البابا فرنسيس يقول إن روهينغا ميانمار الأكثر اضطهاداً على الأرض ويتحدث أول مرة عن قمع أويغور الصين

البابا فرنسيس يتحدث في كتابه "وقت التغيير" لأول مرة عن اضطهاد الأويغور: تحدث البابا فرنسيس الذي بذل جهوداً كبيرة لتجديد اتفاق مع الصين في تشرين الأول/أكتوبر 2020، للمرة الأولى عن اضطهاد أقلية الأويغور المسلمة.

وقال الحبر الأعظم في كتاب كُشف عنه يوم الإثنين 23 / 11 / 2020 بعنوان "وقت التغيير"، "أفكر كثيراً بالشعوب المضطهدة: الروهينغا والأويغور المساكين والإيزيديين - ما فعله بهم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وحشي فعلاً - ومسيحيو مصر وباكستان الذين قُتلوا بقنابل انفجرت عندما كانوا يصلّون في الكنيسة".

ولم يذكر الفاتيكان رسمياً قبل الآن اضطهاد الأويغور، رغم أن اثنين من الكرادلة الآسيويين تحدثوا عن الأمر الصيف الماضي.

في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2020، جدّد الفاتيكان والصين لمدة عامين اتفاقاً حساساً ينصّ على تعيين أساقفة. وسبق أن دعت واشنطن البابا إلى التنديد بكافة عمليات الاضطهاد الدينية في الصين الشيوعية، ضد الكاثوليك وكذلك أقلية الأويغور.

ويشكل الأويغور المجموعة الإثنية الرئيسية في شينجيانغ (شمال غرب الصين). وتقول منظمات حقوقية إن أكثر من مليون شخص محتجزون في الإقليم في "معسكرات" التي تؤكد الصين أنها "مراكز اعادة تأهيل مهني".

في كتابه الذي كُتب بمساعدة كاتب سيرته الذاتية البريطاني أوستن ايفيري ويصدر في الثاني من كانون الأول/ديسمبر 2020، يتحدث البابا بشكل مطّول عن شعب الروهينغا، الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما التي لجأ الكثير من أفرادها إلى بنغلادش المجاورة.

ويقول البابا "لدي مودّة خاصة لشعب الروهينغا. الروهينغا هم المجموعة الأكثر اضطهاداً على الأرض في الوقت الراهن: بقدر ما أستطيع، أحاول أن أكون قريباً منهم لأنني أحبّهم كثيراً. هم ليسوا كاثوليك ولا مسيحيين، إنهم إخواننا وأخواتنا، شعب فقير يتعرض لسوء معاملة من كافة الأطراف ولا يعرفون إلى من يتجهون".

وأضاف "في هذا الوقت في بنغلادش، هناك الآلاف من بينهم في مخيمات لاجئين مع كوفيد-19 الذي يتفشى" مشيراً إلى "الظلم" الذي يعانون منه.

وزار البابا فرنسيس أواخر العام 2017 بورما ثمّ بنغلادش، حيث التقى بلاجئين من الروهينغا طالباً منهم "السماح" بسبب الاضطهاد الذي يتعرضون له.

البابا فرنسيس يصف لأول مرة مسلمي الأويغور في الصين "بالمضطهدين"

وفي كتابه الجديد، وصف البابا فرنسيس لأول مرة مسلمي أقلية الأويغور في الصين بأنهم "مضطهدون"، وهو الأمر الذي كان نشطاء حقوق الإنسان يحثونه على القيام به منذ أعوام.

ويقول البابا فرنسيس في كتابه الذي يحمل عنوان "دعونا نحلم: الطريق نحو مستقبل أفضل" أيضا إن وباء كوفيد-19 يجب أن يحفز الحكومات للتفكير بطريقة دائمة في تأسيس دخل أساسي عالمي.

وفي الكتاب، الذي يحوي 150 صفحة وينتظر أن يطرح في أول ديسمبر كانون الأول 2020، يتحدث البابا فرنسيس عن التغييرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يرى أنها ضرورية للتعامل مع أوجه عدم المساواة بعد انتهاء الجائحة.

