مَن هو الألماني والأجنبي في ألمانيا؟...بحث نقدي في الذات الألمانية

نايكا فوروتان أستاذة جامعية لـ "أبحاث الاندماج والسياسة المجتمعية" في جامعة هومبولت في برلين تتحدث في الحوار التالي مع كارين كروغر عن المشاعر المعادية للمسلمين وعن ماهية النموذج المثالي الذي تحتاجه ألمانيا.

الكاتبة ، الكاتب: Karen Krüger

السيدة نايكا فوروتان، أجرت معك مؤخرًا مجلة "شبيغل" مقابلة، وعادةً يُعرَّف الأشخاص الذين تتم مقابلتهم بذكر الاسم والعمر والمهنة، لكن جرى تقديمك في المقابلة كالتالي: نايكا فوروتان، ثلاثة وأربعون عامًا، كانت لاجئة. هل تُعتبر صفة لاجئ تصنيفًا جديدًا يتعلق بالهوية ويفوق التصنيف عبر المهنة؟

نايكا فوروتان: ربما كان الأمر كذلك! أختي ممثلة وقد تلقت مؤخرًا جائزة ولاية هِسِن للفيلم السينمائي. كانت النبرة الرئيسة أثناء حفل منح الجائزة، تعبِّر عن أنَّ عائلتها اضطرت إلى مغادرة إيران قبل خمسة وثلاثين عامًا، إلا أنها نجحت بالرغم من ذلك! بعد الحفل اتصل بي أخي الذي يقطن في منطقة أيفيل وقال لي: تصوري أنهم يريدون مقابلتي باعتباري لاجئًا! الأمر الذي دفعنا كلانا للضحك. بيد أنني أعتقد من حيث المبدأ أنَّ ازدياد النقاش بموضوع اللجوء باعتباره حيز خبرة اجتماعية أمرٌ جيدٌ.

تاريخ ألمانيا يشمل حركات لجوءٍ واسعةٍ، لكنْ قلَّ ما جرى الحديث عنها على مدى عقودٍ من الزمن. كانت توجد تجارب مؤلمة لم يستطع جيل الأجداد معالجتها بتاتًا، وقد عايش هذا الجيل مشاعر تشبه تلك التي يشهدها الناس الذين يأتون اليوم إلى ألمانيا. كما أنَّ الأحكام المسبقة التي اضطر اللاجئون القادمون من شرق البلاد آنذاك لمواجهتها تشبه تلك التي نسمعها اليوم. كان يقال إنَّ هؤلاء الناس قذرون، ولا يريدون العمل ويلاحقون النساء. صدمة هؤلاء الناس نتجت أيضًا عن الامتهان والإنكار الذي شهدوه.

لا تزال شائعة اغتصاب نساء ألمانيات من قبل لاجئين منتشرةً منذ أسابيع، على الرغم من ثبات خطأ معظم الادعاءات، لا بل وتبيَّن أيضًا أنَّ نسبة الجنح الجنسية لدى اللاجئين لا تفوق نسبتها لدى الألمان، الأمر الذي لم يتغيَّر أيضًا مع ازدياد أعداد اللاجئين.

نايكا فوروتان: الإشاعات متواترة، وهي تخدم إثارة مشاعر خوف أو نقمة دفينة، إلا أنَّ أسطورة الاغتصاب ليست جديدةً، فمن قبلٍ أُلْصِقَت التهمة بالعمال الإيطاليين الوافدين، وقيل بأنهم يغتصبون الشقراوات في منطقة شفابن، هذه روايات ظهرت في التاريخ في سياق التعامل مع الغرباء بشكل متكرر. ومعها يلوح الكثير من الإشارات إلى تدنيس الدم الألماني الذي يؤدي لفنائه. وهذه ضغائن عنصرية إلى حدٍّ بعيدٍ وهي متجذِّرةٌ بعمق. أما عدم فكك شيفرتها في هذا النقاش فهو أمرٌ سيء.

