صانعو التعددية الثقافية - كيف يتحقق الاندماج؟

حقّقت مدينة ميشلين البلجيكية إنجازاً اسثتنائيا. المناطق السكنية التي كان سكانها في السابق من المهاجرين فقط، عادت الآن لتجتذب المواطنين البلجيكيين للسكن. ازداد التنوّع فيها وانخفضت معدلات جرائم الشوارع بشكل كبير. "الناس يشعرون بالأمان في المدينة، لذا أصبحوا أكثر انفتاحاً على الاندماج" كما يقول عُمدة المدينة بارت سومرز. لكن كيف حقّق العمدة كلّ هذا؟

ما الذي يمكن أن تقوم به المُدن لأجل تحقيق الاندماج والأمان في ذات الوقت؟ يقطن في مدينة ميشلين 90 ألف نسمة من 130 قومية. خلافاً للمناطق المحيطة بها، لا توجد في المدينة مشاكل جدّية مع الإسلاميين المتطرفين. والسبب في ذلك يعود أيضاً للعُمدة بارت سومر، الذي يشغل منصبه هذا منذ 17 عاما. يُطلق عليه البلجيكيون لقب السيد "صفر تساهل"، لأنّه أمر بنصب شبكة مراقبة فيديو في أغلب مناطق المدينة، ولأنه يواجه الخروقات القانونية بكل حزم. لكنه أيضا "السيد صفر تساهل"، لأنه يتصدّى بكل قوّة لكل أشكال التمييز والتهميش. أسلوب عمله يلاقي النجاح. في المدارس عاد أطفال المهاجرين واللاجئين ليتعلموا جنبا إلى جنب مع أطفال البلجيكيين. أحياء المدينة التي سكنها في السابق المهاجرون فقط، باتت جذّابة للجميع من جديد. الموظفون الاجتماعيون يعتنون بأمر الشباب، للحيلولة دون تجنيدهم من قِبَل العناصر الإسلامية المتطرّفة. لكن هذه المهمة لم تكن سهلة أبداً. "التعددية الثقافية تحتاج إلى العمل المستمر، وهي مهمة لا تنتهي"، كما يقول العُمدة سومرز. التعددية الثقافية في ألمانيا لا تزال تواجه المصاعب في أماكن كثيرة. لكنّ مدينة شتوتغارت تمثّل استثناءً هنا. فمنذ سبعينيات القرن الماضي، عندما وصلها الآلاف من "العمّال الضيوف"، تمّ تحديد حصص في المناطق السكنية في المدينة، تجنبّا لنشوء الغيتوهات منذ البداية. أراد عُمدة المدينة آنذاك أن يشعر جميع السكّان بأنهم أبناء شتوتغارت، ومن ضمنهم ذوي الأصول الأجنبية. لا تزال تلك الروح سائدة في المدينة حتى الآن. مشاريع كثيرة تعزز شعور الانتماء والعيش المشترك لسكّان المدينة: الجمعيات والشرطة ومؤسسات الخدمات الاجتماعية، فالاندماج مهمة متعددة الأوجه.

 

https://www.dw.com/ar/%D8%B5%D8%A7%D9%86%D8%B9%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AA…