كما يرى أيضا أن من يعتقدون أن وضع الكمامات تفرضه الدولة هم "ضحايا في مخيلتهم فقط"، ويشيد بمن خرجوا احتجاجا على مقتل جورج فلويد أثناء احتجاز الشرطة له.

وفي أحد فصول الكتاب الذي يتحدث فيه أيضا عن المسيحيين المضطهدين في دول إسلامية قال البابا "أفكر دائما في المضطهدين من الروهينغا والأويغور المساكين واليزيديين".

وفي حين أن البابا فرنسيس تحدث في السابق عن الروهينغا الذين فروا من ميانمار وعن مقتل اليزيديين على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، كانت هذه أول مرة يشير فيها إلى الأويغور.

وتحدث قادة دينيون وجماعات حقوقية وحكومات عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية بحق أقلية الأويغور المسلمة في منطقة شينجيانغ بأقصى غرب الصين، حيث يجري احتجاز أكثر من مليون في معسكرات.

وخلال مؤتمر في الفاتيكان، وجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الشهر الماضي الانتقاد إلى الصين فيما يتعلق بمعاملتها للأويغور.

ونفت الحكومة الصينية الاتهامات ووصفتها بأنها محاولة لتشويه سمعة الصين، وقالت إن تلك المعسكرات هي مراكز تعليم وتدريب مهني تأتي في إطار إجراءات مكافحة الإرهاب والقضاء على التشدد.

الصين: تصريحات بابا الفاتيكان عن الأويغور "المضطهدين" بلا أساس

ونددت وزارة الخارجية الصينية يوم الثلاثاء 24 / 11 / 2020 بانتقاد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان لمعاملة الصين للأويغور المسلمين ووصفت هذه الانتقادات بأنها بلا أساس.

وفي كتابه الجديد الذي يحمل عنوان (دعونا نحلم: الطريق إلى مستقبل أفضل) قال البابا "أفكر كثيرا في الشعوب المضطهدة: الروهينغا والأويغور المساكين واليزيديين".

وهذه أول مرة يصف فيها البابا الأويغور بأنهم شعب مضطهد، الأمر الذي حثه ناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان على فعله على مدى أعوام.

ورفض تشاو لي جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هذا الوصف وقال في إفادة صحفية "تحمي الحكومة الصينية دائما الحقوق القانونية للأقليات العرقية على قدم المساواة".

وأضاف أن السكان من كافة الجماعات العرقية في شينجيانغ يتمتعون بحماية كاملة لحقوقهم المعيشية والتنموية والعقائدية.

وتابع "تصريحات البابا فرنسيس بلا أساس". وعلى الرغم من أن البابا تحدث من قبل عن روهينغا فارين من ميانمار وعن قتل يزيديين على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، فإن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها عن الأويغور.

وقال الكثير من المعلقين إن الفاتيكان كان يعزف عن الحديث بشأن الأويغور من قبل لأنه كان بصدد تجديد اتفاق مع بكين تتعلق بتعيين أساقفة. وجرى تجديد الاتفاق في سبتمبر أيلول 2020.

البابا فرنسيس يدافع عن حق المثليين في الارتباط المدني في فيلم وثائقي

من جانب آخر كان البابا فرنسيس دافع الأربعاء 21 / 10 / 2020 عن حق الأزواج المثليين في العيش ضمن "اتحاد مدني" يحميهم قانوناً، ووصفهم بأنهم "أبناء الرب".

وأعلن البابا الأرجنتيني في فيلم وثائقي عن حياته عُرض في ذلك الأربعاء في مهرجان روما السينمائي أن "المثليين جنسياً لهم الحق في أن يعيشوا في أسرة. إنهم أبناء الرب ولهم الحق في تكوين عائلة".

وقال في الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان "فرانشيسكو" وأخرجه إيفجيني أفينيفسكي إن "المطلوب هو قانون اتحاد مدني، فلهم الحق في أن يحصلوا على غطاء قانوني. لقد دافعت عن ذلك".

