حرب العراق بعيون ألمانية

يطرح المخرج الشاب لانسيلوت فون ناسو في فيلمه الألماني "هدنة" العديد من الأسئلة حول الحرب في العراق، من خلال قصة خمس شخصيات في رحلة من بغداد إلى الفلوجة من أجل علاج الجرحى وإرسال تقارير إخبارية حول الوضع في المنطقة. يوخن كورتن في حوار مع المخرج الشاب.

مشهد من الفيلم، الصورة دويتشه فيله
مشهد من الفيلم، حيث تواجه شخصيات الفيلم صعوبات جمة في رحلتها إلى الفلوجة

​​ لقد طرحت في فيلمك "هدنة" العديد من المواضيع مثل تصرفات الأطباء خلال الحرب والأوضاع الطبية في المنطقة وأسئلة حول العرقيات و الدور الذي يلعبه الصحفيون. هل كنت تقصد بالفعل طرح كل هذه المواضيع في فيلمك؟

فون ناسو: أرى بشكل عام أنه من المثير طرح العديد من المواضيع في فيلم واحد. فيلمي لا يحاول إظهار أنني أريد وعظ احد. فهو فيلم يتيح للمشاهد فرصة أن يكون المسافر السادس في هذه الحافلة التي تقل شخصيات الفيلم الخمسة من بغداد إلى الفلوجة. وهذا في حد ذاته شيء مثير. وفي الوقت نفسه أرى أنه من المثير أن أطرح أسئلة و أثير مواضيع شغلتني أنا شخصيا. فمثلا طرح سؤال: ما فائدة الصحافة في العراق ونحن نرى في النهاية أن كل ثلاثين ثانية تنفجر قنبلة في بغداد يوميا وعلى مدار ثلاث سنوات؟ فإذا ما أذعنا أخبارا حول العراق من عام 2006 بدلا من 20009 فلن يلاحظ أحد.

من الواضح أن شكل الفيلم كان بالنسبة لك مهما ، فالفيلم خرج على طريقة ال Road Movie أو أفلام الطريق وهو قالب كلاسيكي. فلدينا خمسة أشخاص يستقلون حافلة صغيرة متهالكة ضيقة. إلى أي مدى كان القالب الذي طرح فيه الفيلم مهما بالنسبة لك؟

من موقع هدنة
يعرض فيلم "هدنة" قصة خمسة أطباء وصحافيين يستقلون حافلة قديمة في طريقها من بغداد إلى الفلوجة لعلاج الجرحى المدنيين

​​

فون ناسو: لا تُعتبر الأفلام الروائية قالبا مناسبا إذا أردنا طرح أسئلة سياسية. رأيت أنه أكثر إثارة، إذا ما استخدمت قالبا كلاسيكيا. فأبطال فيلمي الخمسة يقضون خمس ساعات ، عليهم خلالها الدخول و الخروج من الفلوجة. وتنشأ صراعات بين هذه الشخصيات. و بهذه الطريقة يمكن للمرء إخراج الفيلم بطريقة واقعية. وأردت من خلال فليمي تقديم شخصيات ومواقف و مشاكل واقعية. واختيار هذا القالب السينمائي، أي أفلام الطريق، ساهم في إبراز هذه العناصر في كل مشهد من الفيلم.

كيف تقبل النقاد و المشاهدون الفيلم خلال عرضه في المهرجانات ؟

الصورة دويتشه فيله
المخرج الألماني لانسلوت فون ناسو اختار موضوع الحرب في العراق بالرغم من صغر سنه،عارضا مشاكل واقعية في بلاد الرافدين

​​ فون ناسو: تقبل المشاهدون الفيلم بشكل جيد، كما حصل الفيلم على جائزة المشاهدين في زيوريخ. أظن أن المشاهد لاحظ أن شخصيات الفيلم شخصيات تريد مساعدة الآخرين بأي ثمن. وهي شخصيات تحاول تحسين الأوضاع بعض الشيء في العالم، كما أنها شخصيات لها جوانب مظلمة. أظن أن الفيلم قريب جدا من المشاهدين.

لاقى أول عرض سينمائي لفيلم هدنة أو Waffenstillstand للمخرج الألماني لانسيلوت فون ناسو استحسان المشاهدين . فرغم صغر سن هذا المخرج الألماني، فهو من مواليد 1976، إلا أن فيلمه الأول لم يتناول مشاكل الشباب أو قصص الحب أو حتى الدرما الاجتماعية، وإنما عرض فون ناسو في فيلمه قصة خمسة أطباء وصحافيين يستقلون حافلة قديمة في طريقها من بغداد إلى الفلوجة لعلاج الجرحى المدنيين، وإرسال تقارير إخبارية حول الوضع في المنطقة. كما أن المخرج الألماني نجح في إدخال عنصر التسلية إلى موضوع شديد الجدية .

أجرى الحوار: يوخن كورتن
ترجمة: هبة الله إسماعيل
مراجعة: هيثم عبد العظيم
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010

قنطرة

فيلم "دوي المعركة المحتدمة":
"عراق وهمي" في صحراء تكساس
يقوم الجيش الأمريكي في فيلم "دوي المعركة المحتدمة" Full Battle Rattle بمحاكاة الحرب في العراق مستعينًا بممثلين عراقيين؛ فهل يقف صانعو الفيلم على مسافة نقدية كافية من موضوع فيلمهم؟ قراءة مارتين غيرنر لفيلم يتداخل فيه الخيال بالواقع.

الفيلم الوثائقي "قواعد العمل المعتادة":
سجن أبو غريب- مأساة باسم أداء الخدمة العسكرية
حاز الفيلم الوثائقي "قواعد العمل المعتادة" Standard Operation Procedure جائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي "برليناله" لهذا العام. الفيلم يعالج خلفيات ممارسات التعذيب في سجن أبو غريب، بيد أن محصلة هذه المعالجة السينمائية جاءت متباينة كما ترى أريانا ميرزا.

حسين الموزاني:
عن الحرب الطائفية في العراق
يرى الكاتب العراقي حسين الموزاني أن الأزمة التي يشهدها العراق حاليا تعود إلى الدين الذي كان دوما عامل تجزئة في البلاد وأن الهوية الجامعة للشرائح العراقية المختلفة هي هوية ثقافية محضة.