باريس تندد بشدة بتغريدة لوزيرة باكستانية بحق ماكرون وعلاقته بمسلمي فرنسا شبهته فيها بالنازيين

سحبت وزيرة باكستانية يوم الأحد 22 / 11 / 2020 تصريحات نشرتها في وقت سابق قالت فيها إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعامل المسلمين مثلما عامل النازيون اليهود في الحرب العالمية الثانية.

وكان وزير الخارجية الفرنسي قد طالب السلطات الباكستانية بسحب تصريحات وزيرة حقوق الإنسان شيرين مزاري التي نشرت على تويتر السبت في إطار سجال بين باكستان وفرنسا حول نشر رسوم كاريكاتيرية عن النبي محمد في مجلة فرنسية.

وأثارت الرسوم غضبا واحتجاجات في العالم الإسلامي، خاصة في باكستان.

وقالت مزاري في تغريدة على تويتر مرفق بها رابط إلى مقال على الإنترنت "ماكرون يفعل مع المسلمين ما فعله النازيون مع اليهود. سيحصل أطفال المسلمين على أرقام هوية (لن يحصل عليها الأطفال الآخرون) تماما مثلما أجبر اليهود على وضع نجمة صفراء على ملابسهم لتعريف أنفسهم".

ومع ذلك، عُدِل المقال في وقت سابق اليوم الأحد ليعكس حقيقة أن الفكرة، في حالة تنفيذها، ستُطبق على كل الأطفال في فرنسا وليس أطفال المسلمين فقط.

وفي متابعة اليوم الأحد على تويتر، أصرت مزاري في منشور لها على تصريحاتها بعد أن نددت وزارة الخارجية الفرنسية بالتصريحات في وقت متأخر أمس السبت.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول "هذه الكلمات البغيضة أكاذيب سافرة غارقة في فكر الكراهية

والعنف. هذا السب لا يليق بمثل هذا المستوى من المسؤولية. نندد بها (التصريحات) بكل قوة"ذ

ورغم ذلك كتبت مزاري بعد ذلك اليوم الأحد تغريدة قالت فيها "المقال الذي أشرت له جرى تصحيحه من المصدر، وبناء على ذلك حذفت

تغريدتي".

وأوضحت أن السفير الفرنسي في باكستان هو الذي نبهها للتصحيح الذي جرى للمقال. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان قد قال في تصريحات إذاعية إن تصريحات الوزيرة غير مقبولة ويجب سحبها من تويتر، لكنه أضاف أنه ما زال حذرا لأنه جرى استغلال بعض وسائل الإعلام.

وكان البرلمان الباكستاني قد أصدر في نهاية أكتوبر تشرين الأول قرارا يحث الحكومة على استدعاء السفير من باريس واتهم ماكرون

بإثارة الكراهية ضد المسلمين.

وكان ماكرون قد أشاد بمدرس التاريخ الفرنسي الذي ذبحه شاب (18 عاما) من أصل شيشاني بعد عرضه الرسوم الكاريكاتورية في درس عن حرية الرأي.

وقال المسؤولون الفرنسيون إن ذبح المدرس هجوم على حرية التعبير التي هي قيمة أساسية فرنسية.

وبعد أن أعادت مجلة شارلي إبدو الساخرة نشر الرسوم في سبتمبر أيلول 2020 دافع ماكرون عن العلمانية قائلا إن حرية العقيدة تسير جنبا إلى جنب مع حرية التعبير بما فيها الحق في التجديف.

ونددت باريس بشدّة السبت 21 / 11 / 2020 التصريحات التي وصفتها بـ "المقيتة والكاذبة" أطلقتها وزيرة باكستانيّة بحقّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعلاقاته مع المسلمين في فرنسا.

وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة في بيان "أطلق أحد أعضاء الحكومة الباكستانيّة اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات صادمة ومهينة للغاية بحقّ رئيس الجمهوريّة وبلادنا"، واصفةً هذه التصريحات بـ"المقيتة" وبأنّها "أكاذيب وقحة مطبوعة بإيديولوجية الكراهية والعنف".

وفي وقت سابق، كتبت وزيرة حقوق الإنسان الباكستانية شيرين مزاري في تغريدة أنّ "ماكرون يفعل بالمسلمين ما كان يُلحِقه النازيّون باليهود"، قائلةً إنّ لدى الأطفال المسلمين أرقامًا تعريفيّة "مثلما كان يتمّ إجبار اليهود على وضع النجمة الصفراء على ملابسهم من أجل التعرّف إليهم"، وهو الأمر الذي نفته رسميًّا الحكومة الفرنسيّة.

وشدّدت المتحدّثة باسم الخارجيّة الفرنسيّة على أنّ "باكستان يجب أن تصحح هذه التصريحات وأن تعود إلى طريق الحوار المبني على الاحترام".

 

 

تشهد باكستان منذ أيلول/سبتمبر 2020 احتجاجات ردًا على تصريحات ماكرون الأخيرة حول الإسلام المتطرف.

واندلعت الأزمة بعد تأكيد ماكرون تمسك بلاده بمبدأ الحرية في نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، خلال مراسم تكريم أقيمت للمدرس صامويل باتي الذي قُتل بقطع رأسه في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2020 في فرنسا بيَد روسيّ شيشاني مسلم متشدّد بعد عرض باتي هذه الرسوم على تلاميذه في المدرسة خلال صف حول حرّية التعبير.

تقدّمت باكستان بشكوى إلى فرنسا بشأن ما أسمته "حملة ممنهجة لمناهضة الإسلام" في الدولة الأوروبية.

وتجمّع عشرات الآلاف من الأشخاص السبت في لاهور (شرق باكستان) لتشييع مؤسس الحركة الإسلامية المتطرفة لبيك باكستان الذي أثار خطابه التحريضي الغضب ضد فرنسا في الأسابيع الأخيرة في باكستان بسبب الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد. رويترز ، أ ف ب

 

[embed:render:embedded:node:42059]