العقيد في بركسل

أول زيارة قام بها معمر القذافي خارج إفريقيا والشرق الأوسط منذ خمسة عشرعاما قادته إلى قلب أوربا، إلى مقر الاتحاد الأوربي، الذي يحتضنه ثانية بعد عزله لسنوات سياسيا واقتصاديا. تعليق راينهارد باوغارتن

الصورة: أ ب
معمر القدذافي في بركسل

​​أول زيارة قام بها معمر القذافي خارج إفريقيا والشرق الأوسط قادته إلى قلب أوربا، إلى مقر الاتحاد الأوربي، الذي يحتضنه ثانية بعد عزله لسنوات سياسيا واقتصاديا. تعليق راينهارد باوغارتن

يعتبر معمر القذافي دكتاتورا ومستبدا. وبسبب مغامراته السياسية على الصعيد الدولي أيضا تعاني ليبيا اليوم من ازدياد الفقر والبطالة. ويريد القذافي الآن إخراج بلاده من العزلة، كي يصبح مجددا عضوا كاملا في المنظومة الدولية. فقد أدت العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا في مستهل التسعينات الى معاناة البلاد، وخاصة صناعتها النفطية، من خسائر ضخمة.

وأدرك العقيد القذافي أنه لن يتمكن من الخروج من وضعه العسير بدون اللجوء الى تحول جذري. وعليه، فان ليبيا اعترفت بتحمل المسؤولية عن الاعتداء الارهابي فوق Lockerbie وتراجعت عن تنفيذ كافة برامجها لانتاج أسلحة الابادة الشاملة. ويسر لندن وواشنطن بشكل خاص أن البلاد ستتحول الى شريك مثالي جديد في العالم العربي.

ففي العراق وفلسطين والسعودية وسوريا لا تتحقق أحلام أمريكا بشرق أوسط جديد، لكن العدو اللدود القذافي بالذات، يثير سرور George Bush. ورغم ذلك ينبغي على Bush وأصدقائه الا يتجاهلوا حقيقة أن جهودا دبلوماسية دؤوبة وعقوبات مؤلمة وضغوطا اقتصادية أجبرت القذافي على تغيير نهجه وليس التهديدات العسكرية.

وعلى العكس من معاملة العراق المهدد حاليا بالغرق في الفوضى والعنف تعتبر معاملة ليبيا قدوة مناسبة، اذ أن عودة ليبيا الى منظومة الشعوب خطوة مهمة. وينبغي على الاتحاد الاوربي باعتباره أهم شريك تجاري لليبيا وجارا جغرافيا له أن يساهم في رد كرامة البلاد، اذ أن ذلك ينسجم مع مصالح الاتحاد.

فليبيا غنية بثروات طبيعية تحتاج دول الاتحاد الاوربي اليها. وعلاوة على ذلك يمكن أن تساهم في تقييد الهجرة غير الشرعية من افريقيا. ورغم ذلك لا يجوز العفو عن القذافي، بل ينبغي محاسبته، وذلك من قبل شعبه، اذا أراد الشعب ذلك.

بقلم راينهارد باومغارتن، دويتشه فيلله 2004
ترجمة أخيم زيكللو

تقرير منظمة العفو الدولية عن حقوق الإنسان في ليبيا هنا