منذ انتخابه بابا، سبق أن طرح فرنسيس في عدة مناسبات فكرة الاتحاد المدني بين الأشخاص المرتبطين من جنس واحد.

وقال كاتب سيرته الذاتية أوستن إيفيري إن خورخي بيرغوليو دافع عن هذه الحماية القانونية عندما كان لا يزال رئيس أساقفة بوينس آيرس في سياق نقاش ساخن في عام 2010 في بلاده حول إضفاء الشرعية على زواج المثليين.

في الفيلم الوثائقي الذي عرض الأربعاء دافع بقوة وبحرية أكبر عن هذا النوع من الاتحادات المدنية.

وتتبع تصريحاته بالإسبانية في الفيلم شهادة كاثوليكي مثلي الجنس لديه ثلاثة أبناء، سأله في رسالة عما إذا كان ينبغي عليهم الحضور إلى الكنيسة. ثم اتصل به البابا عبر الهاتف لينصحه بالشفافية بشأن الحياة التي اختارها وبإحضار أطفاله إلى الكنيسة.

أظهر البابا موقفا منفتحا تجاه المثليين جنسياً، مؤكداً أنه ينبغي الترحيب بهم باحترام في الكنائس الكاثوليكية ونصح أهاليهم بألا يرفضوهم. ومع ذلك، فهو لا يزال يعارض بشدة "زواجهم".

وقال البابا فرنسيس في كتاب تضمن مقابلات أعده عالم الاجتماع الفرنسي دومينيك ولتون ونشر في 2017: "دعنا نطرح الأمور كما هي: الزواج هو بين رجل وامرأة. هذا هو المصطلح الدقيق. دعونا نسمي الاتحاد بين شخصين من الجنس نفسه اتحاداً مدنياً".

وقال إن "الزواج كلمة تاريخية. لقد عرفته الإنسانية منذ الأزل، وليس فقط في الكنيسة، إنه بين رجل وامرأة. لا يمكننا تغييره بهذه الطريقة".

هل يمكن أن يفقد يوحنا بولس الثاني قداسته بسبب فضيحة تستر على التحرش؟

من جانب آخر، وبعد مرور 15 عاما على وفاته، لم يعد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، الذي كان يعد واحدا من الشخصيات المرموقة في أواخر القرن العشرين، يحتفظ بهذه المكانة المقدسة.

 فعندما توفي البابا يوحنا بولس الثاني عام 2005، تجمعت حشود هائلة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لحضور جنازته وهم يهتفون "سانتو سوبيتو" (القداسة الآن).

ولكن في رد فعل على تقرير حساس للفاتيكان اعتبر يوحنا بولس الثاني الجاني الرئيسي في الترويج للكاردينال الأمريكي السابق تيودور ماكاريك الذي عرف بأنه متحرش جنس، كتبت صحيفة ناشيونال كاثوليك ريبورتر كتبت عنه قبل أيام قليلة "لم يعد هناك سبيل للهروب من الحقيقة. لقد تعمد يوحنا بولس، الرجل الرائع من نواح كثيرة، التغاضي عن التحرش بالأطفال والشباب".

وكان التقرير قد ذكر أن يوحنا بولس الثاني أعطى ماكاريك القبعة الحمراء الخاصة بالكاردينالات في عام 2000 وجعله رئيس أساقفة واشنطن في عام 2001، متجاهلا عدة تقارير في ذلك الوقت بأنه كان معتادا على النوم مع الشباب؛ ورسائل أخرى مجهولة المصدر قبل ذلك بسنوات تتهمه بالاعتداء الجنسي على أطفال.

وتم طرد ماكاريك (90 عاما) من الكنيسة الكاثوليكية فقط في عام 2019، بعد أن خلص مكتب التأديب في الفاتيكان إلى أنه مذنب بإغواء بالغين وقصر أثناء جلسات الاعتراف، وقيامه بالتحرش بهم.

ودعت صحيفة ناشيونال كاثوليك ريبورتر إلى إلغاء تبجيل القديس يوحنا بولس الثاني - ما يعني وقف تكريمه علنا في الأعياد الدينية أو تسمية الكنائس أو المدارس باسمه.