 Pegida-Anhänger am 16.11.2015 auf dem Theaterplatz in Dresden; Foto: Foto: Arno Burgi/dpa
Naika Foroutan: Die „Pegida“-Wortführer arbeiten seit über einem Jahr mit dem Entfremdungsnarrativ, immer mit dem Duktus: Das Volk wird verraten. Natürlich müssen Debatten, die um die Angst vor Identitätsverlust kreisen, öffentlich geführt werden. Doch eine Gesellschaft muss argumentativ gut darauf vorbereitet sein, sonst verschieben sich schnell die Grenzen des Sagbaren, und die krudesten Thesen werden ernsthaft debattiert.

ما سبب الفوعة (الفيروسية) التي تجري الآن؟

نايكا فوروتان: تلعب حركة بيغيدا [حركة الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب] بالتأكيد دورًا كبيرًا، حيث يعمل المتحدثون باسمها منذ أكثر من عامٍ بسردية الاغتراب، ودائمًا تحت شعار تعرُّض الشعب للخيانة. بطبيعة الحال خوض النقاشات التي تدور حول الخوف من فقدان الهوية لا بدَّ من أنْ تتم بشكلٍ علنيٍ، لكنْ لا بدَّ للمجتمع من أنْ يستعدَّ جيدًا للجدال، لكي لا تنزاح حدود ما يمكن قوله بسرعة كبيرة بحيث تجري بجدِّية مناقشة الأطروحات الأكثر حماقة، والتي ترشَح بهذا الأسلوب إلى الوعي الجماعي. كذلك لم تكُن المقولة النازية "شعب بدون مجال مكاني" في البداية إلا نمطًا جدليًا أنتج آثارا حقيقيةً إلى حدٍّ كبير.

قبل ظهور نموذج "الرجل المسلم" في المقدمة، جرى التحريض على اللاجئين لأسبابٍ اقتصاديةٍ على وجه الخصوص.

نايكا فوروتان: جرى الحديث عن أننا لا نريد المتطفلين الاجتماعيين، بل نريد الطبيب السوري. أما الآن فلم يعُد هذا ذو أهمية، فمعظم السوريين، سواء أكانوا أطباء أم لا، هم مسلمون. وحسب إحدى الصور النمطية، هم يتسكَّعون في مخيمات اللاجئين أو يتعاركون ولا يستطيعون التحكُّم برغباتهم الجنسية. عرض فولكر بيك على موقعه الإلكتروني مؤخرًا تقريرًا من إحدى الصحف، ويشير التقرير إلى أنَّ دور السكن مكتظةٌ والاعتداءات الجنسية والمشاجرات تزداد وأنه لا بدَّ من الحدِّ من تدفق القادمين الذين تقدر أعدادهم الآن بحوالي 850 ألف شخصٍ، وأنَّ تقديرات متحفّظة تنطلق من أنَّ عدد المواطنين الجدد سوف يصل إلى مليون ونصف، أما التوقعات المتشائمة فتتحدث عن أكثر من مليونين. كان هذا تقريرًا من سنة 1990 حول المهاجرين القادمين من ألمانيا الشرقية.

الجماح الجنسي غير المكبوح ليس الصورة النمطية الوحيدة التي تُلصق باللاجئين المسلمين.

