جلبير الأشقر: ترشيح بشّار الأسد لجائزة نوبِل للسلام

أفلا يحقّ لأنصار بشّار الأسد إذاً أن يرشّحوه إلى جائزة نوبِل للسلام تكريماً لتسبّبه في موت ما يناهز المليون من شعب سوريا وتحويل نصف البلاد إلى أطلال وتشريد نصف شعبها؟

ولمَ لا، أفلا تشمل قائمة الحائزين على جائزة نوبِل للسلام بعض مجرمي الحرب البارزين؟ فلو اكتفينا بالسنوات الخمسين الأخيرة، لوجدنا أن اللجنة النرويجية منحت جائزتها للسلام خلالها لعدد غير قليل من مجرمي الحرب، أقدمهم هنري كيسنجر، الذي حصل على الجائزة في عام 1973 مكافأة لعقده اتفاقاً مع هانوي على إنهاء الولايات المتحدة لعدوانها على فيتنام وانسحاب قواتها منها. وكان كيسنجر قد أشرف على تدمير فيتنام وكمبوديا وقتل مئات الألوف من شعبيهما خلال السنوات الخمس السابقة لحصوله على الجائزة، ولم ينجم اتفاق عام 1973 عن محبّته للسلام، بل عن الاضطرار إزاء الصعوبات المتعاظمة التي واجهت أمريكا في حربها، سواء أكانت صعوبات اقتصادية وسياسية في عقر دارها أم صعوبات عسكرية في ساحة القتال. هذا وناهيكم من إشراف كيسنجر على الانقلاب العسكري الدموي الذي أطاح بسلفادور أليندي في الشيلي قبل شهر واحد فقط من حصوله على الجائزة!