وكتبت الصحيفة: "ضحايا الانتهاكات لا يستحقون أقل من ذلك". وكان قد تم إعلان قداسة يوحنا بولس الثاني، المولود في بولندا قبل 100 عام باسم كارول فويتيلا، في عام 2014 على يد بابا الفاتيكان فرنسيس الأول بعد تسريع خطوات إعلان القداسة، كما طالب المشيعون خلال الجنازة.

وكان فويتيلا قد بقي لفترة شبه قياسية بلغت 26 عاما في منصب البابا، أدى خلالها دورا فعالا في إسقاط الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية وأطلق إيماءات تاريخية للتواصل مع المسلمين واليهود.

كما يُذكر له أسلوبه المحافظ بشدة في العقيدة، والالتزام الشديد بواجباته على الرغم من معركة منهكة مع مرض باركنسون (الشلل الرعاش) في سنواته الأخيرة.

ومن شأن وقف تبجيله أن يضعف الهالة الخاصة بيوحنا بولس الثاني، ومع ذلك لا يوجد ما يشير إلى أن الفاتيكان يفكر في القيام بذلك. وتبدو أشكال الاستهجان الأكثر قسوة مستحيلة من الناحية التقنية.

وقال أستاذ علم اللاهوت والدراسات الدينية ماسيمو فاجيولي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "لا يمكن تجريد قديس من قداسته"، مضيفا أن "هناك شيئا يسمى /قديسون من الدرجة الأولى/ وقديسون آخرون".

وذكر فاجيولي، وهو كاثوليكي ليبرالي يقوم بالتدريس في جامعة فيلانوفا بالولايات المتحدة، أن ماكاريك كان أحد القرارات العديدة الخاطئة التي تتعلق بالمسؤولين الكنسيين، والتي اتخذت خلال بابوية يوحنا بولس الثاني. وقال: "مشكلة يوحنا بولس الثاني هي أن العديد من تعيينات الأساقفة الأخرى التي قام بها وكان مسؤولا عنها ، كانت كارثية. إنها مشكلة معروفة عن بابويته".

وورط تقرير ماكاريك أيضا كل من بنديكت السادس عشر وفرنسيس، حيث أفاد بأن كليهما علم بالشائعات المحيطة بالكاردينال، لكن بنديكت لم يصل إلى حد التحقيق الكامل فيها، بينما تجاهلها فرنسيس حتى ظهرت اتهامات التحرش بالأطفال بشكل أوضح في عام 2017.

وصف جورج فيجل، الباحث الكاثوليكي المحافظ وكاتب سيرة فويتيلا، ماكاريك بأنه كاذب "بشكل مرضي" وكان قادرا على استغلال النظام. وقال لصحيفة ناشيونال كاثوليك ريجيستر: "الحقيقة البسيطة هي أن الشخصيات المرضية تكذب وتخدع الناس، حتى الأشخاص الأذكياء والورعين، وهذا ما تمكن ماكاريك من فعله".

وأشار فيجل أيضا إلى أن نشأة فويتيلا في بولندا الشيوعية - حيث كانت الافتراءات الكاذبة ضد رجال الدين شائعة - جعلته رافضا للتلميحات المجهولة عادة حول المعتدين جنسيا المشتبه بهم.

ويرى توماس تيرليكوفسكي، وهو محلل كاثوليكي بولندي، أن بعض اللوم على الأقل يقع على عاتق حاشية يوحنا بولس الثاني، وعلى رأسهم سكرتيره الخاص سابقا الكاردينال ستانيسلاف دزيفيتز.

وتم اتهام دزيفيتز (81 عاما) هذا الشهر (نوفمبر / تشرين الثاني 2020) من خلال فيلم وثائقي بثته محطة التلفزيون البولندية "تي في إن 24" بالتغاضي عن العديد من بلاغات الاعتداء الجنسي المقدمة ضد رجال الدين أو التستر عليها، عندما كان الساعد الأيمن ليوحنا بولس الثاني. أ ف ب ، رويترز ، د ب أ

 

[embed:render:embedded:node:29139]