نايكا فوروتان: هناك مجموعة هائلة من الصورة النمطية، حيث يقال إنهم على استعدادٍ لاستخدام العنف، وغير متعلمين، ومعادين للمثلية الجنسية وللسامية والنساء وأنهم يتصرفون جماعيا. وبحسب صورة نمطية أخرى لا يمكنهم التخلُّص من هذه الخصائص، لأنها متجذّرة في الإسلام. ثمة دراسات لا تعَد ولا تحصى تدحض هذا، بيد أنه يصعب على المعرفة المستقاة من الخبرة مواجهة الأحكام المسبقة، فهناك دائمًا من يدَّعي المعرفة، ومن يقتبس آياتٍ قرآنيةً منتزعة من السياق، ليزعم أنه يثبت بذلك أنَّ الإسلام في حدِّ ذاته عنيفٌ ومعادٍ للسامية. لكن هناك العديد من الاقتباسات المعادية للسامية إلى حدٍّ بعيد من لوثر وكنط أيضًا. ولو جرى التعامل معها بأسلوبٍ مماثلٍ للتعامل مع سور القرآن، لكان من الممكن القول إنَّ العنصرية ومعاداة السامية متأصِّلةٌ بالبروتستانتية والتنوير. إلا أننا نعرف اليوم أنه لا بدَّ من ترتيب هذه المواقف ووضعها في سياقها التاريخي، ولا نستخدمها لنزع الشرعية عن القيم الغربية الأساسية القائمة على أساس التنوير والمسيحية. أما عندما يتعلق الأمر بالإسلام، فتوضع في أغلب الأحيان معايير مختلفة. والحجة تكون عند ذلك أنَّ المسلمين أنفسهم يفسرون القرآن بشكلٍ حرفيٍ – لكن معظم المسلمين في الواقع لا يفعلون ذلك أبدًا في حياتهم اليومية، وإنما المتشدّدون هم من يفعلون ذلك.

Lehrerin Alev Erisöz Reinke während ihres Sprachkurses für Flüchtlinge in Bonn; Foto: DW/M. Hallam
Einwanderer helfen Einwanderern: Migrationsforscherin Naika Foroutan hat bereits einen weitergehenden sozialen Wandel registriert: "Leute, die vorher als Migranten am Rande der Integration standen, bekommen nun ein Selbstbewusstsein als Helfer." Viele, die selbst eine neue Heimat in Deutschland gefunden haben, unterstützen die Flüchtlinge nach ihrer Ankunft. Zum Beispiel mit Sprachangeboten, wie hier die Lehrerin Alev Erisöz Reinke während ihres Sprachkurses für Flüchtlinge.

كيف يؤثِّر هذا على المسلمين، عندما تلصق بهم بالرغم من ذلك اتهامات أخرى باستمرار؟

نايكا فوروتان: يميل الناس في وقت ما إلى التصرف وفق ما يُتوقَّع منهم باستمرار. أي أنه من الممكن في حال استمرار رواج المشاعر المعادية للمسلمين أنْ تكون لها آثارٌ سلبيةٌ جدا على هوية اللاجئين. وفي الوقت ذاته يزيل حاليًا الكثير من المسلمين الصور النمطية، فجماعات المساجد تستقبل لاجئين، وتوفّر لهم الطعام والسكن وتقيم دورات تعليم اللغة الألمانية – سواء أكان ذلك للمسلمين أو لغيرهم. وهناك أيضًا الكثير من المسلمين بين المتطوعين الذين يمدون يد العون للاجئين أثناء زياراتهم للسلطات المسؤولة أو للأطباء، وهؤلاء يعملون كمترجمين أتراك أو عرب. فجأة باتت مساعدتهم مطلوبةً لكونهم خبراء. هؤلاء، الذين جرى الحديث عن ضرورة دمجهم على مدى سنوات، صاروا فجأة جزءًا طبيعيًا من المجتمع الألماني ويساعدون الوافدين على التعرُّف على البنى الألمانية والتعامل معها.

هل يعني ذلك إذًا أنَّ لتدفُّق اللاجئين الواسع تأثيرًا إيجابيًا على المسلمين الألمان؟

نايكا فوروتان: نعم، من الناحية النظرية. ونجاحنا في التعامل مع معاداة المسلمين على نحو آخر شرط ذلك، فبدلًا من وضع مشاعرنا محط السؤال، تستقرُّ أنظارنا حتى الآن في المقام الأول على أولئك الذين نشعر بأنهم غرباء أو مختلفين. أمر أقرب ما يكون إلى السخف. لن تستدعي فرضية أن ألمانيا بلدٌ عدائيٌ تجاه الأطفال ردَّ فعل يقوم على مناقشات ودراسات علمية تبيِّن أخطاء الأطفال المزعومة، بل من شأن ذلك أنْ يؤدي لوضع المجتمع محط السؤال. نحن بحاجة الى نقاش حول أنفسنا.

