أمريكا تقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني ومهندس نفوذ إيران بالشرق الأوسط

أمريكا تقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني ومهندس بسط النفوذ العسكري الإيراني في الشرق الأوسط، في ضربة جوية اليوم الجمعة على مطار بغداد.

* أمريكا تقول إن قتل سليماني يهدف إلى ردع خطط إيرانية لشن هجمات

* الزعيم الأعلى الإيراني يتوعد بانتقام عنيف

* أسعار النفط ترتفع ثلاثة دولارات

* إذاعة: الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب

قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وإيران إن الولايات المتحدة قتلت الميجر جنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني ومهندس بسط النفوذ العسكري الإيراني في الشرق الأوسط، في ضربة جوية اليوم الجمعة 03 / 01 / 2020 على مطار بغداد.

وقتل أيضا القيادي العراقي الكبير أبو مهدي المهندس، وهو مستشار لسليماني، في الهجوم الذي أمر به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويمثل قتل سليماني تصعيدا كبيرا في "حرب الظل" الإقليمية بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها، ولا سيما إسرائيل والسعودية، يمكن أن يتحول سريعا إلى هجمات انتقامية. وتعهد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بانتقام عنيف.

وتخوض إيران صراعا طويلا مع الولايات المتحدة، تصاعد بشكل حاد الأسبوع الماضي بهجوم على السفارة الأمريكية في العراق نفذه أفراد فصائل موالية لطهران في أعقاب غارة جوية أمريكية على فصيل كتائب حزب الله الذي أسسه المهندس.

وقال البنتاغون في بيان "بتوجيه من الرئيس، نفذ الجيش الأمريكي تحركا دفاعيا حاسما لحماية الجنود الأمريكيين في الخارج بقتل قاسم سليماني". وأضاف: "هذه الضربة تهدف إلى ردع أي خطط إيرانية لشن هجمات في المستقبل".

وذكر مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم نشر أسمائهم، أن سليماني قتل في ضربة بطائرة مسيرة. بينما قال الحرس الثوري إنه قتل في هجوم بطائرات هليكوبتر أمريكية. 

وأظهرت صور حطاما مشتعلا على طريق قرب المطار. وارتفعت أسعار النفط ثلاثة دولارات بعد الأنباء.

وقال خامنئي إن انتقاما عنيفا بانتظار "المجرمين" الذين قتلوا سليماني وإن مقتله، رغم مرارته، سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال خامنئي في بيان بثه التلفزيون الرسمي "على كل الأعداء أن يعلموا أن جهاد المقاومة سيتواصل بدافع مضاعف وأن نصرا حاسما ينتظر المقاتلين في الحرب المقدسة". ودعا خامنئي للحداد ثلاثة أيام.

واتشح مذيعو التلفزيون الرسمي بالسواد كما بث التلفزيون لقطات لسليماني وهو ينظر من خلال منظار في الصحراء ويصافح جنديا. كما بث لقطات للمهندس وهو يتحدث مع أتباعه.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن اغتيال سليماني سيجعل إيران أكثر حزما في مقاومتها للولايات المتحدة. واتهم أحمد الأسدي المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي التي تنضوي تحت لوائها فصائل تدعمها إيران، أمريكا وإسرائيل بأنهما وراء مقتل المهندس وسليماني.

وكانت الفصائل العراقية قد ذكرت في وقت سابق أن ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد الدولي مما أدى إلى مقتل خمسة من أعضائه واثنين من "الضيوف".

وسقطت الصواريخ قرب صالة الشحن الجوي مما أدى إلى احتراق مركبتين وإصابة عدد من المواطنين. وقال القيادي المحلي أبو منذر الحسيني لرويترز إن سليماني والمهندس كانا في مركبة أصابها صاروخان بينما كانا في طريقيهما للخروج من المطار من صالة الوصول. وأضاف أن المركبة الثانية التي كانت تقل حراسا من الحشد الشعبي أصابها صاروخ واحد.

وقال حسيني إن "المجرمين" الأمريكيين كانت لديهم معلومات مفصلة عن تحركات القافلة. وفي إسرائيل، لم يصدر رد بعد من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي لطالما كانت تعتبر سليماني مصدر تهديد كبير، على مقتله لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت إن الجيش وضع في حالة تأهب.

 

مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني ومهندس بسط النفوذ العسكري الإيراني في الشرق الأوسط، في ضربة جوية يوم الجمعة 03 / 01 / 2020 على مطار بغداد.
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وإيران إن الولايات المتحدة قتلت الميجر جنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني ومهندس بسط النفوذ العسكري الإيراني في الشرق الأوسط، في ضربة جوية يوم الجمعة 03 / 01 / 2020 على مطار بغداد.

 

رد قوي مرجح

يملك فيلق القدس الذي كان يقوده سليماني، إلى جانب وكلائه مثل جماعة حزب الله اللبنانية والحشد الشعبي في العراق، سبلا كافية لشن هجمات مركبة على أعدائه.

وفي سبتمبر / أيلول 2019، ألقى مسؤولون أمريكيون باللوم على إيران في هجوم مدمر بصواريخ وطائرات مسيرة على منشأتين للنفط في أرامكو بالسعودية، شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة وأكبر مصدر للنفط في العالم. ولم يتجاوز رد إدارة ترامب التهديد والحرب الكلامية.

ومن جانبها، شهدت إيران عشرات الضربات الجوية والهجمات الصاروخية، التي نفذتها إسرائيل بشكل أساسي ضد المقاتلين الإيرانيين ووكلاء طهران في سوريا والعراق.

لكن محللين يقولون إن إيران من المرجح أن ترد بقوة على اغتيال سليماني، الذي حولته إلى أسطورة مع انتشار هيمنتها عبر المنطقة في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 واحتلاله بعد ذلك.

وذاع صيت سليماني في الداخل والخارج في الوقت الذي قاد فيه الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني ولعب دورا محوريا في المعارك في سوريا والعراق.

ووجدت الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل صعوبة في تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة. ونجا سليماني من عدة محاولات لاغتياله من وكالات مخابرات غربية وإسرائيلية وعربية على مدى العقدين المنصرمين.

وحشد فيلق القدس، الذي كان منوطا بتنفيذ عمليات خارج حدود إيران، الدعم للرئيس السوري بشار الأسد عندما بدا أنه على شفا الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ 2011 كما ساعد الفصائل الشيعية المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وتولى سليماني قيادة فيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بجماعة حزب الله اللبنانية والحكومة السورية والجماعات الشيعية في العراق.

أما المهندس، الذي اغتيل مع سليماني، فأشرف على الحشد الشعبي العراقي وهو مظلة تنضوي تحت لوائها في الأغلب فصائل شيعية تدعمها إيران تم دمجها رسميا في القوات المسلحة العراقية.

ولطالما كانت كتائب حزب الله، التي تلقت تدريبا ميدانيا من جماعة حزب الله اللبنانية، تستهدف القوات الأمريكية وكانت واحدة من أول الجماعات التي دفعت بمقاتلين إلى سوريا لدعم الأسد.

وفي 2009، أعلنت واشنطن كتائب حزب الله منظمة إرهابية أجنبية، قائلة إنها تهدد الأمن في العراق وأعلنت المهندس إرهابيا. وفي 2007، قضت محكمة كويتية بإعدامه غيابيا بسبب دوره في تفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت عام 1983. وأبلغ السفير الإيراني في العراق التلفزيون الرسمي بأن جثمان سليماني سينقل إلى إيران. رويترز