أنغيلا ميركل: مؤتمر برلين حول ليبيا اتفق على ضرورة وقف دائم لإطلاق النار ومراقبته لبدء عملية سياسية

اتفقت قوى عالمية خلال اجتماع قمة عقد في برلين اليوم الأحد 19 / 01 / 2020 على تعزيز حظر على إرسال أسلحة لليبيا وتدعيم وقف هش لإطلاق النار لكن قيام قوات موالية لخليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بوقف الإنتاج في حقول النفط الرئيسية ألقى بظلاله على الاجتماع.

وحضر حفتر، الذي تشن قواته هجوما على العاصمة طرابلس بدعم من مصر والإمارات ومرتزقة روس ومقاتلين أفارقة، القمة المنعقدة ليوم واحد في برلين رغم انسحابه من محادثات الأسبوع الماضي.

وأرسلت تركيا قوات إلى طرابلس لدعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في التصدي لهجوم حفتر. وقال مسؤول من الأمم المتحدة السبت إن ما يصل إلى ألفي مقاتل تدعمهم تركيا، وخاضوا الصراع في سوريا، انضموا للمعركة في ليبيا.

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للصحفيين إن اجتماع القمة الذي حضره الداعمون الرئيسيون للطرفين المتناحرين في ليبيا توصل لاتفاق على ضرورة تحويل هدنة تم التوصل إليها في طرابلس خلال الأسبوع المنصرم إلى وقف دائم لإطلاق النار لإتاحة الفرصة أمام بدء عملية سياسية.

وأضافت أن لجنة خاصة مشكلة من خمسة عسكريين من الطرفين ستراقب الهدنة. وتعهدت القوى الخارجية النشطة في ليبيا بتعزيز حظر تفرضه الأمم المتحدة للسلاح ووقف إرسال أسلحة إلى هناك.

ولم تحكم ليبيا حكومة مركزية مستقرة منذ الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011. وتتنافس في ليبيا حكومتان إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب منذ أكثر من خمس سنوات وسيطرت جماعات مسلحة على الشوارع.

وحصل حفتر، أقوى رجل في شرق البلاد، على تأييد عدد من الحلفاء الأجانب لهجومه على العاصمة في الغرب. وأدى دعم تركيا لحكومة طرابلس إلى تحويل الصراع إلى حرب بالوكالة. وأدى الاقتتال على العاصمة إلى نزوح أكثر من 150 ألف شخص عن ديارهم.

وانسحب حفتر من قمة تركية روسية قبل أسبوع وصعّد القتال يوم الجمعة عندما أُغلقت موانئ النفط الشرقية. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط إن الإغلاق كان بأوامر مباشرة من قوات حفتر وإنه سيخفض إنتاج النفط بمقدار 800 ألف برميل يوميا.

وبينما كان زعماء عالميون يجتمعون في العاصمة الألمانية يوم الأحد قالت المؤسسة الوطنية للنفط في  ليبيا في بيان يوم الأحد إنها قلصت الإنتاج في حقلي الشرارة والفيل بعد أن أغلقت قوات تعمل تحت قيادة حفتر خط أنابيب ينقل النفط من هذين الحقلين.

وقد يؤدي استمرار الإغلاق إلى الإضرار بشكل كبير بطرابلس لأن الحكومة تعتمد على عائدات النفط في تمويل ميزانيتها. وقال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إنه قلق للغاية من إغلاق حقول النفط.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على هامش مؤتمر برلين إن دعوة روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار ساهمت في تقليص القتال منذ أسبوع. وأضاف: "لم نفقد الأمل في استمرار الحوار وحل الصراع". 

الطرفان غير مستعدان لإلقاء السلاح: ووصف وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو القمة بأنها "نقطة انطلاق" من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار ووقف واردات السلاح التي تسارعت مع هجوم حفتر. ولدى إيطاليا، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا، اهتمام خاص بأمن ليبيا باعتبارها الوجهة الرئيسية لمئات الآلاف من المهاجرين الأفارقة الذين أرسلهم عبر البحر المتوسط مهربون يستغلون غياب القانون في ليبيا إلى أن حدث هبوط حاد في تدفقهم عام 2017.

لكن منذ حملة القصف التي نفذها حلف شمال الأطلسي وساعدت في الإطاحة بالقذافي، أحجمت الدول الغربية عن القيام بدور حاسم في ليبيا مما سمح لروسيا وتركيا ودول عربية بالقيادة بوصفها قوى خارجية تتمتع بأكبر نفوذ.

وفي حين ينصب الاهتمام على التوصل إلى وقف لإطلاق النار من أجل استئناف المحادثات، يشعر الدبلوماسيون بالقلق من أن يستغل الجانبان المتحاربان أي فترة هدوء في القتال لإعادة إمداد الخطوط الأمامية.

وقال دبلوماسي غربي: "الجانبان وداعموهما ليسوا مستعدين لإلقاء السلاح". وحضر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وزعماء عرب وأوروبيون القمة كذلك ونشرت قوات حفتر صورا له أثناء اجتماعه مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأرسلت الإمارات وزير الخارجية لحضور القمة.

ولن يسعى الزعماء إلى التوسط في سبيل اتفاق لاقتسام السلطة بين حفتر ورئيس الوزراء المعترف به دوليا فائز السراج. واجتمع كل من السراج وحفتر مع ميركل في مناسبتين مختلفتين. وبينما شوهد السراج وهو يعانق إردوغان شوهد ماكرون وحفتر وعلى وجه كل منهما ابتسامة عريضة في الصور عندما التقيا في ممر.

ودعا إردوغان، في مقال نشره موقع بوليتيكو الإخباري السبت، أوروبا إلى دعم تحركات تركيا في ليبيا حيث تقدم أنقرة الدعم العسكري لحكومة السراج. رويترز