هكذا انتقل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى المونديال

لاعب المنتخب المغربي سليم أملاح (الثاني من اليسار) يحتفل -وفي يده عَلَم فلسطين- بدخول منتخبه دور الـ16 لكأس العالم.
لاعب المنتخب المغربي سليم أملاح (الثاني من اليسار) يحتفل -وفي يده عَلَم فلسطين- بدخول منتخبه دور الـ16 لكأس العالم.

رغم أن المونديال مناسَبة رياضية عالمية لكن لوحظ انتقال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى أجوائه في قطر حيث شعر إعلاميون إسرائيليون أنهم غير مرحب بهم من قبل جماهير. متابعة شتيفان نيستلر من الدوحة.

الكاتبة ، الكاتب: Stefan Nestler

بالرغم من خلو المونديال في قطر من فريق للفلسطينيين أو الإسرائيليين وعدم تمكن هؤلاء من التأهل لكأس العالم، مع ذلك بدا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حاضرا في أجواء المونديال في قطر، حيث انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أظهر الصحفي التلفزيوني الإسرائيلي مواف فاردي يتعرض للمضايقة والهجوم من قبل مشجعين سعوديين. وتم توجيه كلمات له مثل "أنت غير مرحب بك هنا، هذه قطر، هذه بلدنا".

أحد المشجعين السعوديين الذين كانوا موجودين دافع عن نفسه لاحقًا لدى دي دبليو وقال: "الطريقة التي اقترب بها منا الصحفي الإسرائيلي كانت استفزازية جدا". وتابع المشجع أنه لم ينتقد الإعلامي الإسرائيلي بشكل شخصي ولم يكن فظا معه وإنما أعلن عن مبادئه بوضوح، وأضاف: "نحن نؤمن بفلسطين كدولة موجودة منذ مئات السنين. هذا هو الصراع، وليس الصراع بين اليهود والمسلمين أو المسيحيين".

طرد إعلامي إسرائيلي من سيارة أجرة

بالنسبة للصحفي التلفزيوني الإسرائيلي أميت ليفينتال، فإن البطولة في قطر هي بالفعل كأس العالم الرابعة له. وهو يشعر "بأمان كبير" ومعظم المشجعين العرب الذين يتحدث إليهم رائعون، بحسب وصفه. ومع ذلك، فإن تغطيته الصحفية في قطر "صعبة" ويقول "هذه حقيقة. وعلينا أن نتعامل مع كراهية بعض المشجعين العرب هنا". على سبيل المثال، تم طرد موظف معنا من سيارة الأجرة من قبل سائق فلسطيني. أيضا اقتحمت مجموعة من 20 شخصا على الأقل الاستوديو التلفزيوني وهتفوا "فلسطين حرة" داخل استوديو التلفزيون وبعد خمس دقائق، تمكنت قوات الأمن القطرية من إخراجهم.

 

آلاف المشجعين الإسرائيليين سافروا إلى قطر لحضور كأس العالم - الصورة في تل أبيب. Israelische WM-Besucher beim Check-in am Flughafen in Tel Aviv; Foto: Mosafa Alkharouf/AA/picture-alliance
آلاف من مشجعي كرة القدم الإسرائيليين سافروا إلى قطر لحضور كأس العالم: بالنسبة للصحفي التلفزيوني الإسرائيلي أميت ليفينتال، فإن البطولة في قطر هي بالفعل كأس العالم الرابعة له. إنه يشعر "بأمان كبير" ومعظم المشجعين العرب الذين يتحدث إليهم رائعون، بحسب وصفه. ومع ذلك، فإن تغطيته الصحفية في قطر "صعبة" ويقول "هذه حقيقة. وعلينا أن نتعامل مع كراهية بعض المشجعين العرب هنا". على سبيل المثال، تم طرد موظف معنا من سيارة الأجرة من قبل سائق فلسطيني. أيضا اقتحمت مجموعة من 20 شخصا على الأقل الاستوديو التلفزيوني وهتفوا "فلسطين حرة" داخل استوديو التلفزيون وبعد خمس دقائق، تمكنت قوات الأمن القطرية من إخراجهم. ووفقا للفينتال ليس الإعلاميون فقط هم الذين واجهوا صعوبات، ولكن أيضا الآلاف من مشجعي كرة القدم الإسرائيليين، الذين سافروا إلى قطر لحضور كأس العالم. "العديد من المشجعين لديهم شعور سيء لشعورهم بأنهم مكروهون من قبل بعض المشجعين، كما تواجههم أعلام فلسطين في كل مكان".

 

ووفقا للفينتال ليس الإعلاميون فقط هم الذين واجهوا صعوبات، ولكن أيضا الآلاف من مشجعي كرة القدم الإسرائيليين، الذين سافروا إلى قطر لحضور كأس العالم. "العديد من المشجعين لديهم شعور سيء لشعورهم بأنهم مكروهون من قبل بعض المشجعين، كما تواجههم أعلام فلسطين في كل مكان".

لاعبون مغاربة بعلم فلسطين

رفع الأعلام الفلسطينية لم ينحصر على شوارع قطر فقط، حيث يُشاهد العديد من المشجعين وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، بل تعداه أيضا داخل الملاعب. فمثلا رُفعت الأعلام الفلسطينية في المباراة بين المغرب وكندا، والتي انتهت بفوز المغرب على كندا، كما رفع اللاعبان المغربيان جواد الياميق وسليم أملاح، اللذان شاركا كبديلين في المباراة، العلم الفلسطيني. وعادة تسمح الفيفا برفع أعلام الدول المشاركة في المباراة فقط.

