التكنولوجيا الخضراء ...... طموحات كبيرة ومعوقات سلوكية

تشهد الأراضي الفلسطينية اهتماما كبيرا بالقضايا البيئية واستخدام التكنولوجيا الخضراء وتسعى المؤسسات والمراكز التعليمة بالنهوض بالفكر البيئي وتقويم سلوكيات أفراد المجتمع في القضايا البيئية. مهند حامد يستعرض بعض المشاريع البيئية الرائدة وكذلك المعوقات التي تقف أمام الوصول إلى وعي بيئي شامل.

مشروع السيارة النظيفة، الصورة مهند حامد
نجاح متميز لفريق كلية الهندسة والتكنولوجيا في جامعة بولتيكنك فلسطين بتطوير نموذج للسيارة الكهربائية

​​

يعد مركز التعليم البيئي الذي تأسس عام 1992 التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي الفلسطينية غير الربحي من أهم المراكز الناشطة في مجال البيئة في الأراضي الفلسطينية والذي يهدف الى خلق جيل يساعد في تحسين البيئة الفلسطينية، وكذلك نشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع، كما يقول مدير المركز سمون عوض. ويضيف أن المركز يسعى إلى تغيير سلوكيات المجتمع لصالح القضايا البيئية وتثقيفهم وحثهم على الحفاظ على البيئة. وفي هذا الإطار أشار عوض إلى تأسيس نواد بيئية للنهوض بالفكر البيئي الفلسطيني الذي استطاع من خلال هذه البرامج زيادة الاهتمام بالقضايا البيئية والحد من الكثير من السلوكيات الخاطئة اتجاه البيئة الفلسطينية. كما يسعى المركز إلى حشد التأيد الدولي لدعم البيئة الفلسطينية وتشجيع السياحة البيئية في الأراضي الفلسطينية.

وعقد المركز مؤخرا "المؤتمر الفلسطيني الأول للتوعية والتعليم البيئي" الذي ضم عشرات الخبراء والمختصين في مجال البيئة وعددا كبيرا من الطلبة والمهتمين، الذي يعالج قضايا التوعية والتعليم البيئي تحت إطار "المسؤولية الفردية والجماعية"، كما يقول مدير المركز والمؤتمر سمون عوض: "أي نطلب من المجتمع الفلسطيني تحمل مسؤوليته تجاه تحسين البيئة ، والوقوف على مخاطر وسلوكيات التعدي على المصادر الطبيعية". كما هدف المؤتمر إلى حشد الرأي العام الفلسطيني لصاح القضايا البيئية ، وتوجيه الرأي العام للمحافظة على البيئة بشكل أكبر. وأضاف عوض استطعنا في المؤتمر توجيه الأنظار نحو القضايا البيئية ونسعى لتعزيز المسؤولية البيئية لتحقيق التنمية المستدامة بالحافظ على الطبيعة. وكان المؤتمر فرصة للحد من المعيقات التي تحول دون التقدم بالوعي والمعرفة البيئية الفردية والجماعية وتطورنا كمجتمع في القضايا البيئية ولتبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال، كما يقول عوض.

البيئة في المناهج الفلسطينية

سمون عوض
تفتقر المناهج التعليمة في الأراضي الفلسطينية للخبرات والكوادر التعليمية، كما يبين عوض الذي يعمل مشرفا على إعداد منهاج كتاب "الصحة والبيئة"

​​ وتفتقر المناهج التعليمة في الأراضي الفلسطينية للخبرات والكوادر التعليمية، كما يبين عوض الذي يعمل مشرفا على إعداد منهاج كتاب "الصحة والبيئة" الذي يدرس للمرحلة المتوسطة. وسيضيف أن هذا المناهج متطور من ناحية المعلومات، ولكنه يفتقد للتوجيه وممارسة النشاطات ولا يتم تعليمه بأساليب فعاله. كما أكد أن المركز ينظم دورات تدريبية للكادر التعليمي للمدارس للنهوض بهذه الأجيال لتكون واعية ومتربية على مفاهيم بيئية ولتكون قادرة على التغير والحفاظ على البيئة. ويرى كذلك "أن الوعي البيئي الفلسطيني متدن وهذا ملاحظ في المدارس وفي السلوكيات والتعديات على البيئة وفي شوارع والحياة العامة".

"مكبات النفايات" مصدر تلويث للبيئة ومصدر رزق لفلسطينيين

وتعتبر المخلفات المنزلية المصدر الرئيس للنفايات في الأراضي الفلسطينية التي تفتقر للمعالجة البيئية من خلال إعادة تدويرها واستخدامها والتخلص منها في مكبات صحية وبيئية، حيث أصبحت مصدر قلق للبيئة الفلسطينية وخطرا يتهدد الأطفال الذين يتخذون من هذه المكبات مصدر عمل ومصدر كسب لرزقهم من بيعهم قطع الخردة والمعادن التي يجمعونها من مكبات النفايات ويقومون بحرق المواد البلاستكية والنفايات لاستخلاص المعادن التي ينتج عنها سحب كثيفة من الدخان في المناطق المؤهلة بالسكان وفي الأراضي الزراعية وثم يتم تجميعها من قبل تجار فلسطينيين وخصوصا في قرية إذنا غرب مدينة الخليل التي أصبحت مركزا لتصدير هذه الخردة لإسرائيل. وفي هذا الإطار تقدم المؤسسات الدولية والأوروبية مساعدتها للفلسطينيين في التخلص من النفايات ومعالجتها بطرق بيئية وصحية مما ساهم في الحد من مخاطر هذه التجمعات والمكبات.

