هل يستطيع الإسلام الإندونيسي المعتدل التصدي للتطرف؟

لطالما اعتبرت إندونيسيا نموذجا للإسلام المعتدل، ولكن في السنوات الأخيرة تزايد نفوذ مسلمين متطرفين في أكبر دولة في العالم الإسلامي. الفيلم الوثائقي "إندونيسيا - صراع من أجل التنوع؟" يسلط الضوء على واقع التعايش الديني في إندونيسيا.

يسلط الفيلم الوثائقي الضوء على إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، حيث يبلغ تعداد سكان إندونيسيا 270 مليون نسمة، يعيشون على أكثر من 17000 جزيرة.

بعد انتهاء فترة الحكم الديكتاتوري بقيادة سوهارتو في عام 1998 تحولت البلاد إلى دولة نموذجية للتوافق بين الديمقراطية والإسلام.

ولكن في السنوات الأخيرة تزايد نفوذ دعاة إسلاميين من أصحاب خطاب الكراهية، قوضوا التسامح الديني، حيث تشعر الأقلية المسيحية في إندونيسيا بصفة خاصة بأنها تعاني من التهميش بشكل متزايد.

اندونيسيا: صراع من أجل التنوع وإرث التسامح

يبدأ الفيلم في إقليم آتشيه الواقع في أقصى شمال جزيرة سومطرة، والذي تطبق فيه أحكام الشريعة الإسلامية، وتقام فيه الحدود مثل حد الجلد الذي يقام في الساحات العامة هناك على كل من يتناول الخمر أو من يمارس الجنس قبل الزواج أو من يمارس الجنس المثلي، إلخ.

إل أن الأمر لا يقتصر فقط على إقليم آتشيه، فهناك أجزاء أخرى في إندونيسيا تظهر فيها ميول نحو رؤية محافظة وأحيانا راديكالية للإسلام، وهذا يتضح جليا في ازدياد عدد اللواتي يرتدين الحجاب، كما أن المنقبات في تزايد مستمر.

..................

طالع أيضا:

ما مدى نجاعة المقاربة الاستباقية والدينية في محاربة التطرف في إندونيسيا؟

لماذا يريد 72% من سكان إندونيسيا الشريعة الإسلامية

...................

 

"للأسف إندونيسيا ليست محصنة ضد التعصب المتزايد على مستوى العالم!"، هكذا تقول ييني وحيد، السياسية التي كثيرا ما ينظر إليها كرئيسة مستقبلية للبلاد، وهي إبنة أول رئيس بعد الحقبة الديكتاتورية.

تدعو بيني إلى الإنفتاح على العالم، وتتبنى وجهة نظر ليبرالية فيما يخص الإسلام، وتدافع دائما عن دستور إندونيسيا العلماني.

ييني وحيد تلاحظ أيضا عملية الأسلمة الزاحفة على المجتمع في إندونيسيا، وميل السياسيين لتقديم تنازلات أكثر للراديكاليين والجماعات الشعبوية.

الفيلم الوثائقي "إندونيسيا - صراع من أجل التنوع؟ يتساءل عما إذا كان هذا البلد يستطيع أن يتحمل ضغوط المتطرفين؟