إشكاليات الهوية

كميّات كبيرة من الإصدارات تتناول "الأصولية الإسلامية" أو "الإرهاب الإسلاموي" - منها ماهو جيّد أو أقلّ جودة. صدر الآن لسعاد مخنت وكلاوديا ساوتر وميشائيل هانفيلد كتاب يعالج ظاهرة الإرهاب الإسلاموي ويحاول تفسير هذه الظاهرة. مراجعة بقلم يورغن إندريس

فلسطيني أثناء جنازة مسؤول من تنظيم الجهاد في غزة في شباط/فبراير 2004، الصورة: أ ب
فلسطيني أثناء جنازة مسؤول من تنظيم الجهاد في غزة في شباط/فبراير 2004

​​كميّات كبيرة من الإصدارات تتناول "الأصولية الإسلامية" و"الإسلاموية" أو "الإرهاب الإسلاموي" - منها ماهو جيّد أو أقلّ جودة. صدر الآن لسعاد مخنت وكلاوديا ساوتر وميشائيل هانفيلد كتاب بعنوان "أطفال الجهاد"، يعالج ظاهرة الإرهاب الإسلاموي ويحاول تفسير هذه الظاهرة. مراجعة بقلم يورغن إندريس

إنّ جميع مؤلّفي هذا الكتاب صحفيون مشهورون، وقد نشروا في هذا الصدد كتابًا جديرًا بالقراءة ومثيرًا في بعض أجزائه؛ بالرغم من أنّ تحرّياتهم الشاقة من دون شكّ لم تتمكّن من الكشف مبدئيًا عن شيء جديد وكذلك لم يتمكّن المؤلّفون الثلاثة من تحقيق هدفهم المعلن إلا بشكل جزئي. هذا الهدف حسب وصف المؤلّفين هو"البدء انطلاقًا من أولائك الذين سنتحدّث عنهم والغامضين بالنسبة لنا".

يناقش الكتاب مثلاً مجريات "الجدال الذي دار حول الرسومات الكاريكاتورية" وتاريخ نشوء الإسلام الحديث والإرهاب الإسلاموي، بالإضافة إلى سير الحياة مختلفة لإسلامويين معاصرين ومسلّحين في أوروبا وفي العالم العربي-الإسلامي.

وبالإضافة إلى ذلك قام المؤلّفون بزيارة "الجامعة الحقّانية" التي تدير شؤونها جماعة الطالبان في شمال باكستان، وبيّنوا كيف تستخدم الدعاية الإسلاموية إمكانات الإنترنت المتعدّدة ووثّقوا حتى ولو في خطوط عريضة سير حياة لمختلف "كبار" الإسلامويين: أي سيرة حياة سيد قطب وأسامة بن لادن وأبي مصعب الزرقاوي.

عنوان فرعي مضلل

يبقىالسبب الذي دفع المؤلّفين لاختيار هذا العنوان الفرعي المضلّل للكتاب "الجيل الجديد من الإرهاب الإسلاموي في أوروبا" غير مفهوم؛ إذ أن هذا العنوان الفرعي يضيّق البؤرة الجغرافية للكتاب ولا يعطي محتوياته حقّها، بلّ يزوّرها.

وعلاوة على ذلك فإنّ هذا الكتاب يضم بناءً على موضوعاته المختلفة أمورًا كثيرة في وقت واحد: تحليل لشبكات إسلاموية ووصف موجز ميكروسسيولوجي لسير حياة إسلامويين يزدادون تشدّدًا ووثائق لنظريّات المؤامرات الشائعة والتي كثيرًا ما تتناقلها الألسن وكذلك وصف لتلقّي وتفسير الأحداث وما ينجم عنها في الشرق الأدنى من خلال الإسلامويين.

