هكذا تنافس تركيا الصين في أفريقيا

إردوغان في تنزانيا في أفريقيا.
إردوغان في تنزانيا في أفريقيا.

إردوغان وصف تركيا سابقا بأنها دولة "أفريقية-يوروأسيوية" لقربها من ليبيا عبر المتوسط وزار ثلاثين دولة إفريقية من أصل 54 إلى عام 2021 وارتفع عدد السفارات التركية بأفريقيا من 12 إلى 43 منذ 2002، وباتت شركة الخطوط الجوية التركية تؤمن رحلات إلى أكثر من 60 وجهة أفريقية. فما مشاريع تركيا في أفريقيا؟

إردوغان كسب الرهان في تعزيز الشراكة بين تركيا وأفريقيا: استفاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي خرج للتو من أزمة جديدة مع الغربيين (أكتوبر / تشرين الأول 2021)، من جولة إفريقية قام بها في الآونة الأخيرة عشية قمة مجموعة العشرين في روما، لتعزيز روابط تركيا بالقارة.

من الألغام إلى قطاعات الصحة والطاقة والبنى التحتية، كلها مواضيع تهم رجال الأعمال الأتراك الذين يكثفون الشراكات ويقدمونها على أنها اتفاقات مفيدة للطرفين.

مع ابتعادها شيئا فشيئا عن أسواقها الأوروبية المعتادة، زادت تركيا تبادلاتها التجارية مع أفريقيا بخمسة أضعاف من 5,4 مليار دولار في 2003 حين وصل إردوغان إلى السلطة وصولا إلى 25,4 مليار دولار في 2020.

والرئيس التركي العائد من جولة شملت أنغولا وتوغو ونيجيريا في وقت توترت فيه علاقاته مجددا مع الولايات المتحدة وكندا وثماني دول أوروبية، أعلن خلال منتدى اقتصادي حول إفريقيا في إسطنبول مؤخرا عزمه زيادة هذه التبادلات بثلاثة أضعاف.

أحد المجالات الاستراتيجية والحساسة لهذا التعاون يتعلق بالدفاع الذي حققت فيه تركيا في الآونة الأخيرة نجاحا عبر طائراتها المسيرة التجارية والعسكرية، كما حصل في ليبيا.

من صناعات الدفاع إلى الزراعة والصحة

وقال الأستاذ في جامعة العلوم الاجتماعية في أنقرة مرسال بيرم إن "صناعات الدفاع تقدم فرصا جديدة".

وأضاف "لكن تركيا يمكنها أيضا ان تقدم خبرتها في عدة مجالات مثل الزراعة والصحة، على سبيل المثال عبر بناء مستشفيات كما حصل في السودان والصومال وليبيا".

وإردوغان الذي وصف في السابق تركيا على أنها دولة "أفريقية-يوروأسيوية" بسبب قربها من ليبيا عبر المتوسط، زار ثلاثين دولة إفريقية من أصل 54.

ارتفع عدد السفارات التركية في القارة من 12 الى 43 منذ 2002، وباتت شركة الخطوط الجوية التركية تؤمن رحلات إلى أكثر من 60 وجهة.

وقال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية نائل أولباك لوكالة فرانس برس إن "السبب الأبرز لاهتمامنا المتزايد بتركيا، هو أننا نرى القدرات".

 

الرئيس التركي إردوغان في الجزائر. Turkish President Recep Tayyip Erdogan attends a ceremony at the Algerian Martyrs monument in Algiers, Algeria, 26 February 2018 (photo: Kayhan Ozer/Pool Photo via AP
الجزائر من أبرز مزودي أنقرة بالغاز الطبيعي: وبهذا "خفضت تركيا اعتمادها على روسيا وإيران" في ظل حاجة أفريقيا الملحة لبنى تحتية كالكهرباء والجسور والمياه العذبة ومعالجة النفايات وهي مجالات تبرع فيها الصناعات التركية. قامت شركات تركية ببناء مسجد في غانا وملعب رياضي مغلق في رواندا وحوض سباحة أولمبي في السنغال وتعمل على بناء مطار في السودان. من الألغام إلى قطاعات الصحة والطاقة والبنى التحتية كلها مواضيع تهم رجال الأعمال الأتراك الذين يكثفون الشراكات ويقدمونها على أنها اتفاقات مفيدة للطرفين. ومع ابتعادها تدريجيا عن أسواقها الأوروبية المعتادة زادت تركيا تجارتها مع أفريقيا بـ5 أضعاف من 5,4 مليار دولار في 2003 حين وصل إردوغان إلى السلطة وصولا إلى 25,4 مليار دولار في 2020. والرئيس التركي العائد من جولة شملت أنغولا وتوغو ونيجيريا في وقت توترت فيه علاقاته مجددا مع الولايات المتحدة وكندا و8 دول أوروبية أعلن خلال منتدى اقتصادي حول إفريقيا في إسطنبول عزمه زيادة هذه التبادلات بـ3 أضعاف. مجال التعاون في الدفاع استراتيجي وحساس وحققت فيه تركيا نجاحا بطائراتها المسيرة التجارية والعسكرية كما حصل في ليبيا.

