إزدهار مقاهي الإنترنت في بغداد

أصبح الدخول غير المقيد إلى الشبكة والدردشة والمجموعات الإخبارية تجذب باستمرار عددا أكبر من العراقيين إلى المقاهي التي نشأت حديثا.

إزدهار مقاهي الإنترنت في بغداد

لقد

لا يعرف أحد بالضبط العدد الحقيقي لمقاهي الإنترنت في بغداد. فقبل إنهيار نظام صدام حسين كان يوجد 57 مقهى إنترنت في العاصمة بغداد، أما الآن فإنها أصبحت لا تحصى ولا تعد. وهي عائدة بالكامل للقطاع الخاص.

إمكانيات متعددة

يتمتع سكان بغداد بإمكانيات مختلفة للدخول إلى شبكة الإنترنت. أما العروض غير المحبوبة للدخول إلى الشبكة فهي بين الساعة الرابعة والساعة السادسة صباحا في وزارة الإعلام، وهو عرض مجاني، أو الدخول على الشبكة لمدة 50 ساعة على مدار عدة ليالي مقابل مبلغ 28 دولار.
علي حسن على سبيل المثال، الذي يدير عددا كبيرا من مقاهي الإنترنت الجديدة، يشرح لوكالة أنباء AFP لماذا أصبحت مقاهي الإنترنت أكثر جاذبية: "لقد كان الدخول إلى شبكة الإنترنت في ظل نظام صدام حسين معقدا، وكان من الصعب على الغالبية التوصل إلى فتح الخط للدخول إلى الصفحات على الشبكة".

إستكشافات جديدة

تبلغ تكاليف الساعة الواحدة على شبكة الإنترنت لديه 2000 دينار عراقي، أي ما يزيد عن دولار أمريكي واحد. ويعتقد يوسف، الذي يراقب بأن هناك "الكثير من الناس ممن يودون إرسال رسالة إلكترونية إلى عائلاتهم وإلى ذويهم"، ويضيف قائلا: "هناك البعض الذي لم يستخدم الإنترنت قبل ذلك على الإطلاق، بحيث توجب علينا في البداية شرح الأسس المبدئية لهم قبل كل شيء".
وهناك زوار لتلك المقاهي لديهم خبرة أكثر في هذا المجال. هناك إمرأتان في سن الواحد والعشرين من العمر تجلسان، وتتناقشان على الشبكة مع شباب عرب حول الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط. أما قائمة صفحات الإنترنت التي يتم زيارتها على الشبكة فهي طويلة: "إننا نزور عروض أزياء أوروبية، نقرأ الصحف، نحفظ بعض الوصفات غيبا ونستطلع المعلومات حول الجامعات الأمريكية"، هكذا تقول نعمت، التي تعرف على نفسها في الإنترنت ب«Nana».

حدود عالم الإنترنت

يمكن أيضا للتواصل والإتصال عن طريق الإنترنت أن يصطدما بحواجز، كما يقول إبن الثامنة عشر من العمر، بشار: "عندما أقول للناس بأني عراقي أكتب لكم من بغداد، فإن الكثيرين منهم لا يصدقون ذلك. وهناك آخرين، غالبيتهم أمريكيون، يقطعون الإتصال مباشرة. بكل بساطة لا يريدون الحديث معي."
ويعتقد سمير، أستاذ الترجمة في جامعة بغداد، بأن مدخل الإنترنت إلى العالم الخارجي سيجعل من العراقيين أناسا أكثر إنفتاحا: "إنني أبلغ 40 عاما من العمر. وقبل ثلاثة أشهر فقط تمكنت ولأول مرة من الإطلاع على موقع إنترنت مثل Yahoo على سبيل المثال. أما الشباب الأوروبيون فإنهم يقومون بذلك يوميا ومنذ سنوات."

المصدر: صحيفة الإنترنت netzeitung 8.9.2003
ترجمة مصطفى السليمان