نافذة على ثقافات الشعوب برؤية سينمائية

تعد فعاليات مهرجان القصبة السينمائي الأضخم من نوعها في الأراضي الفلسطينية بمشاركة 60 فيلما عالميا ومحليا وذلك في مؤشر على مدى انفتاح الثقافة الفلسطينية ورغبتها في التواصل العالمي. كما تميز المهرجان في دورته الحالية بمشاركة ألمانية فاعلة وبدعم كبير من معهد غوته. مهند حامد زار المهرجان ويطلعنا على بعض من جوانبه.

الصورة مهند حامد
"الهدف الأساسي من المهرجان هو مد الجسور والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة لتعزيز التبادل الثقافي"

​​

" هل عرفتم كيف يصنع المهرجان؟ وكيف تكون المقايضة؟ وهل عرفتم كم يحتاج أحدنا للآخر؟ بعد حين ستجدون هواجسكم، أحلامكم، دموعكم، آلامكم، آمالكم مطبوعة على خد صفحاتنا، وبعد قليل سيقول الناس للناس هذه حكاياتنا صارت أفلاما، وبعد قليل سيقول الناس للناس صارت بلادنا أجمل، فلنصنع أفلاما أكثر لتصير بلادنا أكبر"، بهذه الكلمات تحدث مدير سينما ومسرح القصبة جورج إبراهيم عن فعاليات مهرجان القصبة السينمائي الدولي الخامس الذي تنظمه سينما القصبة في الأراضي الفلسطينية بشكل دوري وبمشاركة ألمانية مميزة.

ويتيح المهرجان الفرصة للجمهور الفلسطيني التعرف على ثقافات الشعوب المختلفة من خلال السينما وذلك بمشاركة 60 فيلما عالميا ومحليا، ليعكس مدى انفتاح الثقافة الفلسطينية والسينما على العالم. كما يساهم في تنشيط الحياة السينمائية في المدن الفلسطينية المختلفة.

تنمية الثقافة السينمائية

ويوفر المهرجان الذي نظم في الفترة ما بين السابع والثامن عشر من الشهر الجاري الفرصة لتحقيق التعاون والتبادل الثقافي بين الشعب الفلسطيني والشعوب الأخرى، كما يتحدث مدير المهرجان خالد عليان ويضيف: "نحن شعبا نعيش تحت الحصار؛ فمن المهم أن نطلع على ثقافات العالم ونطلع العالم على ثقافتنا. والسينما تفتح هذا المجال للتعرف على الثقافات الأخرى، بالإضافة لتعريف الجمهور الفلسطيني على آخر إنجازات السينما العالمية، ولدفع وتشجيع الثقافة السينمائية الفلسطينية من خلال عرض أفلامهم ، وتكريمهم ويعطي المهرجان الفرصة للاحتكاك وتبادل الخبرات بين السينمائيين الفلسطينيين والسينما العالمية".

السينما تصنع الثقافة

الصورة مهند حامد
تميزت المشاركة الألمانية في المهرجان من خلال الدعم المادي والفني ومشاركة أفلام مميزة من فلم Soul Kitchen" "للمخرج فاتح ياكين

​​

ويعتبر عليان السينما جزءا لا يتجزأ من الثقافة والمهرجان بوصفها مكانا لإنماء الثقافة الفلسطينية، وبيّن أنه من خلال الإنتاج السينمائي الفلسطيني استطعنا تعريف العالم بقضيتنا، وطرح قضايا مهمة تخص الواقع الفلسطيني،" فمن خلال عرض الأفلام المختلفة وعرض ثقافات مختلفة نستطيع تعزيز الوعي المعرفي لدى الجمهور الفلسطيني وهذا الشيء مهم لتطور الثقافة الفلسطينية وانفتاحها"، كما يقول عليان.

والهدف الأساسي من المهرجان هو مد الجسور والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة لتعزيز التبادل الثقافي، إذ تشكل فعالياته وسيله مهمة لتحقيق ذلك، فمن خلال عرض أفلام لثقافات ومجتمعات مختلفة ولفنانين مختلفين وطرح قضاياهم نستطيع بناء أرضية ثقافية سينمائية للتواصل الثقافي، وفق ما يوضحه القائمون على المهرجان.

كما يسعى المهرجان إلى خلق التواصل بين مدن الضفة وقطاع غزة بإقامة عروض المهرجان في 6 مناطق في الضفة وقطاع غزة بهدف تنشيط الحياة السينمائية والثقافية في الأراضي الفلسطينية. "بالرغم من الظروف الصعبة قادرين على التواصل مع العالم قادرين نخلق وسائل وإشكال أخرى للتواصل مع الداخل والخارج ولنخلق روابط ثقافية وسينمائية في ما بيننا خاصة في ظل انتشار الحواجز التي تمنع وصول الجمهور والقدوم لمركز المهرجان في رام الله، فكانت فكرة المهرجان الوصول إلى الجمهور" ،وفق ما يوضحه عليان.