أيضا شهدت مباراة تونس مع فرنسا، والتي انتهت بفوز تونس بنتيجة 1-صفر، اقتحام مشجع لأرض الملعب حاملا علم فلسطين، وعندما تمكن أفراد الأمن من القبض عليه واقتياده خارج الملعب، طالبهم اللاعبون التونسيون بالتعامل معه برفق.

من جهته يعتقد المشجع التونسي محمود أن الإجراءات والصعوبات التي يواجهها الصحفيون الإسرائيليون في قطر "طبيعية تمامًا"، مع الأخذ في الاعتبار تصرفات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وقال لِـ دويتشه فيله: "لا يمكن للإسرائيليين أن يفعلوا ما يفعلونه هناك وبعد ذلك يتوقعون منا أن نعانقهم"، وتابع: "هذا ببساطة ليس عدلاً".

 

مباراة تونس وفرنسا شهدت اقتحام مشجع لأرض الملعب حاملا علم فلسطين Überschlag eines tunesischen Flitzers mit Palästina-Fahne beim WM-Spiel Tunesien gegen Frankreich; Foto: Matteo Ciambelli/De Fodi Images/picture-alliance
رفع الأعلام الفلسطينية لم ينحصر على شوارع قطر فقط، حيث يُشاهد العديد من المشجعين وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، بل تعداه أيضا داخل الملاعب: فمثلا أيضا شهدت مباراة تونس مع فرنسا، والتي انتهت بفوز تونس بنتيجة 1-صفر، اقتحام مشجع لأرض الملعب حاملا علم فلسطين، وعندما تمكن أفراد الأمن من القبض عليه واقتياده خارج الملعب، طالبهم اللاعبون التونسيون بالتعامل معه برفق. ورُفعت الأعلام الفلسطينية في المباراة بين المغرب وكندا، والتي انتهت بفوز المغرب على كندا، كما رفع اللاعبان المغربيان جواد الياميق وسليم أملاح، اللذان شاركا كبديلين في المباراة، العلم الفلسطيني. وعادةً تسمح الفيفا برفع أعلام الدول المشاركة في المباراة فقط. من جهته يعتقد المشجع التونسي محمود أن الإجراءات والصعوبات التي يواجهها الصحفيون الإسرائيليون في قطر "طبيعية تمامًا"، مع الأخذ في الاعتبار تصرفات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وقال لـ دويتشه فيله: "لا يمكن للإسرائيليين أن يفعلوا ما يفعلونه هناك وبعد ذلك يتوقعون منا أن نعانقهم"، وتابع: "هذا ببساطة ليس عدلاً".

 

تقارب حذر لبعض الدول العربية

من الواضح أن الرئيس التونسي قيس سعيد على سبيل المثال، والذي يتولى منصبه منذ عام 2019، انحاز إلى جانب الفلسطينيين في الصراع. وهو يرفض التقارب الحذر بين بعض الدول العربية وإسرائيل، في حين أقامت دول مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في عام 2020 بموجب ما يسمى "اتفاقيات إبراهيم". وفي وقت لاحق، حذا المغرب والسودان حذوهما. فيما تواصل المملكة العربية السعودية رفض العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، لكنها فتحت مجالها الجوي للطائرات الإسرائيلية في الصيف الماضي، وهو ما اعتبر علامة على الانفراج بين الدولتين.

وبناء على طلب الفيفا، سمحت قطر أيضا برحلات جوية مباشرة من إسرائيل، ولكن فقط خلال فترة كأس العالم. حيث أعلن الاتحاد العالمي لكرة القدم بفخر أن الإسرائيليين والفلسطينيين يأتون الآن إلى قطر معا. وهو ما جعل رئيس الفيفا جياني إنفانتينو يصرح عن الفلسطينيين والإسرائيليين "إنهم يطيرون معا ويستمتعون بكرة القدم معا"، واعتبرها علامة على أن "العلاقات في الشرق الأوسط آخذة في التحسن".

ومع ذلك، تُعتَبر قطر من أهم الحلفاء والجهات المانحة لمنظمة حماس الفلسطينية. وتأمل إسرائيل في أن تتمكن قطر من الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

"الاحترام هو وصية الساعة"

 

לא אנחנו צילמנו. לא אנחנו העלנו. ולא שאלנו על דעתם על ישראל. https://t.co/nM4JSaeLer

— Moav Vardi (@MoavVardi) November 27, 2022

 

 

وأوصت الحكومة الإسرائيلية مشجعي كرة القدم الإسرائيليين والمراسلين في قطر بالتصرف بحذر وعدم استفزاز أي شخص أو إعلامه بفظاظة أنهم قدموا من إسرائيل. ويقول الصحفي التلفزيوني ليفينتال "بالطبع هذا ليس مثاليًا. أفضل أيضًا أن أقول إنني من إسرائيل وأنني أشعر بالرضا حيال ذلك بدلاً من إخفاء هويتي". وتابع: "لكن من الأفضل أن تكون ذكيًا على أن تكون شجاعًا جدًا في هذا الموقف. أنا أتفهم مدى تعقيد الأمر".

وبالنسبة له، فإن الأولوية هي عدم وقوع اشتباكات عنيفة خلال كأس العالم. "الاحترام المتبادل هو وصية الساعة"، ومن المؤكد أن كأس العالم توفر فرصة "لمزيد من الاستقرار وربما حتى السلام في المنطقة"، كما يقول الصحفي الإسرائيلي. ويوضح ليفينتال: "بطولة كأس العالم تساعد الناس على الاقتراب بعضهم من البعض. علينا أن نحترم ثقافتهم، وعليهم أن يفهموا ثقافتنا - ثم نلتقي في المنتصف".

 

شتيفان نيستلر - الدوحة

ترجمة: علاء جمعة

حقوق النشر: دويتشه فيله 2022

 

 

ar.Qantara.de