"اليمن كرت في نووي إيران؟" سياسي اشتراكي يمني يتهم باحثين أوروبيين بالتهوين من تورط إيران باليمن

"انتقد السياسي الاشتراكي اليمني المخضرم ياسين سعيد نعمان المحللين السياسيين الأوروبيين واتهمهم بتقديم "غطاء غير أخلاقي لتورط النظام الإيراني في اليمن"، متهما إيران باستخدام "المأساة الإنسانية اليمنية ككرت في مفاوضاتها النووية مع الدول الأوروبية.  وجاء ذلك على خلفية قول إيران إنها ستتواصل مع حلفائها في اليمن من أجل هدنة في اليمن في محادثات مع قوى أوروبية. وأقرت إيران لأول مرة، في نوفمبر تشرين الثاني 2017، بضلوعها في الصراع الدائر في اليمن عندما قال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني إن بلاده قدمت المساعدات في صورة المشورة لحلفائها في اليمن. ولحماية إيران -وبالتالي الشركات الأوروبية العاملة فيها- من عقوبات أمريكية جديدة، تضغط القوى الأوروبية على طهران لتخفيف نشاطها الإقليمي بما في ذلك دورها في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن. .............  إيران مستعدة للضغط من أجل هدنة في اليمن في محادثات مع قوى أوروبية  قال مسؤولون من إيران 29 مايو / أيار 2018 وقوى أوروبية إن الطرفين أحرزا تقدما جيدا في محادثات لإنهاء الصراع الدائر في اليمن إذ أبدت طهران استعدادها للضغط من أجل "وقف لإطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية هناك". وبدأت المحادثات في فبراير / شباط في إطار جهود لتجنب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 وإعادة فرض العقوبات على طهران. وتهدف المحادثات، التي بدأت ضمن مسار آخر غير المفاوضات النووية، إلى تهدئة المخاوف الأمريكية المتعلقة بدور إيران الإقليمي وإلى أن تظهر لواشنطن أن أوروبا بإمكانها الحصول على تنازلات من طهران. من جانبه انتقد ياسين سعيد نعمان ﺳﻔﻴﺮﺍلجمهورية اليمنية ﻟﺪى ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺇﻳﺮﻟﻨﺪﺍ -وهو رئيس وزراء يمني سابق وعمل كأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، وكرئيس دوري لتكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض سابقاً في اليمن- في منشور له على فيسبوك بعنوان "النووي مقابل اليمن" 31 / 05 / 2018 قائلاً: ظل بعض الكتاب السياسيين في الشأن اليمني من الأوروبيين يتحاشون الحديث عن تورط النظام الايراني في اليمن فيما يكتبون، ويذهبون في تفسير موقفهم هذا إلى أنهم لا يجدون دليلاً واضحاً على هذا التورط. كل الدلائل والأدلة التي أكدت وتؤكد على ذلك، والتي عرضت في مناسبات كثيرة ، تركها هؤلاء جانباً وراحوا يكتبون عن الوضع من وجهة نظر لا تقيم وزناً لمعاناة اليمن التي تسبب فيها المشروع التوسعي لنظام لا يمتلك أي مقومات للبقاء سوى إشاعة الفوضى في المنطقة بتوظيف جيوبه الطائفية في البلدان المجاورة ، وتسويق فكرة الأقليات لإقامة الدولة الطائفية كعنوان للانقسام المجتمعي لإدامة الصراع وتبرير التدخل في شئون هذه البلدان". وأضاف: "البحث عن الأدلة كان مجرد تبرير لمواقف ظلت تعكس في الأساس ارتياحاً لدى هذه الدوائر لما يدور في هذه المنطقة من حروب انقسامية يغذيها هذا المشروع الطائفي. يوم أمس قدمت إيران الدليل الذي لا يضاهيه أي دليل آخر على تورطها في إشعال الأزمة والحرب في اليمن عندما قدمت عرضاً في مباحثاتها مع الأوربيين لحماية مشروعها النووي مقابل إقناع حلفائها في اليمن، وتقصد الحوثيين، بقبول مفاوضات وقف الحرب، واستخدمت "المعاناة الانسانية " في أسوأ إستخدام لهذه الظاهرة البشرية التي ينحط معها كل ما له علاقة بالبشرية" .  وقال منتقداً: "ترى ما الذي يحتاجه هؤلاء الكتاب بعد هذا من دليل أوضح مما قدمه النظام الايراني عن تورطه في الشأن اليمني؟؟ كيف سيبرر هؤلاء دفاعهم ، أو على أقل تقدير، صمتهم عمن يقف وراء هذه المأساة طوال هذه السنوات ومحاولة تضليل الحقيقة، وتقديم غطاء غير أخلاقي لممارسة هذا النظام وما قاد إليه من كارثة في اليمن؟؟". وتساءل: "ما الذي يجعل إيران تقدم هذا العرض الآن دون خشية من أن يؤخذ كدليل على تورطها في اليمن؟"، مجيباً: "بالطبع .. لم يعد اليمن بلداً مغرياً لها بعد أن بات مشروعها الطائفي على أبواب الهزيمة وبعد أن ألحق باليمن أعظم مأساة عرفتها البشرية بتعبير منظمات الأمم المتحدة العاملة في الجانب الإنساني، وهي لم تكتف ِ بخلق المأساة ، بل تعمل على استخدامها في حماية مشروعها النووي ليعلم من ورطتهم في حمل مشروعها أنهم مجرد "كرت" لم يعد لهم في حساب مصالحها أي قيمة". * إيران: الهدف من المحادثات هو التوصل لوقف إطلاق نار في اليمن* الأوروبيون يريدون نتائج ملموسة من المحادثات* مسؤول إيراني: الاتفاق بشأن اليمن بات قريبا وانصب الاهتمام بالأساس على اليمن، حيث تتقاتل إيران والسعودية من أجل مد النفوذ. وتنفي إيران اتهامات سعودية لها بتقديم الدعم المالي والعسكري للحوثيين في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن وتلقي على الرياض اللوم في تعميق الأزمة. وقال مسؤول إيراني بارز لرويترز "وافقنا على العمل مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإنهاء الصراع في اليمن بسبب الكارثة الإنسانية هناك". وأضاف "الهدف هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمساعدة المدنيين الأبرياء. سنستخدم نفوذنا لإحضار حلفائنا إلى مائدة التفاوض". وقال ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين إن المحادثات أحرزت تقدما كبيرا وتسير في الاتجاه الصحيح. وشن تحالف تقوده السعودية ويدعمه الغرب ضربات جوية على حركة الحوثي المسلحة في الحرب الدائرة منذ عام 2015 لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى اليمن. وتقول الأمم المتحدة إن الصراع أسفر عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص ونزوح نحو ثلاثة ملايين من السكان داخليا وسبب أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ورحبت إسرائيل والسعودية، غريمتا إيران في المنطقة، بقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي يوم الثامن من مايو / أيار 2018 وقالتا إن الاتفاق يحد من "سلوك إيران المؤذي في سوريا واليمن وأماكن أخرى في مختلف أرجاء العالم". سيناريو الدجاجة والبيضة وأقرت إيران لأول مرة، في نوفمبر تشرين الثاني 2017، بضلوعها في الصراع الدائر في اليمن عندما قال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني إن بلاده قدمت المساعدات في صورة المشورة لحلفائها في اليمن. ولحماية إيران من عقوبات أمريكية جديدة، تضغط القوى الأوروبية على طهران لتخفيف نشاطها الإقليمي بما في ذلك دورها في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن. وقال مسؤول أوروبي طلب عدم نشر اسمه "الإيرانيون أبدوا مؤشرات على استعدادهم الآن لتقديم خدماتهم في الاتصال بالحوثيين من أجل المضي قدما". وأضاف "الإيرانيون يعترفون الآن على الأقل بأن هناك قناة اتصال. بالطبع لا يقولون إنهم يتحكمون في الحوثيين، ولن يقولوا ذلك، لكنهم يعترفون بأن لهم نفوذا معينا عليهم وأنهم مستعدون لاستخدام هذه القنوات". وقال عباس عراقجي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين إن المحادثات بشأن الصراع الدائر في اليمن تمضي بالتوازي مع المحادثات النووية مع الموقعين الأوروبيين على الاتفاق الذي قبلت إيران بموجبه تقليص أنشطتها النووية في مقابل رفع العقوبات الدولية. وقال عراقجي للتلفزيون الحكومي يوم الأحد: "الاتفاق النووي غير مرتبط بالقضايا الإقليمية... إيران لن تجري محادثات بشأن نفوذها فيالمنطقة إلا فيما يتعلق باليمن بسبب الأزمة الإنسانية هناك". 

