الجائزة الأولى من نصيب المغرب

الفيلم المغربي « فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق" لمحمد عسلي الذي يعالج مشاكل الهجرة الداخلية من القرية إلى المدينة فاز بالتانيت الذهبي في مهرجان قرطاج. تقرير المولدي الهمامي من تونس

​​

انتهت فعاليات الدورة 20 لأيام قرطاج السينمائية التي أقيمت بتونس من 1 إلى 9 أكتوبر 2004 . وكانت هذه الأيام عرسا حقيقيا للفن السابع و أهله من أنحاء عدة من العالم رغم الطابع العربي و الإفريقي لهذه التظاهرة الفنية و الثقافية.

وكان حفل الاختتام مناسبة لتكريم بعض الوجوه السينمائية التونسية وفي مقدمتهم شيخ المخرجين التونسيين الفنان عمار الخليفي الذي كان من الأوائل في هذا الميدان وتعتبر أفلامه الطويلة بمثابة انطلاق المغامرة بالنسبة للسينما الروائية التونسية وشكلت و لا زالت عناوين مثل - الفلاقة – الفجر – صراخ – و – المتمرد توفر مادة خصبة لدارسي و مؤرخي مسيرة الفن السابع في تونس.

يوسف شاهين ويسرا من ابرز ضيوف المهرجان

حفل الاختتام في المسرح البلدي حضره وزير الثقافة والشباب والترفيه السيـــد عبد الباقي الهرماسي وكان الفنان الفرنسي العالمي جوني هاليداي ضيف الشرف في هذا الحفل الذي تابعه جمهور كبير من أحباء الشاشة الكبيرة.
رئيس لجنة التحكيم المخرج السوري محمد ملص هو الذي تولى الإعلان عن مختلف جوائز المهرجان.

و للتذكير فإن 22 فيلما شاركت في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في حين شهدت المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة مشاركة 15 فيلما. كما تجدر الإشارة إلى أن المسابقة في مختلف أقسامها تعني فقط الأفلام العربية و الإفريقية.

الفيلم المغربي "فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق" لمحمد عسلي هو الذي فاز بالتانيت الذهبي وسبق لهذا الشريط الذي يعالج مشاكل الهجرة الداخلية من القرية إلى المدينة أن تم اختياره كأحسن فيلم في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الذي انتظم مؤخرا وسبق له أيضا أن تحصل على جائزة معهد العالم العربي للفيلم الروائي الأول في جويلية/تموز الماضي.

الجوائز الأخرى

"رسالة حب زولو" من جنوب إفريقيا للمخرج رمضان سليمان هو صاحب الجائزة الثانية أي التانيت الفضي و الشريط يحاول تسليط الضوء على فترة ما بعد الحكم العنصري في جنوب افريقيا ومحاولة المجتمع التخلص من رواسب ذلك الماضي المقيت الذي ما زال حاضرا في أذهان الناس.
أما السينما السورية ومن خلال الفيلم الطويل "رؤى حالمة" للممثلة و المخرجة واحة الراهب فقد تحصلت على التانيت البرونزي.

والفيلم كما سبق و أن قالت صاحبته هو محاولة للتعبير عن حالة الانفصام الاجتماعي، الناتجة عن التناقضات التي تعيشها المجتمعات العربية لذلك فان جميع شخصيات الشريط ظهرت بكل تناقضاتها الداخلية الكبيرة، و المرأة كما تقول المخرجة هي أكثر المتضررين من هذه الحالة فهي من ناحية تتعرض للاضطهاد من المجتمع ككل ومن ناحية أخرى تعاني من العقلية المسيطرة للرجل .
السينما التونسية اكتفت هذه المرة ببعض الجوائز من ذلك التانيت الذهبي للفيلم القصير "التأشيرة" لإبراهيم اللطيف.

وتم إسناد الجائزة الخاصة للجنة التحكيم للفيلم الطويل إلى شريط "معارك حب" للمخرجة اللبنانية دانيال عربيد و تجري أحداث الفيلم في بيروت خلال الحرب الأهلية اللبنانية. وسبق أيضا أن نال الشريط الجائزة الكبرى لمعهد العالم العربي للفيلم الروائي الطويل في جويلية/تموز الماضي.

في المهرجان أيضا مسابقة لأفلام الفيديو الطويلة والقصيرة و قد تحصل على الجائزة الشريط الطويل" اغترابات " للمخرج مالك بن إسماعيل من الجزائر وفي الأفلام القصيرة كانت الجائزة الأولى من نصيب هاني الشيباني من الإمارات العربية المتحدة عن شريطه " جوهرة".

المولدي الهمامي، قنطرة 2004