ميركل تندد باحتجاجات اليمين المتطرف العنيفة وهجماته على ذوي الشكل غير الألماني في شرق ألمانيا

أدانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء 28 / 08 / 2018 الاحتجاجات العنيفة التي نظمها اليمين المتطرف والتي تحولت إلى هجمات على الأشخاص الذين يدل مظهرهم على أنهم أجانب، مؤكدة أنه لا مكان في ألمانيا "للكراهية في الشوارع".

ونظم آلاف المحتجين تظاهرات في مدينة كيمنيتس ليومين متتاليين وطاردوا أشخاصا اعتقدوا أنهم مهاجرين، بعد مقتل شاب ألماني (35 عاما والده من كوبا وأمه ألمانية) طعنا بيد مَن يُعتقد أنهما سوري وعراقي. 

وتحدثت الشرطة عن هجمات لمتطرفين ضد ثلاثة أجانب على الأقل الأحد، فيما فتحت تحقيقات في عشر قضايا ضد محتجين يؤدون تحية هتلر المحظورة. 

وأصيب 20 شخصا على الأقل الاثنين بسبب إلقاء ألعاب نارية وغيرها من قبل متظاهرين من اليمين المتطرف، وآخرين من المعادين للفاشية في المدينة. 

وصرحت ميركل للصحافيين "ما شهدناه هو أمر لا مكان فيه في ديمقراطية دستورية". وأضافت "لدينا تسجيلات فيديو لأشخاص يطاردون آخرين ولتجمعات جامحة، وللكراهية في الشوارع، وهذا لا مكان له في دولة دستورية".

وصرح وزير الداخلية هورتس سيهوفر أن الشرطة الفيدرالية مستعدة لتقديم الدعم للشرطة في ولاية ساكسونيا التي تقع فيها مدينة كيمنيتس. 

أثارت مشاهد بشعة لرجال معظمهم من البيض والعديد منهم من مشاغبي كرة القدم، يشتمون اشخاصا اعتقدوا أنهم أجانب، موجة من القلق في ألمانيا. 

واعتبرت مجلة "دير شبيغل" الثلاثاء على موقعها في الإنترنت، أنه "عندما تتسبب جموع متحمسة من اليمين المتطرف بحصول اضطرابات في وسط ألمانيا، وتصبح السلطات غير قادرة على التعامل معها، فهذا يذكر قليلا بالوضع في جمهورية فايمار".

وهذه الإشارة هي إلى النظام السياسي الديمقراطي الذي نشأ في المانيا إبان الحرب العالمية الأولى، وشهد تشكل جماعات شبه عسكرية ساعدت في وصول النازيين إلى السلطة.

وأعرب جوزيف شوستر رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا كذلك عن مخاوفه وقال أنه أصبح الآن من "واجب المواطنين مواجهة عصابة اليمين المتطرف".

واعتبرت أنيتا كاهان مديرة مؤسسة أماديو انطونيو المناهضة للعنصرية على شبكة ان-تي.في التلفزيونية، "في كيمنيتس، تشكل تحالف لا يصدق يجمع مثيري الشغب ونازيين جددا وأنصار حركة البديل لألمانيا وناشطي بيغيدا. وتؤكد أعمال العنف أن هناك حركات تجتمع وهي منبثقة جميعها في نهاية المطاف من القالب نفسه، والجميع في إطار معادٍ للأجانب وعدائي".

ولم تتضح بعد الظروف التي أدت إلى وفاة الرجل الألماني، إلا أن اليمين المتطرف سارع إلى التحرك الأحد بعد انتشار خبر على الإنترنت أن المشتبه بهما الرئيسيين من الأجانب. 

وقال وزير داخلية ساكسونيا رولاند فولر إن المشاغبين من جميع أنحاء ألمانيا بما في ذلك من الولايات الغربية شمال الراين وستفاليا وساكسونيا السفلى، تدفقوا على مدينة كيمنيتس للمشاركة في التظاهرات. 

وحذر رئيس وزراء مقاطعة مايكل كريتشمير من أن رواية كاذبة بأن رجلا طعن بينما كان يدافع عن امرأة، تنتشر على الإنترنت، ودعا السكان إلى البحث عن مصادر الأخبار الموثوقة. 

كما أكد على أن جنسية المشتبه بهما "يجب أن لا تكون سببا للاشتباه بشكل عام بجميع المواطنين المولودين في دول أجنبية". 

وتتسلط الأنظار على ولاية ساكسونيا التي تقع فيها مدينة كيمنيتس مهد حركة بيغيدا المعادية للاسلام، باعتبارها مركزاً لجرائم الكراهية.

وتضم المقاطعة أكبر عدد من المشككين في قرار ألمانيا استقبال أكثر من مليون لاجئ منذ 2015 معظمهم من سوريا والعراق. 

وحقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف مكاسب كبيرة في الولاية، وتتوقع آخر استطلاعات الرأي أن يصبح ثاني أكبر حزب في الانتخابات الإقليمية العام المقبل. 

ويقول المنتقدون إن السلطات فشلت لسنوات في أخذ تهديد اليمين المتطرف على محمل الجد. 

وقالت صحيفة بيلد: "لا يمكن للدولة أن تسمح أبدا لعصابات اليمين المتطرف بأن تسيطر على شوارعنا" مضيفة أن على برلين في الوقت ذاته ترحيل الأجانب المجرمين. 

وأضافت الصحيفة "لفترة طويلة لم يتم التحرك، ولهذا السبب فإن الثقة في الدولة تهتز. ولهذا السبب يعتقد العنصريون مثل أولئك في مدينة كيمنيتس أنهم يستطيعون أن يفعلوا ما يريدون. لا شيء يمكن أن يكون أكثر خطراً على بلادنا من ذلك". 

وقالت صحيفة فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ: "عندما تصبح مطاردة الأجانب ممكنة يكون قد تم التخلي عن حكم القانون.. الآن يواجه حكم القانون والشرطة اختبارا". وقالت صحيفة فيلت: "لا يمكن أن تكون هناك منطقة عنف، لا يوجد شيء اسمه أمن جزئي". أ ف ب