لهذا نأى رفاق إردوغان بأنفسهم عنه - هل يشكل أوغلو وغول وباباجان حزبا منشقا عن العدالة والتنمية؟

قال مسؤول كبير يوم الإثنين 02 / 09 / 2019 إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يسعى لفصل رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو وثلاثة مشرعين آخرين من عضويته.

وكان داود أوغلو قد اختلف مع الرئيس رجب طيب إردوغان في عام 2016، وحل محله فيما بعد بن علي يلدريم رئيسا للوزراء. وانتقد داود أوغلو في السابق سياسات حزب العدالة والتنمية وإدارة الحكومة للاقتصاد كما انتقد إردوغان نفسه.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لرويترز إن اللجنة التنفيذية المركزية للحزب طلبت في اجتماع يوم الاثنين فصل أربعة من الحزب بينهم داود أوغلو.

ومن المتوقع أن يصدق مجلس التأديب بالحزب على ذلك خلال الأيام القليلة القادمة. تأتي تلك الخطوة وسط شائعات عن أن منشقين عن حزب العدالة والتنمية يسعون لتشكيل حزب منافس في أعقاب هزيمة قاسية تعرض لها الحزب في الانتخابات المحلية في اسطنبول في يونيو / حزيران 2019.

وفي يوليو تموز، استقال علي باباجان نائب رئيس الوزراء السابق من الحزب فيما أرجعه إلى "خلافات عميقة" ولمح إلى تشكيل حزب جديد.

وقالت مصادر مطلعة إن باباجان والرئيس السابق عبد الله جول يعتزمان تدشين حركة منافسة هذا العام 2019.

وأفادت وسائل إعلام تركية أنّ اللجنة التنفيذية في حزب العدالة والتنمية الحاكم قررت الإثنين بالإجماع إحالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو إلى لجنة تأديبية تمهيداً لطرده من صفوف الحزب.

وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة حرييت القريبة من الحكومة فإنّ اللجنة التنفيذية خلصت إلى هذا القرار في ختام اجتماع استغرق خمس ساعات ويعتبر داود أوغلو من أبرز شخصيات الحزب الحاكم وقد تقلّد مناصب حزبية وحكومية عديدة بينها وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء.

وعندما غادر رئاسة الوزراء في 2016 بعد نحو عامين من توليه هذا المنصب تعهّد داوود أوغلو بعدم انتقاد إردوغان علناً، لكنّه أجرى أخيراً مقابلة صحافية مطوّلة أظهر فيها أنّه لن يلتزم الصمت بعد اليوم بشأن ما يعتبره أوجه قصور في حزب العدالة والتنمية. 

وفي نظر داود أوغلو فإنّ الحزب الذي شارك في تأسيسه في 2001 ينحرف عن أهدافه، علماً بأن رئيس الوزراء الأسبق انتقد علناً الطعن الذي قدّمه حزبه بفوز مرشّح المعارضة برئاسة بلدية اسطنبول بفارق ضئيل وإصراره على إجراء انتخابات جديدة مني فيها مرشّح الحزب في حزيران/يونيو 2019 بهزيمة نكراء.

كما انتقد داود أوغلو بشدّة القرار الذي صدر في 19 آب/أغسطس 2019 وقضى بإقالة رؤساء بلديات ثلاث مدن في شرق البلاد هي ديار بكر وماردين وفان وجميعهم أعضاء في حزب الشعب الديموقراطي المؤيّد للأكراد وذلك بتهمة ارتباطهم بناشطين أكراد.

وتأتي إحالة داود أوغلو إلى اللجنة التأديبية تمهيداً لفصله من الحزب في الوقت الذي نأت فيه شخصيات حزبية أخرى بارزة مثل الرئيس السابق عبد الله غول ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان، وكلاهما من الأعضاء المؤسسين لحزب العدالة والتنمية، بأنفسهم عن إردوغان.

وكان باباجان نائب رئيس الوزراء الأسبق أعلن في مطلع تموز/يوليو 2019 استقالته من الحزب، بسبب "تباينات عميقة" والحاجة إلى "رؤية جديدة".

ويتداول الإعلام التركي أنّ باباجان الذي تسلّم في السابق وزارتي الاقتصاد والخارجية قبل أن يصبح نائباً لرئيس الوزراء حتى عام 2015، يتحضّر لتأسيس حزب سياسي جديد في الخريف المقبل مع الرئيس السابق عبدالله غول.

ويحظى باباجان باحترام شديد في الأوساط الاقتصادية ويعزى إليه الفضل في النجاح الاقتصادي لحزب العدالة والتنمية في العقد الأول من حكمه. 

ومع بلوغ التضخّم في تركيا نسبة 15,7% والانكماش 2,6% والبطالة 13% في الربع الأول من عام 2019، يرى العديد من الأتراك أنّ باباجان هو الرجل القادر على إيجاد الحلول لمشاكل البلاد، ويعتبرونه البديل المناسب لإردوغان الذي تنتهي ولايته الحالية في 2023. رويترز  / أ ف ب