الطاولة المتحركة

فنانون تونسيون وألمان يعملون سوية في كولونيا لإنجاز فسيفساء تحت أعين الجمهور. قنطرة أجرت حوارا مع الفنانَين بن عامر وبن فرج

الطاولة المتحركة

مشهد لعملية إنجاز الفسيفساء

​​عمل ثلاثة من الفنانين التونسيين وأربعة من الفنانيين الألمان سوية في صالة في مدينة كولونيا لمدة أسبوع واحد تحت أعين الجمهور الألماني. أنجز كل فنان 10-14 لوحة فنية ( بمقاس 50-60 سم)، جمعت فيما بعد لكي تكوّن فسيفساء تعرض على الأرض والحائط. كيفية العمل، تشكيل المواد، تقسيم الفضاءات، إيقاع عمل الفنانين في عرض فني-حواري مفتوح أمام الجمهور لثقافتين مختلفتين في الظاهر، هذا ما تكتبه ماريا شميد، إحدى الفنانين المشاركين والمسؤولة عن المشروع، في الكاتالوغ. وسيستمر الحوار الفني السنة القادمة في تونس، في سنة الاحتفال بمرور أربعين عاما على التوأمة بين مدينتي تونس وكولن. سيدعى الفنانون الألمان للعمل سوية مع زملائهم التونسيين. تحدثت منى نجار مع فنانين تونسيين اشتركا في مشروع الطاولة المتحركة.

كيف تقيمّان فترة العمل المشترك مع الزملاء الألمان؟
سامي بن عامر: كانت التجربة ثرية جدا. كنا نعيش سوية ونتحدث ونتناقش. كما كان يأتي جمهور يوميا ليراقب كيف ننجز أعمالنا. لم أكن أعرف الزملاء الألمان من قبل ولكن العمل المشترك أبرز إمكانية التكامل وجمع الآراء والأفكار الفنية ذات الاتجاهات والأصول الثقافية المختلفة، التي في الأخير تتلاقح وتتقابل. وهذا هو هدف الفسيفساء الذي يجعل من العمل الفني شيئا موحدا رغم الاختلاف. ومن أهداف جمعية إنتر أكت التي تترأسها ماريا شميد أن يتداخل إنجاز العمل الفني مع إنجاز آخر بصورة تلقائية، وتفضي العملية إلى شيئ جديد لا نعرفه.
باكر بن فرج: لقد كان تبادل إنساني أكثر منه تبادل فني، تحدثنا في مواضيع كثيرة ونريد أن نطور هذه الفكرة. لم يكن هناك جديد على مستوى الشغل. طريقة عملهم تختلف قليلا عن طريقة عملنا. العمل التونسي يدوي أكثر منه فكري.

ماذا أنجزتما خلال فترة العمل المشتركة؟
بن عامر: كنت قد اعتمدت الخط العربي في الثمانينات وعدت إليه الآن في هذا المشروع وإنما بطريقة أخرى.
بن فرج: قمت بعشر لوحات بطريقة لصق ودهن أي كولاج. وهو عمل مستوحى من علاقة الرموز وعلاقة الأديان بعضها ببعض.

الفنانون العرب عادة مطلعون على تطور الفن المعاصر في الغرب. ولكن قلما نجد فنانا غربيا يعرف شيئا عن الفن العربي المعاصر. ما هو سبب ذلك؟
بن عامر: فعلا هناك مشكلة ونقطة استفهام. لماذا لا يتواجد الفنان العربي في المتاحف الأوربية؟ القضية ليست قضية مستوى. لأن الفنانين الأوربيين يدرسون جنبا إلى جنب مع زملائهم العرب في المعاهد في باريس أو مدن أوربية أخرى. أظن أن المشكلة تكمن لدى المنظم، صاحب المتحف أو صاحب الرواق. فهو يبحث في محيطه عن فنان عربي ولكن لا يبحث عنه في بلاده. ولكن ربما المسؤولية ملقاة على عاتقنا أيضا. يجب أن نعّرف على أنفسنا.
بن فرج: هذه إشكالية حقيقية. قلما يعرف فنان غربي عن الفن العربي المعاصر شيئا. لأنه لا يحتاج إليه، نحن نحتاج إليه. هذا نوع من التبعية. أظن أن مشكلة الفن العربي المعاصر هي مشكلة متحف، متحف كبناء أو في الإنترنت أو في الهواء الطلق. هناك الكثير من العواصم العربية التي لا يوجد فيها متحف للفن المعاصر ونحن تجاوزنا العام ألفين ونعيش في عصر العولمة، الإنسان يخجل من نفسه بعض الأحيان!

سامي بن عامر: أستاذ محاضر في المعهد العالي للفنون الجميلة في تونس وأمين عام اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين.
باكر بن فرج: خريج كلية الفنون في تونس، يعيش ويعمل في الحمامات.

الفنانون والجمهور مجتمعون حول طاولة الأكل

​​الفنانون المشاركون في مشروع الطاولة المتحركة: إتيان تسابو، دانيل نويمان، بير بوم، ماريا شميد دتسيونسكو، سامي بن عامر، باكر بن فرج، عبد الرزاق ساحلي.

الطاولة المتحركة: كولن - تونس، معرض مجموعة العمل للفنانين العالميين في كولن
يقام المعرض حتى 17 تشرين الأول/أكتوبر