تشييع جثامين ثلاثة شباب مسلمين في نورث كارولاينا والرئيس التركي ينتقد صمت نظيره الأميركي

شيع الآلاف في نورث كارولاينا جثامين ثلاثة شبان مسلمين قتلوا بالرصاص إلى مثواهم الأخير وسط دعوات أهاليهم بالتحقيق في دوافع القاتل. والرئيس التركي يندد بالعملية وينتقد صمت نظيره الأميركي أوباما ونائبه بايدن حول عملية القتل. وأدانت منظمات وجمعيات إسلامية مقتل الطلاب الثلاثة المسلمين في إطلاق نار بمدينة تشابل هيل الجامعية في ولاية كارولاينا الشمالية. وأدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، وقالت الإيسيسكو في بيان لها: "العمل الإرهابي الإجرامي، على بشاعته، تم تجاهله من قبل وسائل الإعلام الأمريكية، التي طالما غطت بإسهاب أي عمل إجرامي يقع على غير المسلمين، مما يدل على ازدواجية المعايير لديها". فيما قال مدعي منطقة ميدل ديستركت إن مقتلهم "ليس جزءا من حملة لاستهداف المسلمين". وقال إبراهيم هوبر من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية إن تزايد خطاب الكراهية في الآونة الأخيرة مبعث قلق متزايد.

والضحايا هم الزوجان اللذان تزوجا حديثاً ضياء شادي بركات (23 عاماً) وهو طالب يدرس طب الأسنان وزوجته يُسر محمد (21 عاماً) وشقيقتها رزان محمد ابو صالحة (19 عاماً). وكان الثلاثة يشاركون في برامج للمساعدات الإنسانية.

شارك آلاف المشيعين في صلاة الجنازة أمس الخميس (13 فبراير/شباط 2015) لثلاثة مسلمين قتلوا في نورث كارولاينا ودعا والد اثنتين من الضحايا السلطات الأمريكية للتحقيق فيما إذا كانت الكراهية بسبب الدين هي الدافع لقتلهم.

وقتل ضياء بركات (23 عاما) الذي يدرس طب الأسنان في جامعة نورث كارولاينا وزوجته يسر أبو صالحة (21 عاما) وأختها رزان ابو صالحة (19 عاما) وهي طالبة في جامعة نورث كارولاينا ستيت بالرصاص يوم الثلاثاء في منزل على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من جامعة نورث كارولاينا في تشابيل هيل.

ووجهت الشرطة الاتهام لجارهم كريغ ستيفن هيكس (46 عاما) بالقتل. ويقول محققون إن النتائج الأولية للتحقيق تشير الى أن خلافا على صف السيارات هو الدافع وراء قتلهم، لكنها تبحث ما إذا كان هيكس حركته الكراهية تجاه الضحايا لأنهم مسلمون.

ونالت القضية اهتماما عالميا وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونائبه جو بايدن ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الخميس لعدم إدلائهم باي تصريحات عن الحادث. وقال اردوغان خلال زيارة للمكسيك "إذا التزمتم الصمت حيال حادث كهذا ولم تتحدثوا، فإن العالم سيلتزم الصمت تجاهكم". وندد أردوغان بالمسؤولين عن قتل المسلمين الثلاثة بالرصاص.

وزاد الحادث المخاوف بين بعض المدافعين عن حقوق المسلمين في الولايات المتحدة الذين يقولون إنهم شهدوا زيادة في التهديدات ضد المسلمين في الأسابيع الأخيرة. وتحدث محمد أبو صالحة والد الشابتين أمام المشيعين قرب مسجد في رالي ودعا الرئيس باراك أوباما إلى الإصرار على أن يحقق مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) في القضية باعتبارها جريمة كراهية. وقال: "هذه جريمة كراهية بكل ما تحمله الكلمة من معنى". وأضاف قائلا: "إذا لم ينصتوا باهتمام، فسأصرخ". وأضاف أن عائلات الضحايا لا ترغب في الانتقام ولا تعنيها العقوبة التي ستطبق على هيكس، لكنها تريد ضمان ألا يعاني شبان آخرون في الولايات المتحدة من عنف مماثل.

وأدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" بشدة مقتل الشبان المسلمين الثلاثة معتبرة أنها "جريمة إرهابية بشعة". وقالت الإيسيسكو في بيان لها: "العمل الإرهابي الإجرامي، على بشاعته، تم تجاهله من قبل وسائل الإعلام الأمريكية، التي طالما غطت بإسهاب أي عمل إجرامي يقع على غير المسلمين، مما يدل على ازدواجية المعايير لديها". وطالبت المنظمة الحكومة الأمريكية بـ"إدانة هذه الجريمة الإرهابية البشعة، وإنزال أقصى العقوبات على مرتكبها".