لماذا يتمسَّك المجتمع الألماني بشدِّة بهذه الصور النمطية؟

نايكا فوروتان: هذه ليست صفة خاصة بالألمان فقط. البحث النقدي في الصور النمطية الخاصة صعب من حيث المبدأ. علاوة على ذلك، لا يلعب التعليم الواعي بالأحكام المسبقة سوى دورٍ ثانويٍ في ألمانيا. نحن بحاجة إلى تربية لتعلُّم التعاطف الذي يرفع منسوب الموانع الذاتية ضد الحطِّ من شأن الآخرين. وفي الوقت نفسه لا بد لقلب المرء من أن يتألّم تلقائيًا عندما يلاحظ أيَّ شكلٍ من أشكال التمييز.

تتوجَّه المشاعر المعادية في نهاية المطاف صوب تنوُّعٍ صار موجودًا في ألمانيا منذ فترة طويلة.

نايكا فوروتان: لكنها موزَّعة بشكلٍ متباينٍ، فمن الستة عشر مليون شخصٍ من أصولٍ أجنبيةٍ يعيش 15.5 مليون شخص في الولايات الألمانية القديمة [الغربية سابقًا]. التنوُّع ليس جزءًا من واقع شرق ألمانيا، ويبدو أنَّ لهذا الأمر آثارًا سلبية على الجيل الأكبر سنًا. لقد نشرنا في شهر شباط/فبراير 2015 دراسةً تبيِّن أنَّ الراشدين ممن تفوق أعمارهم 26 عامًا في شرق ألمانيا أكثر رفضًا للمسلمين، أما الشباب الألماني الشرقي فهو منفتح تجاه المسلمين بنفس نسبة انفتاح الشباب الألماني الغربي تقريبًا.

Flüchtlinge auf dem Weg nach Deutschland; Foto: Armin Weigel/dpa
هل لتدفُّق اللاجئين الواسع تأثيرٌ إيجابيٌ على المسلمين الألمان؟ نعم، من الناحية النظرية. حسبما تجيب نايكا فوروتان مضيفةً: نجاحنا في التعامل مع معاداة المسلمين على نحو آخر شرط ذلك، فبدلًا من وضع مشاعرنا محط السؤال، تستقرُّ أنظارنا حتى الآن في المقام الأول على أولئك الذين نشعر بأنهم غرباء أو مختلفون. أمر أقرب ما يكون إلى السخف.

كيف تفسرين ذلك؟

نايكا فوروتان: نما جيل الشباب في شرق ألمانيا في مجتمعٍ يصف بلده منذ عام 2001 بأنه بلد هجرة، وذلك لأنَّ ألمانيا كذلك بالفعل. حتى وإنْ كان هذا لا يتعلق بواقع حياتهم بشكلٍ ملموسٍ، إلا أنهم تأثروا به من خلال الصور والمعرفة التي يجري تناقلها في المدارس ووسائل الإعلام. إذن، الاتصال المباشر ليس شرطًا ضروريًا لتنمية رؤيةٍ منفتحةٍ أو وعي بالمشاعر المعادية والتمييز، ومن المعروف أنَّ الشباب الذين نشأوا اجتماعيًا على منظمات مثل "إشارة المصالحة" لديهم وعي فائق بمعاداة السامية، بالرغم من أنَّ الكثيرين منهم لم يلتقوا بشخصٍ يهوديٍ أو لم يزوروا إسرائيل بتاتًا. إذا كنَّا قد نجحنا في رفع مستوى الوعي فيما يتعلق بمعاداة السامية، فلا بد أيضًا من أنْ يكون ذلك ممكنًا فيما يخص معاداة المهاجرين والمسلمين والسود والآسيويين وغيرهم. ينبغي تعليم المجتمع أن يعي الأحكام المسبقة. ولا بدَّ من أنْ يكون هذا جزءًا من المُثُلِ العليا. وبالمناسبة ينطبق الأمر أيضًا على المشاعر المعادية للألمان الشرقيين. وهذا أيضًا أمرٌ لم نصلحه ويرتدُّ إلى المجتمع على شكل توجيه هذه المشاعر المعادية باتجاه آخرين.

