حلم مهاجرين بعبور طريق البلقان عبر أوروبا منهم مَن يقفزون على قطارات متعرضين لخطر صعق الكهرباء

الصورة من عام 2016 - لاجئون يغادرون مخيم إيدوميني اليوناني نحو المجهول. هذا الرجل من سكان قرية مويي الحدودية المقدونية، يتصل على ما يبدو بالشرطة المقدونية ليخبرهم بوصول اللاجئين عندما التقى بهم في طريقه.

وشوهِدَ مهاجرون على سكك حديد في محطة للقطار في إيدوميني على الحدود بين اليونان ومقدونيا الشمالية، في 16 تموز/يوليو 2020.

وسيفعل المواطن السوري عبد الله "كل ما في وسعه لعبور الحدود"... في منطقة إيدوميني عند الحدود اليونانية المقدونية، إذ يبحث هذا الشاب عن اللحظة المناسبة للتسلل إلى قطار آملا بسلوك "طريق البلقان" الذي استخدمه مئات الآلاف من المهاجرين عام 2015.

تكشف أشعة الشمس الأولى عن أسر نائمة على سكك الحديد أو في عربات مهجورة. لكن عندما تظهر دوريات الشرطة، فإنها تختفي بعد هربها إلى الحقول المجاورة.

ويقول عبد الله البالغ من العمر 20 عاما والذي ينام منذ يومين في مبنى متداعٍ قرب محطة سكك الحديد في قرية إيدوميني في شمال اليونان لوكالة فرانس برس "يعيش شقيقي في إيطاليا وأريد أن أجتمع به".

يعيش هذا الشاب السوري "منذ أشهر في اليونان بدون عمل ولا يرى أي مستقبل هناك".

وخلال أزمة الهجرة الأبرز في العام 2015، عبر مئات الآلاف من الناس هذه "الأرض الخلاء" سيرا على الأقدام إلى أوروبا.

لكن الحلم في الوصول إلى أوروبا تحطم بسرعة. ففي آذار/مارس 2016، أغلقت دول الاتحاد الأوروبي حدودها وبنت اليونان جدارا على طول حدودها الشمالية.

بعد ذلك، تقطعت السبل بعشرات الآلاف من المهاجرين الهاربين من الحروب والاضطهاد والفقر في إيدوميني وتحولت إلى مدينة صفيح، قبل أن يتم إجلاؤهم قسرا من قبل السلطات اليونانية.

ومنذ ذلك الحين، تكتظ المخيمات الموجودة على البر اليوناني وكذلك في جزر بحر إيجه بالمهاجرين غير النظاميين الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم.

وبسبب نقص القدرة الكافية على احتواء 120 ألف طالب لجوء في اليونان، يجد العديد من المهاجرين أنفسهم بلا مأوى في أثينا وعلى الحدود مع مقدونيا الشمالية.

ويقول لازاروس أوليس الذي يعيش قرب المعبر الحدودي بأسف "كل يوم يصل حوالي 200 شخص إلى إيدوميني"، مضيفا "بعضهم نصب خياما في الحقول. نخشى أن تصبح إيدوميني مخيما مرة أخرى".

في إيدوميني، عبر معظم المهاجرين أخيرا الحدود البرية مع تركيا على طول نهر إفروس، في شمال شرق اليونان.

وبعد التوترات مع أنقرة في آذار/مارس 2020 عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن فتح أبوابه أمام المهاجرين إلى أوروبا، كثفت أثينا دورياتها بمساعدة الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس".

ومع ذلك، يواصل مئات طالبي اللجوء عبور الحدود اليونانية التركية كل يوم سرا.

 

 

"خطر التعرض للصعق"

في منتصف الليل في إيدوميني، تحاول مجموعات من المهاجرين التسلل في قطار تجاري يربط اليونان بمقدونيا الشمالية أو حتى حفر ثقوب في الجدار على طول الحدود.

وقال سائق قطار اكتشف 42 مهاجرا غير قانوني في عرباته "إنهم يقفزون على القطار ويواجهون خطر التعرض للصعق الكهربائي أو فقدان حياتهم من خلال لمس خطوط التوتر العالي".

وفي حال تمكّن البعض من التسلل، يتم توقيف معظمهم من قبل دوريات مقدونيا الشمالية ويعاد إرسالهم إلى اليونان.

يشكو الشاب الباكستاني موسى البالغ من العمر 19 عاما من أنه "تعرض للضرب أولا على يد شرطة مقدونيا الشمالية ثم على يد الشرطة اليونانية" بعد إعادته إليه. وهو يقول "أين حقوق الإنسان؟".

ومع عدد من مواطنيه، تمكن موسى من العبور إلى مقدونيا الشمالية عبر ثقب حُفر في الجدار الحدودي.

وبعد محاولات فاشلة عدة، يشعر بعض المهاجرين باليأس ويتجهون سيرا على الأقدام نحو تيسالونيكي عاصمة شمال اليونان، على مسافة حوالي 70 كيلومترا من إيدوميني. أ ف ب 18 / 07 / 2020

 

 

[embed:render:embedded:node:32877]