ويعرض المهرجان 60 فيلما عالميا ومحليا ويضم أفلاما روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، تعالج قضايا سياسية واجتماعية والهموم الإنسانية في ظل مشاركة أفلام أوروبية وأمريكية وعربية وإيرانية، بالإضافة لأفلام فلسطينية، الأمر الذي يجعل من المهرجان الأضخم من نوعه في الأراضي الفلسطينية .

شراكة ألمانية مميزة

خالد عليان، الصورة مهند حامد
يعرض المهرجان 60 فيلما عالميا ومحليا ويضم أفلاما روائية ووثائقية طويلة وقصيرة

​​ وتميزت المشاركة الألمانية في المهرجان من خلال الدعم المادي والفني ومشاركة أفلام مميزة كفيلم Soul Kitchen" "للمخرج فاتح ياكين وتمثيل ادم باوسدوكوس والفيلم مترجم باللغة الانجليزية. وفي هذا السياق اعتبر عليان المشاركة الألمانية وخصوصا معهد "غوته" الذي يعتبر شريكا أساسيا للمهرجان مهمة وأساسية في إنجاح المهرجان، مضيفا " في كل عام هناك أفلام ألمانية وضيوف ألمان واستضفنا في هذه الدورة مديرة الأفلام القصيرة لمهرجان برلين الدولي."

كما نجح المهرجان في استقطاب السينما الألمانية، إذ هناك خطوات لتعزيز العلاقة مع مهرجان برلين، وكذلك إرسال طاقم من مهرجان سينما القصبة لمهرجان برلين للاستفادة من الخبرة الألمانية في تنظيم المهرجانات.

وبدورها عبرت مديرة مهرجان برلين للأفلام القصيرة مياكة هوهتي عن سعادتها في الحضور للمهرجان، واصفة إياه بالتجربة الرائدة، مضيفة: "التظاهرة مليئة بالانفتاح والحب، وأن هناك حراكا في السينما الفلسطينية ".

"نعشق الحياة والسينما"

ونجح المهرجان أيضا في بناء علاقات مع مهرجانات عالمية وكسب ثقة الجمهور، وخلق جو من الفرح والمتعة والاطلاع على تجارب الآخرين، كما تقول ليالي المصري التي تابعت العرض الأخير لمهرجان القصبة وتمنت أن تستمر هذه الفعاليات "لنرى ماذا يصنع العالم وكيف يوصل همومه وتحدياته عن طريق السينما ولنستفيد من هذه التجارب".

وتضيف أتاح لنا المهرجان أن نشاهد أفلاما لنجوم العالم ، "ونحن نقول للعالم إننا نعشق الحياة والسينما ولا ينقصنا سوى منح الفرصة لثقافتنا للوصل للعالم"، وفق ما عبرت به المصري.

مهند حامد- رام الله
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2010

قنطرة
بورتريه
بلوز فلسطيني
ريم كيلاني المغنية الفلسطينية ريم كيلاني تعلمت منذ صغرها العزف على البيانو وتلاوة القرآن، كما غنت أهم أعمال موسيقار الجاز غيرشفين ولم تتجاوز السابعة من عمرها. مارتينا صبرا تعرّف بها

فيلم "بدرس" حول الجهود السلمية لحل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين:
"تحقيق السلام من دون عنف ممكن"
حصل فيلم "بدرس"، الذي يسلط الضوء على الجهود المدنية الإسرائيلية والفلسطينية لحل النزاع بين الطرفين، على جائزة جمهور بانوراما في مهرجان أفلام برلين في شباط/فبراير 2010. ويسرد الفيلم قصة "بدرس"، وهي القرية التي ولدت فيها هذه الحركة. ورغم أن هذا الفيلم يعرض قصة هذه القرية بالذات إلا أن هدفه الأوسع هو إظهار أنه يمكن تحقيق التغيير في الشرق الأوسط من خلال أساليب سلمية. سارة ريف شاهدت الفيلم في نيويورك وتعرفنا برسالته.

حوار مع الفنانة هيام عباس:
"هذا الفيلم لا يضع اصبع الاتهام على أحد"
"الممثلون سواء أكانوا عربا أم يهودا شاركوا في هذا الفيلم بناء على مقولة مفادها أن هذا الفيلم لا يضع اصبع الاتهام على أحد." فيلم "ميونيخ" للمخرج ستيفن سبيلبرغ يتناول قصة أعضاء الموساد الخمسة الذين عملوا على تصفية شخصيات فلسطينية متهمة من قبل الموساد بالتخطيط لعملية ميونيخ أثناء الألعاب الأولمبية 1972. حوار مع هيام عباس حول تجربتها الفنية في هذا الشريط.