فيلم سوريالي عن برلين وبيروت

في مهرجان برلين السينمائي يعرض لأول مرة الفيلم القصير للمخرجة اللبنانية ميرنا معكرون "برلين-بيروت" . أريانا ميرزا حاورت السينمائية الشابة

الصورة: أريانا ميرزا
ميرنا معكرون

​​ُاكشفت ميرنا معكرون السنة الماضية في "مجمع المواهب" الذي يقام ضمن مهرجان برلين السينمائي. وحصلت السينمائية اللبنانية الشابة بذلك على دعم مالي وعملي لإنتاج فيلمها "برلين - بيروت"، الذي صورت مشاهده في المدينتين.

ما هي قصة الفيلم مع الملاحظة أنه من الأفلام القصيرة ومدته 22 دقيقة فقط؟

ميرنا معكرون: إنه شريط قصير، شخصي جداً التقطه عبر نظرة ذاتية جداً للمدن. في الواقع أنا استخدم برلين لأُرى بيروت، أسير في الشوارع حاملة بيدي شمسية، مُرتدية ثوباً جميلاً من القرن الثامن عشر، دراجة هوائية من المانيا الشرقية تلعب ايضاً دور. قصتي فيها شئ من الخُرافة، هناك لحظات حزينة إلا أن الفيلم ينتهي بالتفاؤل.

كيف نشأت فكرة فيلمك "برلين - بيروت"؟

معكرون: لاحظت أوجه الشبه بين المدينتين منذ زيارتي الأولى لبرلين، وهي اكبر بكثير منها بين باريس وبيروت. قد يعود السبب إلى الحرب التي ما زالت واضحة للعيان في المدينتين، آثار الرصاص على جدران البيوت مثلا! عندما يتجول المرء في برلين، يجد تلك المناطق النظيفة جداً وعلى بُعد كيلومترات قليلة تلك القديمة والقذرة. أنا أجد في المدينتين نفس التكوين، رغم وجود الاختلافات طبعاً، مثل سبب اندلاع الحرب والزمن الذي اندلعت فيه الحرب.

هل شارك زوجك الألماني بالفيلم؟

معكرون: نعم، لقد كتب الموسيقى. هناك الكثير من الموسيقى في الفيلم وصوتي يغطي عليها.

يبدو أن هناك الكثير من الشاعرية...

معكرون: نعم هناك شيء من الشاعرية. إلا أنه تنقصني أحياناً هذه التعابير الشاعرية والفنية. نتج الفيلم عن نظرة عفوية وتلقائية وليس نتيجة إدراك ما. لربما هي نظرة أقرب إلى السوريالية، فأنا أجمع المدينتين بطريقة سوريالية. في أحد المشاهد على سبيل المثال أصعد في سيارة تاكسي في بيروت لأترجل منها في وسط برلين مباشرة في Potsdamer Platz. أو أكون في قبو في برلين. وهذا المكان هو في بيروت رمز للهرب من ضربات الصواريخ.

هل عملتِ مع نفس الطاقم في لبنان وألمانيا؟

معكرون: نعم. كنا طاقما صغيرا جداً. لأسباب مالية بالطبع، إلا أن ذلك كان أفضل، أردت أن أصنع الشريط بانفتاح وتلقائية، لذا كان يجب أن نبقى قليلي العدد لنتمكن من الحركة بسرعة، فحين كنت أرى فجأة ما يهمني كانت لدي الإمكانية لإدماجه في الفيلم.

ما هو هدفك من الفيلم؟

معكرون: نحن لا نعرف إلا القليل عن بعضنا البعض. يسألني الناس هنا في المانيا عما إذا كان هناك صحراء في لبنان أو إذا ما كانت النساء ترتدين الشادور. كل هذه الاسئلة الساذجة والبسيطة ترينا كم هي قليلة معلوماتنا.

كيف بدأت علاقتك بالسينما؟

معكرون: جدي كان يملك شركة توزيع أفلام وعائلتنا كانت من أوائل من افتتح دار للسينما في لبنان. أذكر كيف كانت الأفلام تُعرض على الحائط في بيتنا حين كنت في الثالثة من العمر. وأذكر تلك "البررر" لصوت جهاز عرض الأفلام. نشأت في هذا الجو السحري للفيلم والسينما.

ولدت ميرنا معكرون في بيروت سنة 1974، حصلت على ديبلوم في علوم الاتصالات والفيلم من الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة سنة 1997، غادرت لبنان سنة 2002 لتدرس العلوم المسرحية في جامعة السوربون في باريس، وتعيش مع زوجها الألماني في مدينة هامبورغ منذ العام

أجرت الحوار أريانا ميرزا، قنطرة 2004
ترجمة يوسف حجازي