مقتل عناصر للنظام السوري وحزب الله بضربات تركية جوية وإردوغان يطلب من بوتين التنحي جانبا بسوريا

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت 29 / 02 / 2020 إن ضربات جوية وبرية تركية على قوات النظام السوري وحلفائه في إدلب أسفرت عن مقتل 48 من "قوات النظام والمسلحين الموالين لها" في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت إن ضربات جوية وبرية تركية على القوات الحكومية السورية وحلفائها في إدلب أسفرت عن مقتل 48 من "قوات النظام والمسلحين الموالين لها" في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضاف أن الطائرات الحربية السورية والروسية واصلت الضربات الجوية يوم السبت على مدينة سراقب الاستراتيجية في إدلب والتي تمثل بؤرة للقتال المتصاعد في الأيام القليلة الماضية بين دمشق ومقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا.

فيما قال قائد عسكري في التحالف الإقليمي الداعم لرئيس النظام السوري بشار الأسد إن ضربات نفذتها تركيا على شمال غرب سوريا في وقت متأخر أمس الجمعة أدت إلى مقتل تسعة من أعضاء جماعة حزب الله المدعومة من إيران وإصابة 30 آخرين.

من جانبها قالت وزارة الخارجية الروسية يوم السبت إن روسيا وتركيا اتفقتا على خفض حدة التوتر على الأرض في محافظة إدلب السورية مع مواصلة الأعمال العسكرية هناك. وجاء الاتفاق بعد محادثات استمرت عدة أيام في العاصمة التركية أنقرة.

فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت إنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تتنحى روسيا جانبا في سوريا وتترك لتركيا التعامل مع قوات النظام السوري بمفردها.

من جهته وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تصعيدا في القتال أسفر عن مقتل عشرات الجنود الأتراك بشمال غرب سوريا بأنه "إحدى أكثر اللحظات المثيرة للقلق" في الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام ودعا مع غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى وقف إطلاق النار.

 وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم السبت إنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تتنحى روسيا جانبا في سوريا وتترك لتركيا التعامل مع قوات الحكومة السورية بمفردها وذلك بعد مقتل 34 جنديا تركيا الأسبوع الماضي.

وبدأت القوات السورية هجوما كبيرا بغطاء جوي روسي لاستعادة محافظة إدلب التي تقع بشمال غرب البلاد وتعد آخر منطقة متبقية في أيدي مقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات مقاتلة سورية وروسية واصلت يوم السبت شن هجمات جوية على مدينة سراقب في إدلب. وتقع سراقب على طريق دولي رئيسي وتركزت فيها المعارك في الأيام الماضية.

وقال قائد عسكري في التحالف الإقليمي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد إن هجمات شنتها تركيا في ساعة متأخرة من يوم الجمعة باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ ذكية استهدفت مقر حزب الله قرب مدينة سراقب وأدت إلى مقتل تسعة من أعضاء جماعة حزب الله المدعومة من إيران وإصابة 30 آخرين.

وقال المرصد السوري إن هجمات جوية وبرية تركية على القوات الحكومية السورية وحلفائها في إدلب أسفرت عن مقتل 48 من "قوات النظام والمسلحين الموالين لها" في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

ومع إخفاق الدبلوماسية التي ترعاها موسكو وأنقرة في سبيل خفض التوتر، اقتربت تركيا من مواجهة مع روسيا في ساحة المعركة أكثر من أي وقت مضى.

وقال إردوغان في اسطنبول إنه طلب من بوتين خلال اتصال هاتفي التنحي جانبا وترك أنقرة "تفعل ما هو ضروري" مع الحكومة السورية بمفردها. وأضاف أن تركيا لا تنوي مغادرة سوريا في الوقت الحالي.

وقال: "لم نذهب إلى هناك لأننا تلقينا دعوة من (الرئيس السوري بشار الأسد). ذهبنا إلى هناك لأننا تلقينا دعوة من شعب سوريا. لا ننوي المغادرة قبل أن يقول شعب سوريا: حسنا .. تم ذلك".

