بعض الإسرائيليين المتشددين دينياً يتعبدون جماعيا رافضين إجراءات الدولة في الحد من تفشي كورونا

استخدمت الشرطة الإسرائيلية طائرة مُسّيرة وأخرى هليكوبتر وقنابل صوت في الأيام الأخيرة لمنع تجمع في حي يقطنه يهود متشددون بالقدس في خرق لإجراءات وزارة الصحة التي تهدف إلى إبطاء تفشي فيروس كورونا المستجد.

ويوم الإثنين 30 / 03 / 2020 واجهت الشرطة، التي كان بعض أفرادها يرتدون ملابس مكافحة الشغب وكمامات، مقاومة في بعض الأحيان وتعرضت لشتائم أثناء تطبيق الإجراءات في جزء من المدينة التي طالما صب سكانها جام غضبهم على الدولة.

وبينما كانت الشرطة تجر بعض الأشخاص من شوارع ضيقة بحي ميا شعاريم اليهودي في القدس أخذ مجموعة من الصبيان يصيحون "نازيون!".

وإضافة إلى بث رسالة: "ابقَ في المنزل" من الطائرتين الهليكوبتر والمُسّيرة، أصدرت الشرطة أوامر بتغريم المخالفين.

ويصف المسؤولون الإسرائيليون المتشددين بأنهم أكثر عرضة للعدوى بالمرض لأنهم يقطنون مناطق عادة ما تكون فقيرة ومكتظة، وفي الأوقات العادية يقيمون الصلوات ثلاث مرات في اليوم وسط تجمعات كبيرة في الغالب.

كما يشكك بعض الحاخامين في درجة خطورة فيروس كورونا المستجد. ويرفض العديد من المتطرفين سلطة الدولة الإسرائيلية، التي يمثل اليهود العلمانيون غالبية سكانها.

وتشكل الأقلية العربية في إسرائيل (21 في المئة من السكان) مجتمعا حساسا آخر حيث يقول المسؤولون فيها إن الاختبارات الخاصة بالكشف عن الفيروس جاءت متأخرة.

وقال وزير الدفاع نفتالي بينيت للصحفيين يوم الأحد 29 / 03 / 2020: "هناك ثلاث دول كورونا: ... قطاع المتطرفين والقطاع العربي وباقي دولة إسرائيل".

وتمثل دوريات الشرطة في حي ميا شعاريم تصعيدا في تطبيق الأمن. ويوم السبت 28 / 03 / 2020 حضر مئات المشيعين جنازة في مدينة بني براق أو بني براك المتشددة.

وندد جلعاد إردان وزير الأمن العام والشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي بالسماح بما اعتبره: "تهديدا للحياة" في الجنازة. وأصدرت الشرطة بيانا تعهدت فيه "باستخلاص الدروس لمنع حدوث مواقف مماثلة".

وتقتصر التجمعات العامة حاليا على ما لا يزيد عن عشرة أشخاص، وعلى المشاركين أن يحافظوا على مسافة مترين للفصل بين كل شخص وآخر. كما تم حث الناس على البقاء في منازلهم ما لم يكونوا في حاجة لشراء طعام أو رعاية طبية أو التوجه لعمل تعتبره الدولة ضروريا.

وقال يهودا ميشي زهاف، رئيس منظمة الإسعاف الإسرائيلية (زاكا) لراديو الجيش الإسرائيلي إن معظم اليهود المتشددين التزموا بتوجيهات وزارة الصحة ولم تخرقها سوى مجموعة صغيرة ربما لأسباب سياسية.

وأضاف: "كل شيء يفعلونه بلا قيمة عندما يشكلون قنبلة موقوتة لأن أناسا منهم سيصابون بالعدوى"، متحدثا عن الذين لا يلتزمون بإرشادات الحكومة.

وسجلت إسرائيل 4347 حالة إصابة و15 حالة وفاة بفيروس كورونا المستجد.

ومع تحذير وزارة الصحة من أن عدد الوفيات قد يصل إلى الآلاف في نهاية المطاف، قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الإثنين 30 / 03 / 2020 مع مسؤولين لبحث فرض إجراءات عزل عامة مقترحة لبعض مناطق البلاد.

واقترح بينيت إنشاء نظام لمراقبة تفشي فيروس كورونا يسمح للسلطات بتركيز إجراءات العزل العامة على المناطق الأكثر عرضة لتفشي المرض. رويترز

 

[embed:render:embedded:node:39528]