي ولو على مستوى لا يزال منخفضا. أما علاقات الامارات مع ألمانيا فمتنامية جدا حيث زادت مستورداتها الألمانية بنسبة 30 في المئة". ورأى شبرانغر وجود فرص وامكانات للاستثمار المتبادل في حدود المليار يورو علما أن واقع الاستثمارات الحالية متدن جدا.

وتحدث وزير الاقتصاد الاماراتي الشيخ فاهم القاسمي عن الاسباب التي تدعو حكومته لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع ألمانيا فقال إن سعي الحكومة الألمانية لإعطاء المزيد من الاحترام للشرعية الدولية، خاصة في ما يتعلق بمواقفها من القضية الفلسطينية ومن العراق هو الذي عزز مكانة ألمانيا في العالم العربي. وعن الاتفاق الذي حصل لاعطاء شركات ألمانية صفقة اقامة شبكة حديثة ومتطورة من سكك الحديد في الامارات أبرز الوزير القاسمي في المؤتمر الصحافي الذي عقده على هامش المؤتمرالأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع لبلده الذي تحول إلى وسيط بين الدول العربية والاوروبية والدول الآسيوية.

وبدوره عرض رئيس مجلس غرف التجارة والصناعة السعودية عبد الرحمن الجريصي أهمية العلاقات التجارية العربية وعلاقات المملكة القائمة مع ألمانيا. ورأى الأمين العام للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة في الدول العربية الدكتور الياس غنطوس ضرورة التعاون الوثيق مع الدول الأوروبية كشريك تجاري أساسي.

بقلم إسكندر الديك، دويتشه فيلله 2004