الخوف من التهميش

الوصول إلى اتفاق في صياغة مسودة الدستور العراقي لا يعني بالضرورة الوصول إلى حل وسط يجمع الطوائف والإثنيات المختلفة في العراق. تعليق الصحفي الألماني بيتر فيليب

ليث كبة المتحدث باسم الحكومة العراقية، الصورة: أ ب
القرار القادم بشأن الدستور في يد المواطنين العراقيين في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول.

​​

اذن وبعد لأيٍ ٍ وبعد تمديد ٍ لمهلة الانتهاء من صياغة الدستور اكثر من مرة، تم مساء الاحد تقديم مسودة مشروع الدستور الى البرلمان. فهل قُضي الأمر الآن؟

على الاغلب لا، فما اصطلح على تسميته بالاتفاق ما هو سوى اتفاق بين الشيعة والاكراد يرفضه السنة ولم يوقعوا عليه، كما قاطعوا جلسة الاحتفال به في البرلمان. وهذا البرلمان لا يحتاج الآن للتصديق على الدستور كما كان مقررا سابقا، وتم ببساطة اقرار ان دمقرطة العراق تسير بالاتجاه السليم وان على الشعب ان يقترع على الدستور في الخامسَ عشر من تشرين الاول اوكتوبر القادم، ليمهد بذلك الطريق امام اول انتخابات دستورية في كانون الاول/ديسمبر.

فهل سيتم ذلك؟ هذا امر مشكوك فيه، فمعارضة السنة لمسودة الدستور تُظهر ان التوصل الى حل ٍوسطٍ كان مستحيلا وقد يتعذر الاتفاق مستقبلا ايضا بين الطوائف والاثنيات العراقية.

فالسنة يرفضون مسودة الدستور بالدرجة الاولى لانه ينص على دور ثانوي لهم، اذ يشكلون عشرين بالمائة من سكان العراق لكنهم وحتى الغزو الامريكي كانوا يحكمون البلاد، في حين كان الشيعة الذين يشكلون نسبة ستين بالمائة والاكراد الذين يشكلون نسبة عشرين بالمائة من السكان، كانوا بدون حقوق سياسية.

وبالنسبة للسنة لا يتعلق الامر الان بحقوقهم السياسية كاقلية وانما بما كان لهم من حقوق سياسية في الماضي، لهذا يعتقدون انهم ضحية ٌ للتمييز خاصة مع المطالبة باستثناء البعثيين السابقين من الوظائف
الحكومية، كما يشعرون بانهم مهددون اكثر من مطلب الشيعة والاكراد بان يكون َ نطامُ الحكم فيديراليا.

فالاكراد سيحتفظون في الشمال بحكمهم الذاتي الواسع واذا ما فعل الشيعة في الجنوب الشيءَ نفسه فإن الدولة ستنهار، كما يقول السنة. طبعا ليس من المحتم ان يحدث ذلك، لكن ما يقلق السنة حقا هو ان الشيعة والاكراد سيسيطرون على منابع النفط في مناطقهم فيخرج السنة ُ صفر اليدين لان منطقة َ الوسط تكاد تخلو من النفط.

لذا، واذا لم يتغير شيء ما وبشكل طاريء فان السنة سيحاولون إفشال الدستور في الخامسَ عشر من تشرين الاول/اكتوبر، وهم لديهم القوة الكافية لفعل ذلك، لأن القانون ينص على اعتبار مسودة الدستور لاغية اذا رفضتها ثلاث ُ محافظات بأغلبية الثلثين من محافظات العراق الثماني عشر، والسنة يحكمون اربعا من هذه المحافظات ويستطيعون افشالَ مسودة الدستور ان ارادوا، الامر الذي يستلزم مشاركتهم في الاستفتاء ولا ان يقاطعوه كما قاطعوا الانتخابات التي جرت مطلع العام. وبذلك تكون مشاركتهم في دمقرطة العراق من باب خلفي، فأي ُ سَلوى ...

بقلم بيتر فيليب
ترجمة عبد الرحمن عثمان
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2005

قنطرة

هل من الممكن أن تكون الفيدرالية الألمانية نموذجا للعراق؟
قام وفد من أعضاء لجنة صياغة الدستور العراقي بزيارة إلى ألمانيا قام خلالها أيضا بالإطلاع على النموذج الألماني للفيدرالية. يتحدث أعضاء الوفد في المناقشة التالية عن العديد من النقاط التي ما تزال تثير الجدل كموضوع الفيدرالية وعروبة العراق والشريعة

مدينة كركوك، بؤرة الخلاف الداخلي في العراق
رغم النزاعات القائمة منذ سقوط نظام صدام حسين بين الأكراد والتركمان والعرب حول السيطرة على مدينة كركوك، فمن الممكن أن تصبح هذه المدينة رمز العراق الجديد. هذا ما لاحظه الباحث الألماني فولكر بيرتيس أثناء رحلته الأخيرة في المنطقة

أساتذة جامعيون عراقيون في ألمانيا
ضمن النشاط الألماني لإعادة إعمار العراق زار عدد من الأساتذة الجامعيين العراقيين ألمانيا، بغية التدريب والتعرّف على نظام التعليم الألماني. كما تم تنفيذ مشروع منح دراسية عن طريق الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي، حيث دعى طلاب عراقيين لقضاء فترات دراسية في ألمانيا. تقرير هيرمانّ هورستكوتّه