ووجهت السلطات القضائية الأمريكية اتهامات لكريج ستيفن هيكس (46 عاماً)، الذي كان قد نشر رسائل مناهضة للدين على مواقع التواصل الاجتماعي، بقتل ثلاثة شبان مسلمين، فيما قالت الشرطة الأربعاء (11 شباط/ فبراير 2015) إنه خلاف بشأن صف السيارات ويُحتمل أن تكون جريمة ذات صلة الكراهية.

وقال محمد ابو صالحة والد الفتاتين وهو طبيب نفسي في المنطقة إن أسرته تنتابها مجموعة كبيرة المشاعر، وأضاف في مقابلة تلفزيونية: "نشعر بالحزن.. يسيطر علينا الذهول.. نحن مصدومون.. نحن غاضبون.. نشعر بأننا نتعرض للظلم.. لا مبرر لهذا". وعبر عن اعتقاده بأن ابنتيه وزوج ابنته استهدفوا لأنهم مسلمون.

من جانبه قال المدعى الأمريكي ريبلي راند خلال مؤتمر صحفي الأربعاء إنه لا يوجد دليل على أن قتل الثلاثة هو جريمة كراهية. وأوضح بالقول: "بناء على جميع المعلومات لدى مكتبنا ولدى جهات إنفاذ القانون في الوقت الراهن فإن أحداث أمس ليست جزءا من حملة لاستهداف المسلمين في ولاية نورث كارولاينا أو أي شيء آخر أكثر من كونه حادثاً فردياً. ليس لدينا أي معلومات على أن هذا جزء من جهد منظم ضد المسلمين".

ومثل المشتبه به، وهو مكبل بالقيود في حلة السجن البرتقالية، لفترة وجيزة في وقت مُبكر يوم الأربعاء أمام القاضية مارسيا موري رئيسة المحكمة الجزئية في مقاطعة دورهام التي أمرت باحتجازه بانتظار جلسة مُحتملة في 4 مارس/ آذار.

وقالت الشرطة إن التحقيق الأولي أشار إلى أن الدافع هو نزاع بين الجيران حول صف السيارات. وأضافت أن هيكس سلم نفسه ويتعاون مع الشرطة.

وحملت صفحة هيكس على موقع فيسبوك عبارة "ملحدون من أجل المساواة" وكان ينشر باستمرار اقتباسات تنتقد الدين. ويوم 20 كانون الثاني/ يناير الماضي وضع صورة مسدس قال إنه محشو وخاص به. ويقول في منشوره على فيسبوك "هذا مسدسي .. يزن رطلاً.. أوقية .. جرابه.. خمس طلقات إضافية في خزينة".

ويطالب ناشطون مسلمون بأن تحقق السلطات في احتمال أن تكون هناك دوافع كراهية دينية وراء قتل الشبان الثلاثة. وقال إبراهيم هوبر من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) إن تزايد خطاب الكراهية في الآونة الأخيرة مبعث قلق متزايد. وأضاف "مهما كان الدافع.. وما إذا كان هناك دافع كراهية.. فإنه مصدر قلق أكبر وينبغي أن يكون مصدر قلق للمجتمع بأكمله بسبب هذه الزيادة الهائلة في مستوى خطاب الكراهية المعادي للمسلمين في مجتمعنا". أ ف ب ، رويترز

 

ملف خاص حول: المسلمون في الغرب

http://ar.qantara.de/dossier/lmslmwn-fy-lgrb

 

اقرأ أيضًا: موضوعات متعلقة من موقع قنطرةآرمين لانغر، منسق "مبادرة سلام-شالوم": اندماج المسلمين مكبوح في مجتمع الأغلبية الألمانيخولة مريم هوبش: خوف غربي من تهديد إسلامي وهمي غير موجود على أرض الواقعحوار مع الناقد الإعلامي كاي سوكولوفسكي: "العنصرية في ثوب انتقاد الإسلام"رئيس مجلس المسلمين الألماني أيمن مزيك: الإرهاب العنصري ضد مسلمي ألمانيا: تجاهل سياسي وصمت مؤسساتيصور من برلين: مسلمو ألمانيا في جمعة الوقوف ضد الكراهية والظلم