"مصر هبة النيل"..مخاوف من سد النهضة

يثير مشروع سد النهضة نزاعاً حول احتياجات إثيوبيا التنموية مقابل مخاوف مصر بشأن انقطاع مصادر المياه من شريان الحياة الأزرق.
يثير مشروع سد النهضة نزاعاً حول احتياجات إثيوبيا التنموية مقابل مخاوف مصر بشأن انقطاع مصادر المياه من شريان الحياة الأزرق.

نهر النيل يشكل شريان الحياة في مصر، وهذا معروف منذ آلاف السنين. والآن هناك مخاوف من سد النهضة تذكر بجفاف وقع في عصر بناة الأهرام واستمر سبع سنوات، ولجأ خلالها المصريون إلى حل لا يمكن لهم أن يفعلوه الآن.

ينسب للمؤرخ الإغريقي هيرودوت (عاش حوالي 484 ق.م – 425 ق.م) مقولة شهيرة هي "مصر هبة النيل"، فنهر النيل هو شريان الحياة لمصر إذ يوفر لها 90 في المئة من مياهها العذبة.

وفي عصورنا الحديثة لم يسبق أن خشي المصريون انحباس مياه النهر عنهم، بنفس القدر الذي يخشونه حاليا بسبب سد النهضة الإثيوبي.

غير أن معاناة المصريين من انحسار مياه النهر وغياب الفيضان، مسألة كانت حاضرة قبل آلاف السنين. فهناك نقش على لوح من الجرانيت يحكي قصة جفاف استمر سبع سنوات، كف فيها النيل عن الفيضان في دورته السنوية المعتادة في عهد الملك المصري القديم زوسر، الفرعون الثاني في الأسرة الثالثة الفرعونية، التي تمثل بداية عصر بناة الأهرام.

وعلى الرغم من أن كاتب الأحرف الهيروغليفية في جزيرة سهيل النيلية قرب مدينة أسوان في جنوب مصر كان يعيش قبل أكثر من 4000 عام، إلا أن مشاعر القلق إزاء جريان النهر بإيقاعه الطبيعي ليست أقل اليوم مما كانت عليه في الزمن القديم.

 

[embed:render:embedded:node:41953]

 

وقال عبد الحارس محمد (52 عاما)، وهو من سكان أسوان، ويعمل في نقل السياح بالقوارب النيلية إن "النيل ما بقاش يجيب (لم يعد يصل إلى) منسوبه الأصلي في الزيادة الشتوية أو في الزيادة الصيفية، ما نعرفش إيه السبب".

ويقول المسؤولون إن نصيب الفرد من المياه العذبة سنويا وصل إلى حوالي 570 مترا مكعبا، ويعتبر الخبراء أي دولة فقيرة مائيا إذا قلت إمداداتها عن 1000 متر مكعب للفرد في العام.

وينحي الخبراء باللائمة على النمو السكاني وتغير المناخ وسد النهضة العملاق للطاقة الكهرومائية، الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، وتصفه السلطات المصرية بأنه تهديد لأمنها المائي. وتقول إثيوبيا إنها وضعت احتياجات مصر والسودان في الاعتبار في عملية بناء سد النهضة وعمليات الملء المقررة للخزان.

 

أين كانت إثيوبيا عندما كان اجدادي يشيدون هذه الحضارة على ضفاف النيل قبل٧ ألاف سنة هل يوجد فى التاريخ حق أوضح من حق مصر فى النيل إن لم يأتى مجلس الأمن بالماء إلينا فنحن سنأتي به من اقصر الطرق وإن كان الأجداد رفضو تسليم هذا الجيل أرضه محتله ورايتة منكسة فلن نكون الجيل الذى ضيع نيله pic.twitter.com/ypDeNPclu0

— حماده ✌ (@kyBaaLuIzEbMxxX) June 30, 2020

 

 

وفي حين لا يزال من الممكن أن تجد مصريين الآن يشعرون بالتعاطف مع الملك زوسر في محنته، إلا أن الإجراءات التي اتخذها لمواجهة الجفاف لن تحظى بدعم كبير اليوم. فقد عمل الفرعون القديم بنصيحة إمحوتب، مصمم هرمه المدرج الشهير في سقارة، بتقديم قربان لما كان المصريون يعتبرونه الإله الذي يتحكم في جريان مياه النيل (خنوم).

وقال عالم الآثار المصري زاهي حواس: "ظلت مصر تعاني من المجاعة سبع سنوات، وقام (الملك زوسر) بتشكيل مجلس… وقال له إمحوتب: علينا تقديم قربان إلى خنوم… لأن خنوم يتحكم في مياه النيل”. وأضاف “النيل هو روح مصر".

 

المصدر: رويترز & دويتشه فيله 2020