لقد اختار المؤلّفون عن قصد اسلوبًا صحفيًا في تصنيف الكتاب. وهكذا فإن إعلان المؤلّفين في مقدّمة الكتاب عن أنّ "هذا الكتاب هو ريبورتاج" يعتبر بمثابة وعد وتحذير للقرّاء في وقت واحد:

وعدٌ للقرّاء بأنهم سيقضون مع الكتب ساعات مطالعة شيّقة ومفيدة (يلتزم المؤلّفون بهذا الوعد من دون شكّ)، وتحذير من أساليب الكتابة الصحفية المبالغة والتي تتعمّد أحيانًا الإثارة والدهشة أيضًا. إذ أنّ المؤلّفين "تحدّثوا بأنفسهم مع أطفال الجهاد" والتقوا "في ظلّ أجواء من السرّية والتكتّم" مع من أجروا معهم أحاديث وقدّ كانوا يبدّلون السيارات التي يستخدمونها والهواتف النقّالة، وذلك لكي "يصلوا إلى من سيجرون معهم أحاديث"، حيث الريح "تجري مسرعة" حول مركز الاندماج والناصية مليئة برياح "سريعة".

اتباع الأمة الإسلامية

في الواقع تعتبر التفسيرات المقدّمة ضمن سياق الكتاب لظاهرة الإسلاموية والإرهاب الإسلاموي ليست جديدة، لكن يتمّ عرضها بوضوح في الكتاب من خلال السير المختلفة التي تحقّق منها المؤلّفون ومن خلال بعض فقرات المقابلات.

فهكذا يُبرز الكتاب بوضوح مواضيع من بينها كيف يتطوّر الإسلام في الكثير من سير حياة الإسلامويين ليصبح مبدأًً أساسيا وحيدا وما هي العوامل المختلفة التي يمكن أن تساهم في صنع مفهوم إسلامي يزداد تشدّدًا بصورة دائمة. لا يوجد لدى "أطفال الجهاد" حسب رأي المؤلّفين وطنًا غير دينهم وجنسيّتهم هي الإسلام وهم تبعون الأمة الإسلامية العالمية.

يصف هذا الكتاب عمليات التشدّد في سياق تطوّرات سياسية عالمية أو أحداث (مثلاً دخول القوات الأمريكية إلى العراق الذي أدّى إلى زيادة عمليات التشدّد أو حتى جعلها تبدأ) وكذلك يصفها كدافع للبحث عن هوية مطبوعة بطابع من التناقضات ومعقّدة إلى أبعد حدّ وكثيرًا ما تكون مطبوعًا بالهزيمة.

سيرة حياة سيد بهائي التي أعاد المؤلّفون كتابتها كنتيجة حتمية لسلسة متسلسلة من مختلف الهزائم - على المستوى العملي والشخصي، مثال على ذلك.

من بين الحسنات الكبرى في هذا الكتاب أنّه لا يحمّل الإسلام مسؤولية ظواهر التشدّد والإرهاب، بل يبرز بشكل نموذجي الأسس التي تؤدّي إلى خلق مفهوم متشدّد للدين. وفي بعض فقرات الكتاب يتراجع المؤلّفون ويتركون الحديث لأولائك الذين يتناولوهم في كتابهم ويسعون إلى تفسير عالم أفكارهم وتصرّفاتهم.

بقلم د. يورغين إندريس
ترجمة رائد الباش
حقوق الطبع قنطرة 2006

قنطرة

في فخ المتطرفين
معظم الشباب المسلمين في هذا البلد لا علاقة لهم بالإسلاموية القائمة على إيديولوجية استبدادية. ومع ذلك فانهم يزدادون تعرضًا لخطر الوقوع في شرك المتعصبين الإسلامويين ووعودهم بالخلاص.

بين البوب والجهاد!
تكشف يوليا غيرلاخ في كتابها "بين البوب والجهاد. الشبان المسلمون في ألمانيا" عن ثقافة جديدة لدى النشء المسلم: إنها ثقافة البوب الإسلامي، كما تسميها، التي تقوم على المزاوجة بين الاستهلاك والإسلام.

الإسلام السياسي
ما هي التطورات التي تشهدها الحركات الإسلامية؟ ما هو الموقف الذي تتبناه من استخدام العنف؟ كيف تتعامل أوربا والمانيا بالذات مع هذا التيار؟ صحفيون وباحثون يتناولون في مقالاتهم وتقاريرهم ظاهرة الإسلام السياسي من جوانب مختلفة