من صفحة السياسي اليمني الأشتراكي ياسين سعيد نعمان على فيسبوك
انتقد السياسي اليمني المخضرم ياسين سعيد نعمان ﺳﻔﻴﺮﺍلجمهورية اليمنية ﻟﺪى ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺇﻳﺮﻟﻨﺪﺍ -وهو رئيس وزراء يمني سابق وعمل كأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، وكرئيس دوري لتكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض سابقاً في اليمن- في منشور له على فيسبوك بعنوان "النووي مقابل اليمن" 31 / 05 / 2018 قائلاً: ظل بعض الكتاب السياسيين في الشأن اليمني من الأوروبيين يتحاشون الحديث عن تورط النظام الايراني في اليمن فيما يكتبون، ويذهبون في تفسير موقفهم هذا إلى أنهم لا يجدون دليلاً واضحاً على هذا التورط". وأضاف: "البحث عن الأدلة كان مجرد تبرير لمواقف ظلت تعكس في الأساس ارتياحاً لدى هذه الدوائر لما يدور في هذه المنطقة من حروب انقسامية يغذيها هذا المشروع الطائفي".

 وقال مسؤول أوروبي ثان إن المناقشات مع الإيرانيين بشأن اليمن تمضي بشكل "جيد جدا". وأضاف المسؤول الثاني "إنهم (الإيرانيون) يقولون لنا إنهم مستعدون للعمل على وقف لإطلاق النار، لكنهم يقولون إن السعوديين ليسوا مستعدين. لذلك فالأمر يشبه سيناريو الدجاجة والبيضة. نريد الآن أن يتحول ذلك إلى شيء ملموس". ولم يرد مسؤولون من السعودية أو اليمن أو الحوثيين على طلب التعليق. وتدعم واشنطن وباريس ولندن الرياض في تدخلها في اليمن وتمدها بالسلاح ومعلومات المخابرات. وقال مسؤول إيراني آخر "هذا جهد إنساني... المسألة حُلت تقريبا. نعمل على وضع إطار عام". وقال عراقجي إن اجتماعا سيعقد بين إيران والقوى الأوروبية في منتصف يونيو / حزيران 2018 في بروكسل لبحث الصراع الدائر في اليمن. ومن المقرر أن تشارك فرنسا في استضافة مؤتمر دولي بشأن اليمن مع السعودية في باريس في يونيو / حزيران لتقييم المساعدات المطلوبة وربما الإسهام في إنعاش محادثات السلام المدعومة من الأمم المتحدة. وتؤكد فرنسا على أهمية استكمال الاتفاق النووي مع إيران بمحادثات موضوعية بشأن قضايا أخرى. لكن لم يتضح كيف يمكن دمج المحادثات بين إيران والقوى الأوروبية بشأن الاتفاق النووي مع جهود وسيط الأمم المتحدة في اليمن مارتن جريفيث. وقال جريفيث في أبريل / نيسان 2018 إنه يريد عرض خطة للمفاوضات خلال شهرين لإنهاء الصراع لكنه حذر من أن أي هجمات عسكرية قد تطيح بالسلام من على مائدة المفاوضات. (رويترز)