لو أعلن الصحافي المرابط عن مواقفه بكندا الفرنكوفونية

محمد نبيل، صحافي مقيم بكندا
16 أيار/مايو 2005

(...)
حكم المحكمة على المرابط يعود بنا إلى ضبط تصريحاته ومواقفه المتعلقة بقضية الصحراء التي تعد مقدسة في العرف المغربي، ولا يجب على أحد التشكيك في مغربيتها أو رفض الإستفتاء عليها أو جعلها محط المساءلة وإلا كان مصيره الإعتقال أو المنع كما حدث ضد المرحوم والمناضل الإتحادي بوعبيد واليساري إبراهام السرفاتي وغيرهم. هذا الوضع يجعلنا نطرح السؤال المستفز للذات وللآخرين الموجودين في دواليب القرار المغربي:

ماذا لو عبّر المرابط عن نفس المواقف والأخبار بكندا الفرنكونية؟ هل سيكون مصيره المنع؟ بمعنى آخر هل سيلقى المرابط نفس المصير لو عبر عن دعمه لاستقلالية مقاطعة كيبيك السياسي؟ بالتأكيد أنه سيكون عبارة عن حالة جد عادية من بين حالات كثيرة تقول نفس الكلام وتعرف بالإنفصاليين الذين استطاعوا تنظيم أكثر من إستفتاء في ظل مناخ ديموقراطي بعيد عن لغة التزوير.

الصحافي المرابط لم يصل إلى هذا المستوى من الخطاب السياسيو لم يصرح بدعمه
لاستقلالية الجمهورية الصحراوية بل تحدث عن الصحراويين الموجودين بمخيمات تندوف الجزائرية واعتبرهم لاجئين.

لا أحد يشك في كون قضية الصحراء أمست آنيا في منعطف جديد وأن قضية– تقرير المصير – أكدتها الدولة المغربية ومضت عليها وفق المواثيق الأممية، إنطلاقا من قبولها بل وإقتراحها لمبدأ الاستفتاء. فلماذا يعتبر المرابط نشازا؟ ما هي خلفيات قرار منعه من الكتابة؟

(...) نعتبر حرية التعبير حق مقدس لا يجب المساس به أو مصادرته شريطة إحترام المواثيق الأخلاقية والمهنية لمهنة الصحافة كما هي متعارف عليها في الدول الديموقراطية. أما قضية الصحراء فهي قضية كل المغاربة و يجب تداولها إنطلاقا من حق المغاربة في الخبر والتعليق بعيدا عن كل وصاية.

نعتقد بأنه يجب التمييزبين صحافة الإخبار وصحافة التعليق والرأي، بين حق الجماهير وواجبات الصحافي: فالخبر مقدس والتعليق حر.

إذا كان لمرابط قد أخل بقاعدة أخلاقية، فمحاكمته يجب أن تكون عادلة، ديموقراطية بعيدة عن تصفيات الحسابات. المرابط صحافي وفاعل اجتماعي يجب الإنصات إليه ولغيره -كما تنصت الحكومات بكندا وغيرها من الدول الديموقراطية إلى مواطنيها - حثى تتضح الحقائق ويكشف المستور الموجود خلف كواليس ضيقة تتنافى مع الحق العمومي في الأخبار.

نحن نريد أن يعبر المرابط وغيره بكل حرية بعيدا عن الزجر والإكراه بكل أنواعه في إطار السياق المغربي. فلن ننتظر أن يكون هذا الصحافي فرنسيا أو إسبانيا أو كنديا حتى يعبر عن مواقفه وتعليقاته.

يجب أن يتحقق ذلك في البيئة المغربية التي عرفت بفاعليها داخل المجتمع سواء منهم السياسيين والمثقفين والصحافيين وغيرهم. نقول هذا الكلام في ظل مستجدات لغة الحداثة والتكنو لوجيا والتي تدفعنا كل يوم إلى مراجعة الذات وضرورة تعديل القوانين كي ننسجم مع روح العصر وإلا كان مصيرنا الإحتضار.

قنطرة

حرية الصحافة في المغرب العربي
محمد المرابط، حمادي جبالي أو عبد الله علي السنوسي أمثلة لصحفيين مغاربيين يقبعون في السجون أو يلاحقون لأنهم تجاوزوا في عملهم الصحفي الخطوط الحمراء التي رسمتها السلطة في بلادهم. تقرير حميد سكيف عن حرية الصحافة في المغرب العربي