قبول اعتذار البابا وفتح باب الحوار

"حوار القلب والعقل" ذلك ماعرضه كبار رجال الدين المسلمين على المسيحيين في خطاب مفتوح موجه إلى البابا بنديكتوس السادس العاشر. تعليق بيتر فيليب

البابا في لقاء مع ممثلين عن المسلمين في ساحة القديس بطرس، الصورة: أ ب
البابا في لقاء مع ممثلين عن المسلمين في ساحة القديس بطرس

​​"حوار القلب والعقل" ذلك ماعرضه كبار رجال الدين المسلمين على المسيحيين في خطاب مفتوح موجه إلى البابا بنديكتوس السادس العاشر. ويحمل هذا الخطاب توقيع كبار المفتين من تسع دول إسلامية إضافة إلى عدد من كبار العلماء المسلمين من عشر دول إسلامية أخرى، بينها السعودية وإيران. تعليق بيتر فيليب

يطالب الموقعون بضرورة الإبتعاد عن "غضب الشارع" والدخول في حوار مفتوح ومتبادل مع المسيحيين مستند إلى الإحترام والتفاهم. إن نجاح هذا العدد الكبير من المسلمين المعتدلين من دول إسلامية مختلفة على غرار إيران والمغرب وكوسوفو وماليزيا أو تركيا وروسيا في الإتفاق على تطوير موقف واحد والإعلان عنه يعتبر من المستجدات الكبيرة.

فمن قبل كانت الأصوات التي تنادي بالإعتدال متفرقة ولم تجد لها أذنا صاغية بسبب الضجيج الذي يثيره في الشوارع المتطرفون وأتباعهم. ولكن حتى بعد هذه المبادرة الجديدة ما تزال هناك شكوك حول مقدرة هؤلاء القادة المسلمين الثمانية والثلاثين في التأثير وتشكيل جبهة مضادة للمتطرفين.

لذا فإنه من الأحرى نشر هذا الخطاب المفتوح للبابا بشكل أوسع في الدول الإسلامية لتعريف المسلمين به، فبالرغم من أنه موجه للبابا، إلا أنه يعتبر كذلك رسالة موجهة إلى جميع المسلمين في العالم بمختلف مذاهبهم.

كما يجب ألا يقتصر الحوار على الجانب الديني، فالأمر لا يتعلق فقط بقضايا دينية أو بالتفاهم بين رجال الدين، بل يجب أن يشمل ذلك أيضا جماهيرالناس من المسلمين والمسيحيين الذين لا يعرفون عن بعضهم البعض أي شيء ويخافون من بعضهم، بل قد يصل الأمر إلى حد تبادل الإتهامات أو إستخدام العنف.

وعليه فإنه يجب فهم هذا الخطاب كمبادرة إجتماعية وسياسية للحوار بين المسلمين والمسيحييين الذين هم في حاجة ملحة إليه. وهذا النوع من الحوار هو الذي يدعو إليه بشدة الغرب المسيحي منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.

لكننا إذا أمعنا النظر نجد أن مبادرة الغرب للحوار لم تكن أكثر من مطالبة المسلمين بالتغيير واتباع نمط الحياة الغربية. ورغم العدد الكبير من مبادرات الحوار، ولكن المشاركين لم يدخلوا في نقاش حقيقي مع بعضهم البعض. ويجب أن يدرك الطرف الإسلامي أنه ساهم في تعزيز الأحكام المسبقة لدى الطرف الآخر. فلم نشهد موقفا إسلاميا موحدا، كما طرح الطرف الإسلامي، مثل المسيحي، مطالب دون إبداء أي استعداد للتفاوض.

لذا فإن الخطاب المفتوح الذي وجهه رجال الدين المسلمين هو عرض للحوار، مقدم ليس فقط للبابا بل أيضا لرجل الشارع في فرانكفورت أو لندن أو إسلام أباد، وعلينا أن نأخذه بجدية ونوافق عليه.

بقلم بيتر فيليب
ترجمة م. عبد العزيز
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2006

قنطرة

نص الرسالة وأسماء المشاركين

أخطاء البابا وأخطاء المسلمين
خطأ البابا بندكت السادس عشر خطأ متعدد الجوانب: خطأ في المضمون، في السياق، وفي الزمان، وفي المكان. وخطأ المسلمين في الرد على خطأ البابا خطأ مركب أيضا: خطأ في مضمون الرد، وفي الأسلوب، وفي رفع مستوى الرد، وثم عدم قبول الأسف البابوي، حسب رأي خالد حروب

نداء إلى الحوار بين العلم والإيمان
كلمة البابا التي ألقاها في مدينة ريغنسبورغ كانت تعتمد على رأي يجمع بين المسيحيين والمسلمين، ألا وهو أن العلوم الحديثة يجب أن تفسح شيئا من المجال أمام العقيدة. مقال بقلم إحسان مسعود