 

وأشار على سبيل المثال إلى الحاجة الملحة للقارة للبنى التحتية، من الكهرباء إلى الجسور والمياه العذبة أو معالجة النفايات، وهي مجالات تبرع فيها الصناعات التركية.

قامت شركات تركية أساسا ببناء مسجد في غانا وملعب رياضي مغلق في رواندا وحوض سباحة أولمبي في السنغال وتعمل حاليا على بناء مطار في السودان.

من جانب آخر، أصبحت الجزائر أحد أبرز مزودي أنقرة بالغاز الطبيعي ما أتاح لها "خفض اعتمادها على روسيا وإيران" كما أوضح بيرم.

بالنسبة للمسؤولين الأفارقة فإن الشركات التركية تقدم وظائف وسلع بأسعار تنافسية تقارن في معظم الأحيان بالمنافسين الصينيين، المستثمرون الحاضرون دوما في القارة.

وقال وزير التجارة والصناعة التنزاني كيتيلا مكومبو خلال منتدى إسطنبول الذي شارك فيه أربعون وزيرا تركياً وأفريقياً، إن "تركيا بالنسبة إلينا صديق موثوق يريد الاستثمار في أفريقيا".

من جهته، عبر مدير مكتب الاستثمارات الأوغندي موريسون رواكاكامبا عن رغبته في أن يهتم الأتراك بالزراعة والصناعات الزراعية في بلاده.

وقال لوكالة فرانس برس "مع تركيا، العلاقة ترتكز على أساس مصالح متبادلة وشراكة مفيدة للطرفين، وهي أساسا نقطة انطلاق جيدة".

والوقت ملائم خصوصا وأن الليرة التركية وصلت الى أدنى مستوياتها ما يجعل الصادرات أكثر تنافسية.

وأكد مظفر سوات أوتكو نائب رئيس العلاقات الدولية في مصرف الاستثمار "اكتيف بانك" الذي يقدم نفسه على أنه "بنك التجارة الخارجية مع أفريقيا"، أن هذا التبادل "يرتفع بسرعة كبرى".

وقال إن "مصدرينا ومستثمرينا في اجتماعات بدون توقف في أفريقيا".

يشير بعض المحللين إلى أن تركيا أدارت علاقاتها مع أفريقيا بشكل أفضل بكثير مما فعلت الصين التي أغرقت مشاريعها في معظم الأحيان الدول النامية في الديون.

 

 

تنافس تركيا مع الصين في أفريقيا

وقال الباحث في العلاقات الدولية في جامعة جنيف فيديريكو دونيلي "إذا قارنّا بين تركيا والصين، نرى الفارق بالنسبة للسكان".

وأضاف "السكان المحليون معنيون أكثر مع تبادل خبرات في بعض الأحيان".

وقد أثارت السياسة الخارجية لإردوغان بانتظام توترات مع الغرب، ويتهمه منتقدوه بأنه تنقصه الاستراتيجية.

لكن في أفريقيا، يعتبر الخبراء أن الرئيس التركي يعتمد مقاربة مدروسة أكثر.

وقال بيرم "إنها خطة على المدى الطويل، وليس على المدى القصير" مشيرا إلى الاستثمارات في قطاعي الصحة والتعليم والتدريب ومكانة المرأة. أ ف ب 28 / 10 / 2021

 

 

[embed:render:embedded:node:43637]