ومع تصاعد التوتر، أجرت روسيا وتركيا ثلاث جولات من المحادثات لم تتوصل أول جولتين منها إلى وقف لإطلاق النار.

وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم السبت إن الجانبين اتفقا خلال محادثات الأيام الماضية على خفض التوتر على الأرض في إدلب مع استمرار الأعمال العسكرية هناك.

لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال للصحفيين في الدوحة إن الأزمة في إدلب لا يمكن تسويتها إلا بعقد اجتماع بين إردوغان وبوتين وأضاف أن مثل هذا الاجتماع قد يعقد في الخامس أو السادس من مارس / آذار 2020.

مهاجرون: وبعد مقتل 33 من جنودها يوم الخميس، قالت تركيا إنها ستسمح للمهاجرين الذين تستضيفهم بالعبور بكل حرية إلى أوروبا. وقتل جندي تركي آخر يوم الجمعة مما رفع العدد الإجمالي للخسائر في صفوف القوات التركية هذا الشهر إلى 55 قتيلا.

وتستضيف تركيا نحو 3.7 مليون لاجئ سوري إضافة لاستضافتها للاجئين من أفغانستان وإيران والمغرب وجنسيات أخرى. وحذرت تركيا من أنها لن تتمكن من استقبال موجة لاجئين جديدة من إدلب.

ونزح ما يقرب من مليون مدني سوري بسبب العنف في شمال غرب البلاد منذ ديسمبر / كانون الأول 2019 إلى مناطق بمحاذاة الحدود التركية في طقس شتوي قارس فيما قد تكون أسوأ أزمة إنسانية في الصراع.

وقال إردوغان في اسطنبول يوم السبت إن 18 ألف مهاجر عبروا الحدود إلى أوروبا من تركيا منذ فتح الأبواب، دون أن يقدم دليلا، مضيفا أن العدد قد يرتفع إلى ما يتراوح بين 25 ألفا و30 ألفا يوم السبت.

وتعهدت اليونان وبلغاريا، العضوتان في الاتحاد الأوروبي والمجاورتان لتركيا، بعدم السماح بدخول المهاجرين. وأطلقت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع صوب المهاجرين الذين احتشدوا على حدودها مع تركيا مطالبين بالدخول اليوم السبت.

وأضاف: "لن نغلق هذه الأبواب في الفترة المقبلة وسيستمر هذا. لماذا؟ على الاتحاد الأوروبي الوفاء بوعوده. ليس علينا الاعتناء بكل هؤلاء المهاجرين، وإطعامهم".

واشتكى إردوغان من أن الأموال التي يحولها الاتحاد الأوروبي إلى تركيا لدعم اللاجئين تصل ببطء وقال إنه طلب من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إرسال الأموال إلى الحكومة التركية مباشرة.

وأُغلقت حدود تركيا مع أوروبا بموجب اتفاق بين أنقرة والاتحاد الأوروبي أدى إلى وقف أزمة المهاجرين التي وقعت عامي 2015 و2016 عندما عبر أكثر من مليون شخص الحدود إلى أوروبا سيرا على الأقدام.

وقال رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف إنه يعتزم استضافة اجتماع رفيع المستوى في بلاده لمحاولة التوصل لحلول طويلة الأمد للمشكلة السورية ومشكلة المهاجرين وإنه سيلتقي إردوغان يوم الإثنين لمناقشة ذلك.

وأضاف أن ليس هناك ضغط وجود مهاجرين على بلاده على حدودها مع تركيا. وقال للصحفيين "يجب أن نفعل كل ما هو ممكن... بسرعة بالغة.. حتى الأربعاء أو الخميس على الأكثر لتزويد تركيا بالسبل الضرورية لنمكنها من استعادة المهاجرين ورعايتهم".  رويترز