إدلب - شبح أزمة لاجئين جديدة بفعل هجوم الأسد: "نعاني من تشرد وذل وقمع وبرد. نريد العودة لديارنا"

في مأوى مؤقت بشمال إدلب حط خالد صبري وعائلته رحالهم دون أن تفارقهم مشاعر الخوف والصدمة بعد فرارهم من القصف المفاجئ لبلدتهم التي كانت خاضعة لمسلحي المعارضة السورية في وقت سابق من الأسبوع الأخير من يناير / كانون الثاني 2020.

كانت هذه الأسرة جزءا من موجة جديدة من اللاجئين اجتاحت شمال غرب سوريا، آخر منطقة كبيرة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو تسع سنوات، مع فرار مئات الآلاف صوب تركيا هربا من تقدم القوات الحكومية بشكل سريع ومفاجئ.

واستعاد الجيش السوري بدعم من ضربات جوية روسية مكثفة عشرات البلدات في حملة كبرى ساهمت في إذكاء التوتر بين أنقرة وموسكو وأثارت شبح حدوث أزمة لاجئين جديدة.

وقال صبري (55 عاما): ”هربنا فقط بالملابس التي نرتديها بسبب القصف المكثف“. واستعادت القوات السورية مدينة معرة النعمان ثاني أكبر مدينة في إدلب يوم الثلاثاء 28 / 01 / 2020 في نقطة تحول مهمة لمسعى رئيس النظام السوري بشار الأسد استعادة السيطرة على كل أراضي البلاد من المعارضة المسلحة.

وفي مخيم خارج معرة مصرين، وهي بلدة بشمال إدلب تقع على بعد نحو 20 كيلومترا إلى الجنوب من الحدود التركية، تحتمي عشرات العائلات بالخيام المصنوعة من البلاستيك الأبيض وكثير منها لا تعرف إلى أين سينتهي بها المطاف.

وقالت جنة (10 أعوام) إن هذه هي المرة الثانية التي تنزح فيها عائلتها. وكانت العائلة، مثلها في ذلك مثل كثيرين آخرين، قد لجأت إلى إدلب بعد إخراجها من مناطق أخرى في سوريا في فترات سابقة من الحرب.

وأضافت: ”أُرغمت بالقوة على الخروج من الغوطة الشرقية ثم ذهبنا إلى معرة النعمان وشن النظام السوري حملة عسكرية على معرة النعمان لذا جئنا إلى هنا“.

وقال تقرير للأمم المتحدة يوم الخميس 30 / 01 / 2020 إن نحو 390 ألف شخص فروا من شمال غرب سوريا بين أول ديسمبر / كانون الأول 2019 و27 يناير كانون الثاني 2020، 80 في المئة منهم من النساء والأطفال.

وتقول موسكو ودمشق إنهما تقاتلان متشددين كثفوا هجماتهم على المدنيين في حلب بشمال سوريا لكن جماعات حقوقية ورجال إنقاذ يقولون إن الغارات الجوية والقصف تدمر مستشفيات ومدارس ومنازل.

وقالت تركيا التي تستضيف حاليا أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري والتي تخشى موجة لاجئين جديدة إنها لن تسمح بتهديدات جديدة قرب حدودها حتى لو كان ذلك يعني اللجوء للقوة العسكرية.

وشوهدت شاحنات محملة بأثاث المدنيين مثل الحشايا والسجاد تنطلق من بلدات في أنحاء إدلب وحلب وهي منطقة أخرى بشمال سوريا تعرضت لقصف مكثف.

وقالت امرأة تدعى أم عبد الله (30 عاما) من معرة النعمان: ”نعاني اليوم من التشرد والذل والقمع والبرد. نريد العودة إلى ديارنا وبلداتنا“. رويترز