الطاقة البديلة لخدمة التجمعات البدائية

مشهد حرق الإطارات
مخلفات بيئية تفتقر للمعالجة الصحيحة

​​

وفي بيوت من الصفيح وكهوف من العصور القديمة وتجاويف وكهوف تأوي سكان قرية "امينزيل" في مدينة يطا جنوب الأراضي الفلسطينية ،مجتمعا بدائيا في طريقة عيشهم أصبحوا نموذجا لاستغلال الطاقة البديلة من خلال إقامة مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، استطاعوا من خلاله إنارة كهوفهم التي غصت بالظلام طوال السنين الماضية. وفي هذا الصدد يقول رئيس المجلس القروي في لقرية "امينزيل" محمد علي الرشيد "الطاقة الشمسية مثلت لنا بداية الأمل ومنحتنا الفرصة لإضاءة النور على قريتنا المهشمة والنائية ، سهلت حياتنا بعض الشيء ، وشجعتنا على البقاء والاستمرار في هذا المكان الذي يفتقر لأي خدمات".

فكانت بمثابة الحلم أن تضاء عتمة الكهوف لهم بالرغم من قرب مستوطنة " بيت أتير" التي رفضت تزويد البلدة بأية خدمات بالرغم من أنها أقيمت على أرضهم كما يقول رشيد، ونفذا هذا المشروع "الأخضر" من قبل مؤسسة اسبانية بالتعاون مع جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس الذي قاموا بتزويد عدد من القرى النائية بطاقة الكهربائية المستمدة من الطاقة الشمسية.
.
وفي نموذج آخر في استخدام التكنولوجيا الخضراء تمكن فريق من كلية الهندسة والتكنولوجيا في جامعة بولتيكنك فلسطين من تصميم وتسيير سيارة تعمل على الطاقة الشمسية ، تتسع لراكب واحد كخطوة متقدمة في مجال استغلال الطاقة الشمسية . وأنجز هذا المشروع طلبة من دائرة الهندسة الميكانيكية لجامعة البولتيكنك ،الذي يهتم بإنتاج ودعم مشاريع صديقة للبيئة ، "هذه الإستراتجية بدأ التحضير لها منذ 4 سنوات وضمت مشاريع مميزة مثل استخدام الهيدروجين لتشغيل محرك سيارة بدلا من البنزين واستخدام الوقود الحيوي ومشاريع أخرى تسيير السيارات على الكهرباء فقط. ومن ناحية أخرى تهدف إلى الحد من تلوث البيئة الناتج عن عوادم السيارات بشكل أساسي لانعدام المصانع الملوثة للبيئة في الأراضي الفلسطينية، كما يقول مشرف المشروع الدكتور زهدي سلهب رئيس دائرة الهندسة الميكانيكية في جامعة البولتيكنك.
وبالرغم من الاهتمام وتحسن البيئة وزيادة الوعي تجاه القضايا البيئية في الأراضي الفلسطينية ، إلا أنها بحاجة للمزيد من الوعي والاهتمام والدعم الدولي. كما تفتقر القضايا البيئية للتعاون بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي اللذين بحاجة للتعاون الإقليمي والدولي للحد من المخاطر البيئية.

مهند حامد- رام الله
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2010

قنطرة

الإسلام والمحافظة على البيئة:
"أزمة البيئة هي أيضا أزمة روحانية"
منذ سنين يدور جدل عالمي حول البيئة يربط بين الموضوعات المتعلقة بالبيئة والأخلاق الإسلامية. ولكن إلى أي مدى يمكن أن يستقي المرء من الإسلام إرشادات سلوكية للمحافظة على البيئة؟ إيرين جويرجين تحدثت حول هذا الموضوع مع الخبيرة زيجريد نوكل.

مشروع دولي ـ مصري لتنمية حي الدرب الأحمر:
مزابل تتحول الى حدائق في القاهرة
حي الدرب الأحمر في القاهرة يشهد حي الدرب الأحمر الواقع في قلب القاهرة القديمة مبادرة متميزة من مؤسسة أغا خان، الصندوق المصري السويسري للتنمية، بنك التعمير الألماني ومؤسسة فورد ومحافظة القاهرة بهدف تنميته وخاصة أنه يعد من أفقر مناطق القاهرة وأكثرها ازدحاما. نيللي يوسف قامت بزيارة للمشروع.

حوار مع الوزيرة الفلسطينية للسياحة والآثار خلود دعيبس:
غياب الوعي لدى السياسيين والسكان
الوزيرة الفلسطينية والمهندسة المعمارية المختصة بالترميم وحماية الآثار خلود دعيبس منذ إبرام اتفاقية أوسلو للسلام 1993 أصبحت السلطة الفلسطينية مسؤولة عن الإرث التاريخي والمعماري في الأراضي الفلسطينية. حوار مع وزيرة السياحة والآثار خلود دعيبس عن الجهود المبذولة لحفظ التراث المعماري