تركيا - أحمد داود أوغلو حليف سابق منتقد لإردوغان يعلن "حزب المستقبل" الرافض لـ "تمجيد الأشخاص"

أطلق رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو الحليف السابق لرجب طيب إردوغان، حزبا جديدا يوم الجمعة 13 / 12 / 2019 قال إنه يهدف لمعارضة سياسة "عبادة الشخصية".

وأعلن رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو يوم الجمعة عن تأسيس حزبه السياسي الجديد واسمه، الذي قدم أوراقه الخميس لوزارة الداخلية التركية. وقال أوغلو في أول خطاب له كرئيس لـ"حزب المستقبل": "نحن في لحظة تاريخية، وعلى الرغم من كل الضغوط وجو الخوف، فقد اجتمعنا لرسم مستقبل مزدهر لبلدنا"،بحسب وكالة " نيو ترك بوست" الإخباري.

وداود اوغلو (60 عاما) كان رئيسا للوزراء بين 2014 و2016 بعدما شغل حقيبة الخارجية قبل أن ينشق عن إردوغان الذي يحكم تركيا منذ 16 عاما.

وقال داود أوغلو وهو يقف تحت لافتة ضخمة تحمل صورة مؤسس جمهورية تركيا مصطفى كمال اتاتورك أثناء احتفال لإطلاق الحزب في أنقرة "كحزب، نرفض أسلوب السياسة التي يتم فيها عبادة الشخصية وموظفين سلبيين".

وكان وفد يضم قريبين من داود أوغلو قدموا الخميس 12 / 12 / 2019 إلى وزارة الداخلية طلبا لتسجيل هذا الحزب الجديد الذي اسمه "حزب المستقبل".

ولم يذكر أوغلو اسم إردوغان خلال كلمته التي استمرت نحو ساعة، لكنّه انتقد بوضوح السلطات الواسعة الممنوحة للرئاسة بموجب التعديلات الدستورية العام الفائت.

وتابع السياسي الذي استقال من حزب العدالة والتنمية الحاكم في أيلول/سبتمبر الفائت 2019: "لن يكون ممكنا الحصول على مجتمع ديمقراطي بوجود نظام مثل هذا".

ويقول المحللون إن داود أوغلو يسعى إلى استمالة الناخبين المسلمين المحافظين من تأييد الحزب الحاكم. ورغم أن قلة منهم يتوقعون ألا يجتذب الحزب الوليد أكثر من جزء ضئيل من الناخبين، فقد يكون ذلك كافياً لإحداث مشاكل لإردوغان.

وأكّد داود أوغلو أن حزبه سيدافع عن حقوق الأقليات وسيادة القانون وحرية الصحافة والقضاء المستقل، في إشارة إلى تدهور الحقوق المدنية خلال حكم إردوغان.

وداود أوغلو أستاذ جامعي سابق كان مهندس سياسة خارجية تركية أكثر وضوحا في الشرق الأوسط، وظل لوقت طويل أحد أقرب حلفاء إردوغان منذ توليه الحكم في 2003.

وشغل داود أوغلو منصب وزير الخارجية في وقت حساس في علاقات تركيا الخارجية في بداية العهد الحالي.

لكن الرئيس التركي أجبره على الاستقالة في العام 2016 وسط خلافات بين الرجلين على ملفات عدة وخصوصا تعديل الدستور بهدف تعزيز سلطات رئيس الدولة.

وبعد صمت طويل، تخلى داود أوغلو عن موقفه المتحفظ وأخذ ينتقد إردوغان. ويواجه داود أوغلو انتقادات بأنه مهندس جهود أنقرة لتبني موقف أكثر تدخلا وحزما في الشرق الأوسط، مثل دعم جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها في عدد من البلدان العربية ومساندة المعارضة السورية، وهي السياسة التي تركت تركيا بحلفاء قليلين في المنطقة المضطربة.

وليس رئيس الوزراء السابق المنشق الوحيد. فقد اعلن علي باباجان الذي كان نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للاقتصاد إبان حكم إردوغان، أنه سيطلق حزبه في الأسابيع المقبلة.

ويأمل معارضو إردوغان في أن تساهم هذه الأحزاب المعارضة في إضعاف حزب العدالة والتنمية الذي تعرض لهزيمة غير مسبوقة في آخر انتخابات بلدية في آذار/مارس 2019، على خلفية صعوبات اقتصادية.

وخسر تيار إردوغان السياسي هذه الانتخابات في أنقرة واسطنبول بعدما سيطر على بلديتيهما طوال 25 عاما.

وأضاف أحمد داود أوغلو يوم الجمعة: "نحن هنا في ثلاثة أجيال، نحن من مختلف الأعمار، لكننا سنبقى شبابًا، نحن مجتمع ينتمي إلى ديانات مختلفة، نأتي من خلفيات عرقية مختلفة، ولكننا مواطنون متساوون وشرفاء".

وتابع: "رأينا الكثير من الألم ولكن ليس الكراهية، نحن لا نأتي لحرق الماضي بكثافة، ولكن لبناء مستقبل مشترك وتقديم أشياء جديدة". وأعلن خلال الاحتفال عن مؤسسي الحزب ويبلغ عددهم 154 شخصا، من بينهم أعضاء استقالوا من حزب العدالة والتنمية الحاكم وشغلوا مناصب إدارية في الحزب وكانوا يرغبون في أن يصبحوا نواباً.

كما تشمل القائمة بعض الأسماء التي انتقدت إدارة حزب العدالة والتنمية للسلطة في الفترة الأخيرة. وكانت استقالة أوغلو، الذي كان أحد حلفاء الرئيس رجب طيب إرودغان لفترة طويلة، بمثابة ضربة للرئيس التركي ولحزب العدالة والتنمية الحاكم.

وقد تصاعدت الخلافات منذ فترة طويلة داخل حزب العدالة والتنمية نتيجة الخسارة التي مني بها الحزب في الانتخابات البلدية التي جرت في آذار/مارس 2019. وفي انتقاد نادر وشديد لحزب العدالة والتنمية في نيسان/أبريل الماضي 2019، قال داود أوغلو إن السبب وراء نكسة الانتخابات هو تحالف الحزب الحاكم مع القوميين المتطرفين.

وتابع أوغلو في مؤتمر صحفي آنذاك بأنه "يتحمل مسؤولية تاريخية" لبناء "حركة سياسية جديدة والشروع في مسار جديد". وأوضح أوغلو أنه لم يعد بالإمكان العمل تحت إدارة حزب العدالة والتنمية الحالية، التي تصف أي انتقاد داخل الحزب بأنه "خيانة". أ ف ب ، د ب أ