بعد فتح تركيا حدودها مهاجرون يسيرون صوب اليونان وبلغاريا بأطفالهم وحقائبهم قائلين: أوروبا أفضل

بدأ وصول مئات المهاجرين المقيمين في تركيا إلى الحدود مع اليونان وبلغاريا يوم الجمعة 28 / 02 / 2020 بعد أن قال مسؤول تركي كبير إن أنقرة لم تعد ملتزمة باتفاق أبرمته مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016 لمنع وصول اللاجئين إلى أوروبا.

وقالت اليونان وبلغاريا الدولتان العضوان في الاتحاد الأوروبي إنهما تشددان القيود على الحدود لمنع مرور المهاجرين بطريق غير قانوني. وقالت بلغاريا إنها تقوم بإرسال ألف جندي إضافي إلى الحدود مع تركيا.

وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز مهاجرين يسيرون صوب الحدود اليونانية ويحمل بعضهم حقائب من البلاستيك وأطفالا صغارا بينما نظمت الشرطة وقوات حرس الحدود اليونانية دوريات على الجانب الآخر من الحدود. وهناك مشاهد مماثلة على الحدود البلغارية.

وبثت وسائل إعلام تركية لقطات لنحو 24 شخصا، بينهم نساء وأطفال، يستقلون قاربا مطاطيا على ساحل بحر إيجة. وأفادت تقارير بأنهم في الطريق إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.

وقال شاهين نبي زاده وهو مهاجر أفغاني عمره 16 عاما كان ضمن مجموعة من المهاجرين تستقل واحدة من ثلاث سيارات أجرة كانت متوقفة على الطريق السريع في ضواحي اسطنبول: "سمعنا بتلك الأنباء من التلفزيون".

وأضاف نبي زاده قبل أن تتجه سيارات الأجرة الثلاث إلى إقليم أدرنة بشمال غرب البلاد: "نحن نعيش في اسطنبول. نريد أن نذهب إلى أدرنة ثم إلى اليونان".

وذكرت وكالة دمير أوران للأنباء الموالية للحكومة التركية أن هناك سوريين وإيرانيين وعراقيين وباكستانيين ومغاربة ضمن المهاجرين المتجهين صوب المعابر الحدودية مع اليونان وبلغاريا والتي تبعد نحو 200 كيلومتر عن اسطنبول.

وقال حميد محمد وقد أمسك بيد طفلة عند الحدود اليونانية لرويترز إن الشرطة اليونانية ترفض السماح لهما بالدخول. وأضاف: "هناك مشاكل كثيرة هنا في تركيا. نريد من حكومة تركيا والحكومات ألأوروبية فتح هذا الباب".

لا يوجد عمل هنا: جاء قرار تركيا بشأن تنفيذ التهديدات التي سبق أن أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان بفتح الأبواب إلى أوروبا بعد مقتل 33 جنديا تركيا في ضربة جوية نفذتها قوات الحكومة السورية في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

ونزح قرابة مليون مدني في سوريا قرب الحدود التركية منذ ديسمبر كانون الأول في الوقت الذي انتزعت فيه قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا أرضا من قوات المعارضة المدعومة من أنقرة، الأمر الذي فجر أسوأ أزمة إنسانية في الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام.

وتستضيف تركيا بالفعل حوالي 3.7 مليون لاجئ سوري وقالت مرارا إنها لا تستطيع تحمل المزيد من اللاجئين. وبموجب اتفاق عام 2016، قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات بمليارات الدولارات مقابل موافقة أنقرة على وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.

وستوقظ المشاهد على حدود اليونان وبلغاريا ذكريات أزمة المهاجرين عام 2015 عندما دخل أوروبا أكثر من مليون شخص معظمهم من الشرق الأوسط وآسيا من تركيا عبر البلقان في اتجاه أوروبا الغربية مما أثار خلافات حادة بين حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعزز التأييد الشعبي لأحزاب اليمين المتطرف.

واشتكى سوريون يستقلون حافلات في منطقة الفاتح في اسطنبول من الصعوبات الاقتصادية في تركيا وقالوا إنهم يأملون في بناء حياة أفضل في أوروبا.

وقال محمد عبد الله الذي يبلغ من العمر 25 عاما: "لا يوجد عمل هنا. تركيا ليست جميلة إطلاقا. أوروبا أفضل". وأضاف أنه يريد الذهاب إلى ألمانيا. رويترز