تاغيسشبيغل: برلين ترفض وصف الفظائع ضد الأرمن بـ "الإبادة الجماعية"

مع قرب إحياء ذكرى مرور 100 عام على الفظائع التي تعرض لها الأرمن في فترة انهيار الإمبراطورية العثمانية (ونشوب الحرب العالمية الأولى وصعود الحركة التركية القومية العلمانية وبروز الحركة الأرمنية الانفصالية)، انتقل الخلاف حول وصفها بالـ "الإبادة الجماعية" إلى البرلمان الألماني "البوندستاغ". مصادر صحفية كشفت أن الائتلاف الألماني الحاكم في برلين رفض هذا الوصف.

أكد تقرير لصحيفة "تاغيسشبيغل Tagesspiegel" اليومية الألمانية أن هناك خلافا داخل البرلمان الألماني (البوندستاغ) بشأن وصف الفظائع التي تعرض لها الأرمن في نهاية فترة الحكم العثماني. إذ يسعى الائتلاف الحاكم في برلين بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل إلى تجنب وصف هذه الفظائع بالـ "إبادة جماعية"، كما فعلت دول أوروبية أخرى.

وحسب الصحيفة البرلينية فإن الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة ميركل وكذلك الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، برئاسة نائبها زيغمار غابرييل، الطرف الثاني في الائتلاف الحاكم، تعارض وضع هذا التعبير في الطلب الذي قُدم للبرلمان بمناسبة ذكرى مرور 100 عام على التهجير الجماعي للأرمن من الدولة العثمانية.

وقالت الصحيفة إن تعبير "إبادة جماعية" حذف من عنوان الطلب بضغط من الخارجية الألمانية و قيادات ممثلي الائتلاف الحكومي في البرلمان. ومن المنتظر أن يناقش البرلمان هذا الطلب في الرابع والعشرين من نيسان/ أبريل 2015.

وحسب التصور الأرمني فإن نحو 1.5 مليون أرمني لقوا حتفهم في ذلك العام على يد العثمانيين في هذه الفظائع، في حين ترى تركيا أن هذا العدد مبالغ فيه وترفض تماما اعتبار ما حدث "إبادة جماعية".  ويحيي الأرمن في الرابع والعشرين من نيسان/ أبريل الجاري ذكرى بدء ارتكاب الفظائع بحق شعبهم في نهاية الدولة العثمانية عام 1915. يشار إلى أن العديد من برلمانات العالم مثل البرلمان الفرنسي والبرلمان السويسري وكذلك منظمات دولية تصف ما حدث للأرمن بأنه "إبادة جماعية".

ويرى مؤرخون أن تهجير الأرمن عن الدولة العثمانية تم بعد أن أرادت أرمينيا الاستقلال وبعد خوض اللجان الثورية الأرمينية المسلحة تمردا مسلحا ضد الدولة العثمانية بدعم من روسيا التي كانت حينها تحارب الدولة العثمانية، وأفضى التمرد إلى مقتل مئات الأتراك شرق البلاد وأن حكومة الاتحاد والترقي التركية القومية حينها أصدرت في هذا السياق قرارا بتهجير الأرمن في جنوب وشرق الأناضول إلى العراق والشام. وتقول المصادر التركية إن 300 ألف أرمني قتلوا حينذاك وإن معظمهم لقوا مصرعهم نظرا لظروف جبهات القتال في الحرب العالمية الأولى وبسبب البرد والجوع، دون أومر بالقتل. د ب أ ، تقارير إعلامية

 

اقرأ من موضوعات قنطرة

 

حوار مع الفنان الأرمني السوري هراج ماكوشيا

''من الجنون، أن تكون مع نظام الأسد!''

 

الأرمن والإبادة الجماعية

كفاح من أجل الحقيقة والسياق التاريخي السليم

 

تركيا وألمانيا وإبادة الأرمن 

موضوع حافل بالألغام الإيديولوجية

 

الأرمن في تركيا

مشاعر العجز وضحايا التهميش

 

الأرمن في سوريا

نصف وطن

 

الجذور التاريخية للأزمات الراهنة في المنطقة العربية

صراعات الشرق الأوسط الحالية وليدة حروب الماضي الاستعمارية

 

روياة "اسمي أحمر" للكاتب التركي العالمي أورهان باموك

رواية بوليسية في إسطنبول العثمانية