شاهد الرجل الذي تنبأ بمستقبل العرب

https://www.youtube.com/watch?v=nEu3Nuxx7Us

لمن لا يعرف إدوارد سعيد، هو مفكّرٌ وناقدٌ أدبي، وأحد الذين غيّروا شكل العالم، بعمق تأثيره، وتنوع نشاطاته، في السياسة والأدب والفكر والفن والثقافة. وُلد في القدس، فلسطينَ، عام 1935، لأسرة مسيحية ميسورة، وتوفيّ في أميركا عام 2003 بعد صراعٍ استمر 12 سنة مع اللّوكيميا (سرطان الدم). تخصص في الأدب الإنگليزي، وحصل على الماجستير والدكتوراة من هارفارد، حتّى فاز بجائزة أفضل ناقد، فلفتَ الأنظار إليه. بدأ حياته العملية أستاذًا متنقّلًا بين كبرى الجامعات الأميركية، استقرَّ به المقام في جامعة كولومبيا أستاذًا للغة الإنگليزية وآدابها، والأدب المقارَن. لعلّ كتابه ”الاستشراق“ كان أهمَّ كتبه، بل صار لازمةً لاسمه، فلا يُذكر الشرق في ثنائيّة مع الغرب، إلا ونجد الإحالة إلى إدوارد كمؤسس لمنهجيّة نقد الاستشراق، ومتعقِّبٍ للمنتجات السياسيّة التي خلّفها الاستشراق، وممارسٍ للفعل النضالي ضدّ مؤسساته. وشارك في تأسيس دراسات ما بعد الاستعمارية. كان مدافعًا عن الحريّات، وحقوق الإنسان، وحق الشعب الفلسطيني، حتّى وصفته الصحافة بـ”الصوت الأكثر قوّة لفلسطين”. بدأ ذلك بعد هزيمة العرب في يونيو 1967، انكبَّ على شرح قضيّة فلسطين في الولايات المتحدة، وكان عضوًا مستقلًا في المجلس الوطني الفلسطيني قبل أن يستقيل 1991 بسبب معارضته الشديدة لسياسة ياسر عرفات التقرّبيّة من إسرائيل، عدّه خائنًا للقضيّة متبرئًا من التاريخ الفلسطيني حين وقّع على معاهدة أوسلو. وراح يواصل نضاله الفكري والسياسي على نطاق أكبر، واشتدّت حينها مناهضته لما يُسمى بعمليّة السلام وعدّها تمثيليّة ، حتى بدا صوتًا وحيدًا للمقاومة في جوّ يلوّثه اليأس. حازت مذكراته “خارج المكان”، سنة 1999 على العديد من الجوائز. بقي إدوارد كذلك، شعلةً نشطة في مجالات اهتمامه، حتّى آخر حياته. هذا لمن لا يعرفُ سعيدًا.. ولمن يعرفه، فهذا الفلم الوثائقي، نافذةٌ جديدةٌ، أو محاولةٌ لقراءة جديدة لإدوارد سعيد، الابن، والزوج، والوالد.. إدوارد سعيد الفنان والأديب.. عن قصة مجيئة إلى أميركا، وزيارته لفلسطين، عن ردة فعله التي لم نعرفها بخصوص “الاستشراق”، عن روتين يومه، وسر علاقته بمنظمة التحرير الفلسطينية، من ياسر عرفات حتّى محمود درويش، وقصيدته “طباق”. عن نيويورك والقدس والناصرية والقاهرة، عن والموسيقا والمظهر البريطاني، عن حرب 67، واتفاقية اوسلو، إدوارد حيًّا، وميتًا، في عيون أهل بيته، مريم سعيد، زوجته، ونجلاء سعيد، ابنته.