أعرب مجلس الهجرة الذي تنتمين إليه قبل عام تقريبًا عن مطالبته بتحديد شعارٍ موجِّه. لماذا تحتاج ألمانيا إلى شعارٍ موجِّه؟

نايكا فوروتان: نحن بحاجة إلى روايةٍ تقود المجتمع نحو المستقبل، روايةٌ تحدد أهدافًا وتخلق أشكال تصرفٍ تستجيب للواقع الجديد. تملك دول أخرى مثل هذه الشعارٍات الموجِّهة. كندا على سبيل المثال تصف نفسها بأنها بلد هجرة تحت شعار "Unity in Diversity"، أي "الوحدة في التنوع"، وهذا بالنسبة للكنديين ليس شعارًا إعلانيًا وحسب، بل ثمة تعهُّدٌ ذاتيٌ بقواعد ضمِّ نِسَبٍ من مختلف أطياف المجتمع في الشركات والمدارس، نسبٌ تعكس تنوع المجتمع. الناس فخورون بالتنوُّع، فهو جوهر الهوية الكندية. أما حجج ألمانيا المتعلقة بالهجرة فتركِّز على وجه الخصوص على التركيبة السكَّانية، حيث يقال: ينبغي تأمين رواتب التقاعد بعد خمسة وعشرين عامًا أيضًا. لكن هذه الرواية لن تصمد على المدى الطويل، فهناك حاجة إلى مكوِّن معنوي ووجداني.

إن الإشارة للقادمين بأنهم موضع ترحيب لأنه لا يوجد هنا ما يكفي من الأطفال، لا تعتبر على أية حال إشارةً مشجِّعةً جدًا.

نايكا فوروتان: إنها مبتذلة، لأنَّ ما يحدث الآن يضم بين جنباته الكثير من الفرص، فهو يقذف بألمانيا نحو زمنٍ آخر يمكن فيه فعل الكثير الكثير من الأمور الصحيحة. ينبغي فقط الوثوق بالإشارات التي يجري إرسالها من المجتمع، أكان ذلك من رئيس كلية الكاردينالات في الكنيسة، أو من أسرة محافظة من إحدى الضواحي أو من مجموعات معاداة الفاشية التي تساعد في تهريب اللاجئين، أو كان ذلك من مهاجر أو من عائلة أصيلة من ميونيخ – أناسٌ كثرٌ في ألمانيا يساعدون ويُظهِرون بذلك أنهم مستعدِّون لتغيير في رواية وواقع بيئتهم المعيشية. ولكن يبدو وكأن الأقلية العالية الصوت تحظى بالإصغاء السياسي أكثر عبر إثارتها المخاوف ومواقفها الرافضة. آمل كثيرًا في ارتفاع أصوات التحالفات المضادة.

 

 

حاورتها: كارين كروغر

ترجمة: يوسف حجازي

حقوق النشر: فرانكفورتَر ألغيمانيه تسايتونع/ موقع قنطرة ar.qantara.de 2016

نايكا فوروتان أستاذة جامعية لأبحاث الاندماج والسياسة المجتمعية في جامعة هومبولت في برلين ووكيلة مدير معهد برلين للاندماج والأبحاث حول الهجرة BIM.